عاصفة الأقصى – هل هي أزمة سياسية أم بحث عن هوية؟

عاصفة الأقصى – هل هي أزمة سياسية أم بحث عن هوية؟

أمد/ طالما يحكم أي عملية عسكرية قرار سياسي مبني على أسس ومعايير أربع رئيسية ومتداخلة :
* الهدف من العملية – النتيجة المراد تحقيقها وإنعكاساتها – الوقت المناسب للتنفيذ – وأفضل سيناريوهات لتحقيق الهدف ( الخطة وبديلاتها وعناصر المرونة وإعادة التقييم ) .
* وتحديدا هنا سنقرأ المعيار الثاني ،(النتيجة و الإنعكاسات ) ، وبقليل من التوضيح لأنها عملية معقدة ، حيث تتطلب الحد الأقصى من الخسائر أو بمعنى آخر الإقتناع التام بالنجاح النسبي المرتفع والوصول للهدف المنشود بأقل الخسائر الواقعة لا محال ، والتعقيد بذلك المعيار يتمثل بأن وضع الهدف وهو المعيار الأول ممكن وضعه بسهولة ولكن يقيده المعيار الثاني فإتخاذ القرار والتنفيذ لتحقيق الهدف سيولد نتيجه وتلك النتيجة تتخذ مسارات ، مسار آني والآخر مستقبلي وبعدة إتجاهات تشمل جميع نواحي الدولة ( سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية) وتلك هي ركائز الوجود من عدمه لأي كينونة دولة أو مجتمع أو حتى أفراد .
فبالتاريخ المعاصر أمثلة كثيرة على إتخاذ قرارات أودت للإنهيار لكثير من الدول كما بالتاريخ الغابر ، بعضها كان سوء تقدير والآخر عدم إكتمال المعايير والمزج الصحيح بينها والأخرى التفرد بالقرار والنرجسية السياسية ، وجميع ما ذكر يندرج تحت عنوان واحد شمولي له عدة مصطلحات فقر سياسي ، مقامرة ورهانات ، قفزة بهلوانية بالهواء دون إختصاص وتمرين لتلك القفزة .
وبالرجوع لموضوع المقال ” فطوفان الأقصى “
وبكل الإسقاطات لتلك المعايير السابقة الذكر والأسس التي يبني عليها المشرع السياسي قرار ه للحرب ، فلن تجد ما يتناغم مع عقولنا سوي سيناريوهان ، الأول رهان ومقامرة مبني على فقر سياسي ، وهذا ما أرادوا الإعلان عنه رسميا وآخره بلسان الناطق الإعلامي قبل أيام لمن إتخذوا قرار الحرب ( وهم ثله ) ، بأنهم إنتكسوا من الآخرين وتركوا وحيدين دون سند متوقع ومنشود ، وهنا يجب أن نقف عند كلمة غير متوقع فهذا يأخذنا إن أحسنا الظن للرهانات والمقامرة وتلك مصيبة ، والثاني ” إن لم نحسن الظن ” ونكون أكثر واقعية بقراءة النتائج النهائية لتلك العملية حغاية اللحظة وأيضا على لسان قادة من نفذوا تلك ” الحرب ” صرح بها كإفتتاحية قبل صلاة الشكر المعلنة لبدء الطوفان وهي ” لاعبين رئيسيين ” ويقصد ديمومة الوجود السياسي وعدم الإقصاء .
فالسؤال المشروع لنا جميعا هو , هل الأثمان الغالية جدا التي دفعت نتيجة لذلك القرار ( الآنية والمستقبلية ) ، مناسبة للبقاء على سدة الحكم بأي شكل وبأسلوب إستجداء وصلت لحد الطعام والشراب والصحة أخيرا ؟! ،
ألم يكن بعد تسليم الراية لمن يتقن لغة السياسة وأشاركه إدارة الأزمة التي حلت عل الجميع دون إستثناء ، أم أن هناك طوفان آخر يجول بعقول أصحاب الطوفانات.