آثار أم كلثوم الخالدة وأنقاض العرب المتداعية

أمد/ من اجمل وابدع ما غنّت وغرّدت به “كوكب الشرق”، أم كلثوم، أغنيتها “الاطلال”:
“يا فؤادي لا تسل اين الهوى، كان صرحا من خيالٍ فهوى،إسقني واشرب على اطلاله واروي عني طالما الدمع روى، كيف ذاك الحب امسى خبرا وحديثا من احاديث الجوى،
لست انساك وقد اغريتني بفمٍ عذب المناداة رقيق، ويدٍ تمتد نحوي، كيدٍ من خلال الموج مُدّت لغريق …،”
أغنية خالدة تتناقلها وتستمتع بها الاجيال حتى يومنا هذا، وتسمعها في مقاهي القاهرة وعمّان وبغداد ودمشق وتونس والقدس ورام الله ونابلس وحتى في يافا وحيفا،
اطلال ام كلثوم خالدة وحاضرة ويستمتع بها الناس،
أمّا اطلال العرب فتُطلّ على “لا شيء”، اطلال مُبعثرة يصعب لملمتها لان رابط الزمن انقطع او ارتخى، وبقي العرب ماضي ومن الماضي، وحاضرهم لا يشبه ماضيهم ولا يُعرف اي يقين عن مستقبلهم،
لم يبق للعرب إلا ذكرياتهم في الاندلس، وبعض صفحات من التاريخ تحتوي على حطين وعين جالوت ومعركة الكرامة،
خيام مضارب العرب تعصف بها “زوبعة” رملية هوجاء قاسية، رياح صرصر صهيونية امريكية،
ومضارب العرب تحصينها متواضع ، تتأرجح امام هبّات رياح ترامب ونتنياهو، تنحني وتسبت، وتدفع الجزية بالتريليونات من الدولارات،
لا منجنيق فيها ولا حتى “نقّافة عصافير”، فقد قبل العرب على انفسهم العيش برغد الاطاييب والحياة، لكن تحت حراب الغرب المتغطرس اللئيم،
الشرق العربي المُستكين الساذج يُلدغ من نفس الجحر مرّة ومرّتين وثلاث مرّات،
ما تبقّى من اطلال العرب متهالكة، لا تسرّ صديق ولا تكيد عدا،
وقد وقفوا في “طابور الانتظار”!!!،
أمّا ام كلثوم فما زالت تُغرّد باطلالها وتُسعد الملايين:
“يا فؤادي لا تسل اين الهوى، كان صرحا من زمان فهوى”.