مَصدر القصة

مَصدر القصة

أمد/ المشكلة التي يعاني منها الواقع العربي والتي تَجلَّت مظاهرها في الدول الملتهبة فيه، بما يشمل الواقع الفلسطيني المتهالك لم ينشأ نتيجة الفشل في معالجة السلوك السياسي لهذا النظام أو ذاك، أو للأحزاب وغيرها من التجمعات السياسية بمختلف مرجعيتها الأيدلوجية، أو استبدال السلاح بالحوار وإنما لتغافل معالجة الأفكار، وجذور المنطلقات العقدية، فنحن نعيش اليوم دينًا آخر ليس دِينُ الإسلام كمنهاج حياة وشعائر، بل دِينُ مشروع سُلطة تَربّعَت فيه مفاهيم الحاكمية والإمامة والتقية، ودولة الجماعة لادولة الوطن، دِينٌ لا يُؤمن بأنّ الدولة وعاءً جيو سياسيًا سياديًا آمنًا لأبناءه، إنّما يعمل جاهدًا على اسقاط كل سقوف الدولة ومؤسساتها، ومفاهيم دولة المدينة الأولى التي أرساها النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتي جمعت بين كل أطياف مواطنيها وفق مفهوم الوعاء السيادي، لصالح تركيبة هُلاميّة تُؤِمن بالتميز عن الآخر فَيَروْنَ أنفسهم شيئًا وشعوبهم شيء آخر، وتُقَدِم الطائفة أو الجماعة على الوطن، والإمام أو المرشد على الحاكم سواءً كان رئيسًا أو مَلِكًا أو أميرًا فزرعت هذه المفاهيم بذرة زوال الدولة، ونطقت نتائجها في تفكك الدول والحروب الأهلية، وأوصلت قضية فلسطين على مشارف التصفية.
لزوم اللازم
ادراك أفراد المجتمع وفي مقدمتهم العلماء والنُّخَب الفكريّة والحكام لأهمية تصويب تلك المفاهيم ليس ترفًا فكريًا ولا توسعًا لسانيًا أو كلاميًا بل أمنًا دينيًا قبل أن يكون قوميًا أو سياسيًا.

وسوم: