نصف اليهود الأمريكيين “ذوي التوجهات الليبرالية القوية” يرون أن إسرائيل تمارس إبادة جماعية في غزة.

نصف اليهود الأمريكيين “ذوي التوجهات الليبرالية القوية” يرون أن إسرائيل تمارس إبادة جماعية في غزة.

أمد/ واشنطن: كشف مؤشر صوت الشعب اليهودي، الذي أعده معهد سياسة الشعب اليهودي، عن انقسام حاد داخل المجتمع اليهودي الأمريكي حول حرب إسرائيل في قطاع غزة.

وأظهرت النتائج أن ما يقرب من نصف اليهود الأمريكيين الذين يُعرّفون أنفسهم بأنهم “ليبراليون للغاية” يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في القطاع.

تباين الآراء حول “عدوانية” إسرائيل في غزة

بشكل عام، يرى 45% من اليهود الأمريكيين أن إسرائيل مفرطة في عدوانيتها في حربها على غزة، بينما يعتقد حوالي 33% أنها ليست عدوانية بما يكفي.

يُظهر المؤشر تبايناً واضحاً حسب التوجه السياسي:

غالبية اليهود الليبراليين يرون أن إسرائيل مفرطة في عدوانيتها.

معظم اليهود المحافظين (الذين يمثلون فئة أصغر من اليهود الأمريكيين) يعتقدون أن إسرائيل ليست عدوانية بما يكفي.

اختلاف جذري بين مؤيدي ترامب وهاريس

تتسع هذه الفجوة بشكل ملحوظ عند النظر إلى التفضيلات السياسية الرئاسية:

70% من ناخبي ترامب اليهود (الذين يمثلون ما بين ربع وثلث يهود الولايات المتحدة تقريباً) يعتقدون أن إسرائيل ليست عدوانية بما يكفي.

ما يقرب من 68% من ناخبي هاريس اليهود يعتقدون أن إسرائيل مفرطة في عدوانيتها.

تصورات مختلفة حول “الفوز بالحرب”

تنعكس هذه الانقسامات أيضاً على تصورات نتائج الحرب:

نصف الناخبين اليهود لترامب يعتقدون أن إسرائيل تفوز بالحرب.

نصف الناخبين اليهود لهاريس يعتقدون أن إسرائيل لا تفوز بالحرب.

تُسلط هذه البيانات الضوء على التعقيدات المتزايدة داخل الجالية اليهودية الأمريكية، والتي تواجه تحديات في التوفيق بين هويتها اليهودية ودعم إسرائيل وبين قيمها السياسية والليبرالية.

وقال الدكتور شوكي فريدمان، المدير العام لمعهد السياسة اليهودية: “من المثير للقلق أن الاستطلاع يظهر أنه حتى بين اليهود الأميركيين – الذين يميلون عمومًا إلى دعم إسرائيل – فإن الدولة تفشل في شرح وتبرير مواقفها بشكل فعال”.

وهذا صحيح فيما يتصل بتقدم الحرب وأهدافها، وبشرعية سياسات إسرائيل في نظر يهود الولايات المتحدة”.

اليهود الإسرائيليون والأميركيون يتباينون في تقييم نجاح إسرائيل في حربها مع إيران

وأظهر مؤشر صوت الشعب اليهودي، الذي أعده معهد السياسة اليهودية (JPPI)، اختلافات واضحة في تصورات اليهود الإسرائيليين والأميركيين حول نجاح إسرائيل في حربها مع إيران.

فبينما يرى غالبية اليهود الإسرائيليين أن العملية كانت ناجحة، تبدو نظرة اليهود الأميركيين أكثر تشاؤماً.

تباين كبير في تقييم النجاح

12% فقط من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل لم تنجح في الحملة الإيرانية، مقارنة بـ25% من اليهود الأميركيين.

والأمر الأكثر لفتاً للانتباه هو أن أكثر من ثلث الإسرائيليين أعطوا أعلى درجة (5 من 5) لنجاح إسرائيل في إيران، في حين لم تتجاوز هذه النسبة 7% بين اليهود الأميركيين.

ويُعزى هذا التباين جزئياً إلى التوجهات السياسية داخل المجتمع اليهودي الأميركي. فقد أشار معهد JPPI إلى أن حوالي نصف اليهود الأميركيين “الليبراليين للغاية” شعروا بأن إسرائيل لم تفز في هذه الحملة، بينما يعتقد اليهود ذوو التوجهات الوسطية واليمينية أن إسرائيل كانت ناجحة.

تأثير الصراع الإيراني على ثقة القادة السياسيين

أظهر الاستطلاع أيضاً أن الصراع الإيراني كان له تأثير على تصورات القادة السياسيين. فقد ارتفعت الثقة بأن دونالد ترامب “سيفعل الصواب” فيما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية الأميركية بعد ضربته لإيران أو زيارة نتنياهو المحتملة لواشنطن في أوائل يوليو. وفي إسرائيل، أفاد 36% أن رأيهم في بنيامين نتنياهو قد تحسن في الأسابيع الأخيرة بعد العملية الإيرانية.

تصورات اليهود الأميركيين لمرشح عمدة نيويورك “زهران ممداني”

مع تسليط الأضواء على نيويورك واحتمال فوز زهران ممداني بمنصب عمدة المدينة، استكشف استطلاع JPPI تصورات اليهود الأميركيين لهذا المرشح اليساري المتطرف المناهض لإسرائيل.

وجد الاستطلاع أن 69% من اليهود الأميركيين يعتبرون ممداني مرشحاً سلبياً ويعارضون انتخابه، بينما يعتقد 61% أنه معادٍ لإسرائيل ومعادٍ للسامية.

ومن الطبيعي أن تكون هذه المعارضة أقوى بين اليهود المحافظين وناخبي ترامب، حيث يرى 99% من اليهود “المحافظين جداً” ممداني مرشحاً سلبياً.

مع ذلك، أظهر الاستطلاع أن 42% من اليهود “الليبراليين جداً” يؤيدون ممداني، مما يسلط الضوء على الانقسام العميق داخل الطيف السياسي اليهودي الأميركي.