أوقفوا النزاعات الأسرية التي تهدد أسس المجتمع رغم المعاناة

أوقفوا النزاعات الأسرية التي تهدد أسس المجتمع رغم المعاناة

أمد/ في ظل هذا الغول المفترس بنا جميعاً وهو الحرب التي مازالت تعصف بنا جميعاً بدون استثناء ينتشر التعصب العائلي الذي يعمل على زرع الفرقة والتباعد بين أفراد المجتمع، ويؤدي إلى انتشار البغضاء والكراهية والشجارات والجرائم، ويقلب حياة الناس الى جحيم
كل يوم نسمع عن شجار عائلي في غزتنا الحزينة ، يوم في الجنوب ويوم آخر في الوسطي ويوم في غزة ويتكرر المشهد ، حيث تؤدي الشجارات الى القتل أحياناً ، ألا يكفي ما نخسره من أبناءنا وأباءنا وشبابنا ونسائنا وشيوخنا وأطفالنا يوميا جراء هذه الإبادة الجماعية التي تعصف بنا ، ولا ادري الى متى تبقى هذه الشجارات العائلية في قطاعنا الحبيب، التي هي من رواسب الجاهلية، والتي تسبب اضرارا كبيرة نتيجة استعمال الاسلحة النارية، ففي الماضي استعمل المتشاجرون الحجارة والعصي، واليوم يستعملون الأسلحة النارية التي تسبب القتل والرعب للأطفال عن قرب واضرارا فادحة بالممتلكات، واضرارا جسدية ونفسية للمتشاجرين وأبناء عائلاتهم، وتغذي التعصُّب العائلي في نفوس الأبناء، من خلال غرس جذوره في أجواء الاسر المتناحرة ، وبالتالي تزرع عميقا في نفسية الأطفال وتكبر معهم ، مما يؤدي مُستقبلاً إلى تكريس العائلية وزعزعة الروابط الاجتماعية ، وخلق التنافر بين مكونات المجتمع الواحد، مما يخلق توتر وتشنج دائم لأتفه الاسباب وعندها الطريق قصيرة لاستعمال العنف ومخلفاته ومضعفاته، وهذا التعصب العائلي في قطاعنا الحبيب.
ان التعصب العائلي يعمل على زرع الفرقة والتباعد بين أفراد المجتمع، ويؤدي إلى انتشار البغضاء والكراهية والشجارات والجرائم، ويقلب حياة الناس الى جحيم ، وكذلك يقلل فرص اندماج الأفراد بالمجتمع، وللأسف لا يزال الكثير من الناس يتمسكون بهذه العادة البغيضة، غير آبيهين بالآثار السلبية الناتجة عنها.
اتمني ورغم الألم الذي نعيشة والقتل والدم النازف الذي نشاهده كل ساعة بغزة جراء الحرب المتواصلة علي أهلنا بقطاعنا الحبيب ان يكون دورا فاعلا وقاصي لمخاتير ووجهاء العائلات في التقليل من التعصب، ونشر التآخي بين أفراد عائلاتهم والمجتمع، وتبين للجميع الآثار السلبية الناتجة عن التعصب والتفرقة.
وعلينا كاهل ومن خلال النقاط التعليمية المنتشرة بقطاعنا الحبيب محاربة التعصب العائلي بالتربية الحسنة وغرس القيم الإنسانية في نفوس أطفالنا ،وتقبل الآخر المختلف عنا، وعلينا تعليمهم الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال : ” من مات منا على عصبية فهو ليس منا “، “والعصبية منتنة فاتركوها “، وكذلك على الإباء ان يكونوا قدوة حسنة ونماذج جيدة بلا تعصب أمام أبنائهم، بحيث يَعلمون أولادهم السلوك الجيد ويبتعدون عن التعصب بأنواعه المختلفة .
الاخوة الأعزاء، بالمحبة والتآخي نبني مجتمعنا رغم الدمار ورغم الألم ، وبالكراهية والبغضاء نهدم اساساته، فكلنا موجود في سفينة واحده وأي منا يثقب بطن السفينة نغرق كلنا .