الجبهة الديمقراطية للسلام تطالب بإعلان عاجل عن إعادة تشكيل القائمة المشتركة

الجبهة الديمقراطية للسلام تطالب بإعلان عاجل عن إعادة تشكيل القائمة المشتركة

أمد/ متابعات: عقدت السكرتارية القطرية للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أمس السبت، جلسة مطولة لمناقشة سبل تصعيد النضال الشعبي والسياسي في مواجهة ما وصفته بـ “حرب التجويع والإبادة” التي تشنها “حكومة اليمين الفاشية”.

وتهدف الجبهة إلى رسم مسار سياسي-كفاحي يقود إلى إسقاط هذه الحكومة التي تعتبرها “خطرًا مباشرًا على الشعبين في هذه البلاد”.

برنامج تصعيدي ضد الحرب وحكومتها

أكدت الجبهة على أهمية تصعيد النضال ضد الحرب والإبادة، معتبرة أن المظاهرة الجبارة في سخنين تمثل “نقطة تحول نضالية لا رجعة عنها”.

وتدعو الجبهة إلى مواصلة الفعل السياسي التراكمي لكسر حاجز الترهيب المفروض على المواطنين العرب، وتحويل هذا الزخم إلى قوة شعبية منظمة.

يشمل البرنامج المقترح تنظيم مظاهرات تصاعدية في البلدات العربية، وصولًا إلى تنظيم نشاطات ومظاهرات كبرى ضد الحرب في تل أبيب والمدن المركزية في البلاد، وذلك بهدف “هز أركان المجتمع الإسرائيلي”.

ويأتي ذلك بالتوازي مع الجهود الدولية لتعميق عزلة الحكومة الإسرائيلية وسياساتها، والاستعداد لإطلاق حملة إغاثة واسعة ضمن حملة “فكر بغزة” فور سماح الظروف بذلك، تأكيدًا للبعد الإنساني في معركة الشعب الفلسطيني ضد التجويع والإبادة.

وأثنت الجبهة على كافة القوى المناهضة للحرب، وفي مقدمتها كوادر الحزب الشيوعي والجبهة العربية واليهودية وشراكة السلام التي بادرت لمظاهرة سخنين، ولجنة المتابعة العليا التي أعلنت عن إضراب عن الطعام لثلاثة أيام.

كما ترى الجبهة ضرورة ملحة بعدم الاكتفاء بتسليط الأضواء على الجرائم في قطاع غزة، بل التركيز أيضًا على ممارسات الحكومة في الضفة الغربية من تشريد وتدمير وسياسة هدم المنازل للمواطنين العرب، خاصة في النقب، إضافة إلى “إطلاق الرسن لمنظمات الإجرام لتقويض المجتمع العربي وحصانته”.

الاعتزاز بالدور الريادي ومواجهة “الفاشية” في الكنيست

أكدت الجبهة تمسكها بمواقفها السياسية المبدئية في مواجهة “حكومة اليمين الفاشية”، معربة عن اعتزازها بكتلتها البرلمانية التي تواصل التصدي لسياسات القمع والتحريض داخل الكنيست وخارجه.

واستنكرت الجبهة “المحاولات الفاشية لإقصاء النائب أيمن عودة”، بعد أقل من عام على محاولة إقصاء النائب عوفر كسيف. وأدانت بشدة “محاولة الاعتداء الجسدي الدموي عليهما في نس تسيونا”، إلى جانب إقصاء النائبة عايدة توما-سليمان عن الكنيست.

كما عبرت الجبهة عن عظيم اعتزازها بكوادرها الشابة، ونشطاء الشبيبة الشيوعية والجبهات الطلابية الذين يواجهون الاعتقالات والتحقيقات القمعية والترهيبية بثبات. وأشادت بمواصلتهم تنظيم المخيمات الصيفية وتخريج أجيال جديدة من رافضي الخدمة العسكرية، مستشهدة بصوت الشبيبة الرافضة للخدمة العسكرية، أيلا كيدار، في خطابها الشجاع بمظاهرة سخنين.

دعوة عاجلة لإعادة تشكيل “القائمة المشتركة” والاستعداد للانتخابات

رأت الجبهة أن مشهد الوحدة في سخنين “يفتح أفقًا سياسيًا جديدًا”، يقوم على إعادة بناء وتعزيز مشروع الوحدة الوطنية للجماهير العربية في كافة الميادين، وتعزيز الشراكة مع القوى الديمقراطية اليهودية التي شاركت بكثافة في المظاهرة.

وتعتقد الجبهة أن هذه اللحظة الحرجة تتطلب إعادة تشكيل “القائمة المشتركة” فورًا، اعتمادًا على برنامجها السياسي منذ عام 2015 مع تطويره وفقًا للمستجدات. واعتبرت أن “المشتركة بمركباتها الأربعة ضرورة سياسية وكفاحية في هذه اللحظة الفارقة”، مشددة على أهمية استخلاص الدروس من التجربة السابقة ومعالجة الأخطاء، ووضع التفاهمات والخلافات بشفافية أمام الجمهور.

ودعت الجبهة إلى الانتقال فورًا من اللقاءات الثنائية والثلاثية بين الأحزاب إلى اجتماعات شمولية تضم جميع مركبات المشتركة، وإلى لجنة الوفاق والهيئات التمثيلية للجماهير العربية في حال اقتضت الحاجة، بهدف تذليل العقبات والتوصل إلى تفاهمات وبرنامج سياسي واضح يعيد الثقة بهذا المشروع الوطني، وذلك بالتوازي مع تعزيز التواصل مع كافة القوى المناهضة “للفاشية” في المجتمع الإسرائيلي.

وأكدت السكرتارية أن الاستعداد المبكر للانتخابات المقبلة “جزء لا يتجزأ من المعركة لإسقاط حكومة الفاشية”، وأعلنت عن برنامج تنظيمي مكثف في الشهرين القادمين يشمل تنظيم آلاف الزيارات والحلقات البيتية.

وتؤكد الجبهة أن الانتخابات القادمة تشكل “معركة وجودية أمام القوى الفاشية”، مما يحتم إنهاء ترتيب الأوراق الداخلية سريعًا بحيث يتم الاتفاق على تأسيس “المشتركة” خلال الشهرين القريبين كحد أقصى، بينما تقوم الجبهة بإتمام الاستعدادات وانتخاب مرشحيها في المواقع المتقدمة في شهر أكتوبر من العام الجاري “للانطلاق بكل قوة بالمعركة لتقصير أجل هذه الحكومة وإنهاء الحرب”.