مساعدة في مواجهة الموت

مساعدة في مواجهة الموت

أمد/ دبرتها أميركا الصهيونية حرب تجويع البطون الفارغة، مصيدة المساعدات ترميهم بحممهم وهم يسعون للحصول على حفنة طحين لسد جوع أفواه صغار ينامون ويصبحون على لاشيء فقط انتظار وبكاء، سلسلة ممنهجة للقضاء على الفلسطيني حرقوهم بقنابل مضاعفة عن التي ألقيت على الهوريشيما ناكازاكي، وبقوا صامدين حاوطتهم جثث بيوتهم وأحبابهم واستمروا، حاصروهم كحيوانات ليس لهم حق العيش أو التنفس، وتحدوا، قرؤا كتبوا نشروا وعلمهم بقي علما مرفوعا فوق كل الصعاب…

قلبوا الأرض فغدت رمادا وفي الخيام ألحقوا بهم النار وعروا بفضاء غزة على  الركام، ولم  يأبهوا، قطعوا لقمة العيش من أفواههم فمات أطفالهم أمام أعينهم، ماعادت القطة الشاردة تجد في أرض غزة علبة فيها بقايا السردين….

بعدها…..

أنزلوا المساعدات، المساعدات الإنسانية، من يديرها الجلاد والقاتل والسفاح، نفسه من يحرق ويجلد يرق قلبه يمد يد المساعدات، أمام العالم أنهم أصحاب نخوة إنسانية، ماذا بعد: 

يستدعوهم لمركز توزيع المساعدات، يتدافع الأباء لسد جوع أبنائهم والأطفال يهرعون لمساعدة أبائهم، ويحتشدون، ومن بعيد أعين تترقب وبيدها آلات الموت تنتظر قدومهم حتى نقطة الإنتظار ويبدأ رشاش الموت، مطر أسود على أجسادهم، يغرقون تحت كيظ الصيف الحار ببحر دماء، وقلوب تنزف حرقة، يتضحاكون، هاهم يأتون إليهم من أجل لقمة الحياة بالمئات، وتنام في أحشاء الأرض كل يوم هذه الأجساد، هكذا استدرجوهم إلى موتهم المحتوم، فرغيف الخبز صعب المنال، وأرواحهم غدت بين أيديهم، هكذا يسهل القضاء على آخر متنفس للفلسطيني   الحاضن لسلاح الحق…

 فماعاد هناك حاضن ولم يعود هناك مقاومة، خطتهم في إنهاء هذا العرق الأصيل، هكذا يريدون، ينفذون لتبدأ خطط التوسع إلى شرق جديد، وأين العرب من هذا؟ إنهم نيام، لا إنهم ليسوا نيام، طفل يموت بين يدي أمه تبكي عليه عاجزة عن صنع شيء، تفقده كل يوم مائة مرة، هكذا يموتون أهل غزة، إن لم يكن بالنار يكن بالجوع، في بلاد حولهم تعج بالنعيم وجارتهم تهلك جوعا، هل تحتمل يامن يعتلي العرش العاجي وتحت قدميك السجاد الأحمر و مكيف يرطب جلدك، أن تنام يوما دون عشاء؟