نتنياهو وترامب: نموذج للمعاناة والتظاهر والتوجيه والتفوق

أمد/ لا يوجد على الساحة الدولية كلها اي رئيس او زعيم او مسؤول بمواصفات الثنائي نتنياهو ترامب، وكأن هذا الثنائي معمول ومجبول من طينة سياسية ايديلوجية لا تشبه طينة الناس والبشر،
فهما إلى جانب العقلية الاجرامية التي يتشاطرانها، بلوى وبلاء في الكذب والرياء والنفاق والاملاء والاستعلاء،
فهما، بكل وقاحة وصفاقة، مترافقة مع الغُشم والبلطجة والغرور اللامتناهي اللامحدود يطلبان من المقاومة تسليم الاسرى الاسرائيليين “مجّانا”، ، وخروج قياداتها ومقاتليها من قطاع غزة، إلى العراء المُريب،
هذا بعد عام ونيّف من حرب ضروس تشنها اسرائيل وامريكا على القطاع المحاصر،
لكن المقاومة صامدة ثابتة راسخة كاشجار الزيتون الروميّة والسنديان، وربما انها تزداد قوّة وخبرة وثباتا واستعدادا للمقاومة وايقاع مزيدٍ من الخسائر في الجيش الاسرائيلي المحتل المعتدي الغازي،
هل هي سذاجة ام استعلاء ان يطلب نتنياهو وترامب مثل هذا الطلب، بعد كل هذه التضحيات وهذا الصمود؟؟؟،
نتنياهو وترامب وجوقة المستشارين والمندوبين والمبعوثين، وعندما رأوا وتأكدوا انهم لم يستطيعوا تحقيق مخططاتهم ومآربهم واهدافهم وعصارة نزقهم في الميدان، فانهم يحاولون تحقيق ما لم يُحققوه بالقوة، بالمداهنة على طاولات المفاوضات وفي الغرف والصالونات، متبعين ومستخدمين كل اشكال المناورات والبهلوانيّات ولعب الثلاث ورقات،
لكن يبدو، والله هو الاعلى والاعلم دائما، ان المقاومة المتحفّزة المنتبهة المتنبّهة في الميدان وفي انفاق غزة وبين ركام بيوتها وبناياتها، هي بنفس الدرجة من الانتباه لألاعيب نتنياهو وترامب وجوقة المستشارين والمبعوثين، وان ما لم يستطيعوا نيله بالقتال والحرب والابادة سوف لن يحصلوا عليه بربطات العنق وبدلات السموكن “والسواليف واللف والدوران في العواصم والمدن المعنية”،
صحيح ان نتنياهو وترامب مدرسة في الكذب والرياء والمداهنة والبلاء والاملاء والاستعلاء،
لكن صحيح ايضا ان المقاومة مدرسة ونماذج تُدرّس في البطولة والصمود والشجاعة والاقدام والثبات.