نريد النجاة من حماس قبل إسرائيل

نريد النجاة من حماس قبل إسرائيل

أمد/ في زمن تتشابه فيه الوجوه، وتتداخل فيه الألوان بين العدو والصديق، خرجت صرخة مدوّية من قلب النزيف الفلسطيني، صرخة ليست من على منصة ولا من خلف مكتب، بل من ميدان الموت ذاته، من فم الشهيد القائد زياد أبو حية، الذي اختصر سنوات من الألم والخذلان بكلمات أربع:
“أنقذونا من حماس قبل إسرائيل”.

ليست هذه الكلمات رجسًا من القول، ولا خيانة وطنية كما يصوّرها الجهلة، بل هي وجع، ونداء استغاثة أطلقه رجل آمن بالمقاومة، ورفض أن تُدنس رايتها بالقمع والتسلّط وبيع الشعارات.

– لأننا لم نعد نعرف من هو العدو

في غزة، صار الخوف مضاعفًا، ليس فقط من طائرات الاحتلال ومدافعه ودبّاباته، بل من قبضةٍ داخليةٍ لا ترحم، تلاحق الصحفي إذا كتب، والمواطن إذا اشتكى، والطبيب إذا صرخ، والطالب إذا نطق.
في غزة، صارت الكلمة تُكلفك الزنزانة، والحرف يُدخل بيتك في ليل، والاحتجاج يُردى بالرصاص في الرأس أو الظهر.

– أين المقاومة من رغيف الخبز؟

المقاومة لا تعني أن تجوّع شعبك،
ولا أن تذلّه في طوابير الطحين،
ولا أن تفتح بوابة زكيم وتتركهم فرائس للموت، ثم تتفرج عليهم وتقول: هم من اختاروا!
من قال إن من يقود المقاومة يجب أن يكون طاغيةً على أهله؟
من قال إن الفقر والجوع وسيلة لتحقيق “نصر” على حساب الناس؟
أين غزة التي وعدتم بها؟ غزة الكرامة، لا غزة المقابر.

– هل كانت إسرائيل وحدها العدو؟

قالها الشهيد زياد أبو حية، وهو يعلم تمامًا أن إسرائيل عدوٌ واضح، لكنه رأى عدوًا أقرب، أشرس، يلبس وجه الأخ، ويتكلم بلهجة الوطن، لكنه يطعن الوطن من خاصرته.

إنه ليس كلامًا يُقال في لحظة غضب، بل شهادة من ميدان النيران. شهادة من رجلٍ كان جزءًا من المعادلة الأمنية والميدانية، لكنه رفض الصمت حين تحوّل الحُكم إلى تسلّط، والسلطة إلى فُرقة، والمقاومة إلى ستار.

– إلى كل حر في هذا الوطن

أعيدوا النظر، لا تجعلوا الشعارات تذبح عقولكم.
افتحوا أعينكم على الحقيقة، فالوطن لا يُبنى على الجوع والقمع والكذب.
والشهيد لا يُكرّم إلا بأن نسمع صرخته ونحمل وصيته.

رحم الله الشهيد زياد أبو حية، الذي قالها… ومضى.
قالها فدوّى صوته في وجدان كل فلسطيني حر:
“أنقذونا من حماس قبل إسرائيل”.