“فدا” ينبه: قرار الكنيست بضم الضفة الغربية يهدد حل الدولتين ويستدعي ردود فعل دولية قوية.

أمد/ رام الله: حذر الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” في بيان له،يوم الأربعاء، من أن تصويت الكنيست الإسرائيلي الأخير لصالح مشروع قرار ينص على ضم الضفة الغربية يمثل إعلاناً صريحاً من إسرائيل برفض إقامة دولة فلسطينية، ويقضي على أي آمال للمجتمع الدولي بهذا الخصوص.
وأكد “فدا” أن أي حديث عن كون الإجراء غير ملزم للحكومة الإسرائيلية هو “ذرٌّ للرماد في العيون” أو تكتيك للمساومة على طبيعة الدولة الفلسطينية وشكلها. وشدد الاتحاد على أن أي دولة فلسطينية، بعد سنوات من الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس الشرقية، والجرائم والتدمير في قطاع غزة، لن تكون سوى “دولة مسخ من كنتونات هزيلة وتابعة ومقطعة الأوصال تخضع كليًا للإسرائيلي”، وهو ما يرفضه الفلسطينيون رفضًا قاطعًا.
ووصف “فدا” تصويت الكنيست بالخطير جداً، مؤكداً أن الأخطر منه ليس فقط تنفيذه الذي بدأت إسرائيل به منذ مدة طويلة، بل استمرار تقاعس المجتمع الدولي وتواطؤ الدول العربية والإسلامية، مما يشجع على العدوانية والتوسع الإسرائيلي. وتساءل البيان: “وإلا لماذا لم يتخذوا بعد قرارات توقف إسرائيل عند حدها؟”
وأشار “فدا” إلى أن إسرائيل قد قطعت منذ زمن طويل أي فرصة لتحقيق السلام، وأن أفعالها ما هي إلا ترجمة لأقوالها بأن السلام ليس واردًا لديها على الإطلاق. ودعا الاتحاد الفلسطينيين إلى الاستعداد والتوحد لمواجهة “كل ما هو شر ودمار وخراب” من جانب إسرائيل.
كما طالب “فدا” المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحماية قرارات الشرعية وهيبة النظام الدولي ونظام العدالة الدولية، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق دون تحمل هذا المجتمع مسؤولياته واتخاذ موقف واضح لا لبس فيه ضد هذا التصويت وكل القرارات الإسرائيلية ذات الصلة.
وشدد “فدا” على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً ملزماً لإسرائيل لوقف عدوانها على الضفة والقدس الشرقية، ووقف حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة بشكل فوري ومتزامن. وفي حال رفضت إسرائيل ذلك، دعا البيان إلى قطع العلاقات معها وفرض عقوبات عليها وصولاً إلى عزلها دولياً.
ودعا “فدا” الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها القومية والتاريخية والدينية تجاه فلسطين وشعبها وقضيتها، وهذا يعني أولاً التأكيد على تجريم التطبيع مع إسرائيل ووقف كل الاتفاقات التي عقدت من هذا القبيل. أما فلسطينيًا، فقد أكد “فدا” أنه لم يعد مقبولاً استمرار المراهنة على أي موقف أمريكي إيجابي ما لم تلتزم الولايات المتحدة بالموقف الدولي المطلوب وتكف عن تعطيله أو إفراغه من محتواه، وإلا فستبقى الإدارة الأمريكية “شريكة لإسرائيل في حربها وعدوانها على شعبنا”.
واختتم “فدا” بيانه بالدعوة إلى عقد جلسة طارئة مشتركة لوزراء خارجية الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى دعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد، مؤكداً أن هذه الحرب وهذا العدوان يستهدفان الشعب الفلسطيني برمته ووجوده بأكمله، والمطلوب اتخاذ قرارات دولية وعربية وإسلامية حازمة ضد إسرائيل لوقفها عند حدها.