حالة تجويع وحصار: عشرات القتلى ومجازر عند مراكز الإغاثة رغم إعلان إسرائيل عن “هدنة مؤقتة”

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ661 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
وتحوّلت مناطق توزيع المساعدات إلى أهداف مباشرة، حيث قُتل مزيد من المدنيين الباحثين عن الغذاء والماء، في وقت بلغ فيه عدد ضحايا الجوع 114 شهيدًا، بحسب وزارة الصحة، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن 90% من السكان يعانون من انعدام الوصول إلى مياه الشرب.
في اليوم الـ133 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
أعلن جيش الاحتلال، الأحد، تعليقًا “تكتيكيًا محليًا” للعمليات العسكرية اليومية في مناطق المواصي ودير البلح ومدينة غزة، وذلك من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً، “بناءً على توجيهات المستوى السياسي”، على حدّ تعبيره. وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن الخطوة تأتي في إطار ما وصفه بـ”الجهود الإنسانية لتوسيع إدخال المساعدات”، ولفت إلى أن القرار “جرى تنسيقه مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”، وسيشمل كذلك “ممرات مؤمّنة بشكل مستدام” من السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة ليلًا، بهدف تمكين قوافل الإغاثة من التحرك الآمن داخل قطاع غزة.
يأتي ذلك بينما تتصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية، لا سيّما بعد اعتداء قوات الاحتلال، فجر اليوم، على سفينة “حنظلة” في المياه الدولية خلال توجهها لكسر الحصار عن غزة، في خطوة أثارت تنديدًا واسعًا ووصفت بأنها “جريمة إرهاب وقرصنة”، كما اعتبرتها حركة “حماس” “تحدٍّ سافر للإرادة الإنسانية”.
في غضون ذلك، تحذّر منظمات أممية ومؤسسات إغاثية من أن المنظومة الصحية في القطاع على شفا الانهيار، مع تصاعد مخاوف من وقوع وفيات جماعية بين الأطفال نتيجة سوء التغذية والأمراض، في ظل انعدام المياه الصالحة للشرب والدواء والرعاية الصحية.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59,821 شهيدا، و144,851 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، يوم الأحد، أن من بين الحصيلة 8,657 شهيدا، و32,810 مصابين، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن 11 شهيدا وأكثر من 36 إصابة من شهداء “المساعدات” وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش إلى 1,132 شهيدا، وأكثر من 7,521 إصابة.
كما سجّلت مستشفيات قطاع غزة 6 حالات وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 133، من بينها 87 طفلًا.
وبينت، أنه وصل إلى المستشفيات 88 شهيدا (بينهم 12 شهداء جرى انتشال جثامينهم)، و374 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الأحد، حَيَّيْ التفاح والشجاعية، في مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن الحَيَّيْنِ تعرضا لقصف من طائرات ومدفعية الاحتلال.
استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون، يوم الأحد، في استهداف الاحتلال المواطنين في مدينتي غزة وخان يونس.
وأفادت مصادر طبية في المستشفى المعمداني، باستشهاد مواطنة في قصف الاحتلال قرب مسجد صلاح الدين بحي الزيتون في مدينة غزة.
وأضافت أن طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين قرب موقف الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بجروح.
وقال مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي، إن شهيدا ارتقى في قصف الاحتلال شمال غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منطقة رميضة في بني سهيلا شرقا.
وأعلنت مستشفى الشفاء وفاة المواطن صلاح المناصرة البالغ من العمر 46 عاما بسبب المجاعة وسوء التغذية.
سجّلت مستشفيات قطاع غزة 6 حالات وفاة جديدة، بينها طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبذلك، ارتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 133، من بينها 87 طفلًا.
أعلنت مصادر طبية في مستشفى العودة بالنصيرات، صباح يوم الأحد، استشهاد الطفلة نور أبو سلعة (10 سنوات)، بسبب التجويع وسوء التغذية.
يشار إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.
يُذكر، أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
استشهد 18 مواطنا، بينهم طفلان، وأصيب آخرون، يوم الأحد، جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي منتظري المساعدات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 6 مواطنين بينهم طفلان، وإصابة آخرين بنيران الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات جنوب غرب خان يونس.
وأضافت المصادر ذاتها، أن ستة موطنين استشهدوا، وأصيب آخرون، في استهداف الاحتلال منتظري المساعدات في شارع الطينة شمال مدينة رفح.
ومع استهداف الاحتلال المباشر والمتواصل لمنتظري المساعدات في أنحاء متفرقة من القطاع، استشهد ستة مواطن، وأصيب 50 آخرين، بالرصاص في محور نتساريم وسط القطاع.
كما أصيب عدد من المواطنين بجروح، جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات في محور “زكيم” شمال القطاع.
واستشهد 10 مواطنين مساء السبت، برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية شمال غرب غزة.
استشهد تسعة مواطنين وأصيب آخرون، فجر يوم الأحد، في قصف الاحتلال خيام النازحين في دير البلح وسط قطاع غزة، ومواصي خان يونس جنوبا.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر الطبي، بأن 5 مواطنين بينهم أطفال استشهدوا، وأصيب آخرون إثر قصف مسيرة للاحتلال خيمة تؤوي نازحين في مواصي خان يونس.
وقالت مصدر في شهداء الأقصى إن 4 مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، بقصف مسيرة خيمة تؤوي نازحين في دير البلح وسط قطاع غزة.
وأضافت أن جيش الاحتلال فجر روبوتا مفخخا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وسط قطاع غزة.