أبو زهري: ما يحدث لمؤسسات التعليم في غزة يُعتبر تدميرًا منهجيًا لهيكل البحث العلمي.

أبو زهري: ما يحدث لمؤسسات التعليم في غزة يُعتبر تدميرًا منهجيًا لهيكل البحث العلمي.

أمد/ رام الله: حذر الدكتور علي زيدان أبو زهري، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة التربية والتعليم العالي، من الأثر المدمر للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مؤكداً أن ما تتعرض له مؤسسات التعليم العالي يمثل “إبادة ممنهجة لمنظومة البحث العلمي”.

جاء ذلك خلال مشاركته الافتراضية في الاجتماع نصف السنوي لمجلس اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، الذي عُقد برئاسة العراق.

أشار أبو زهري إلى أن جميع جامعات غزة أصبحت مناطق مدمرة بالكامل وتوقفت عن العمل منذ بداية الحرب، مما حرم حوالي 90 ألف طالب جامعي من مواصلة تعليمهم. كما تم تدمير المختبرات والمباني الأكاديمية، وتهجير الكوادر التدريسية والطلبة قسراً، وسقط عدد كبير منهم شهداء وجرحى.

استند أبو زهري إلى تقارير دولية، بما في ذلك تقرير مفوضية الأمم المتحدة المستقلة الصادر في 10 يونيو 2025، والذي وثّق تدمير أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات في غزة، إضافة إلى أكثر من نصف المواقع الثقافية والدينية. واعتبر أن هذا التدمير جزء من حملة “إبادة” ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني بكل مكوناته، بما في ذلك الثقافة والعلم.

أكد أبو زهري أن هذه الانتهاكات تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تصنف استهداف المنشآت التعليمية والأكاديمية كجرائم حرب. وحذر من الآثار الممتدة لهذا التدمير على مستقبل البحث العلمي والتعليم العالي، في ظل غياب البنية التحتية، وانعدام الموارد، والانقطاعات المتكررة للكهرباء والاتصالات، والظروف المعيشية القاسية.

في ختام كلمته، دعا الأستاذ الدكتور أبو زهري إلى تحرك عربي عاجل لدعم الجامعات الفلسطينية المتضررة. واقترح إنشاء صندوق طوارئ علمي، وتوفير منح عاجلة للطلبة والباحثين، وتعزيز الشراكات البحثية البديلة، وتوثيق الانتهاكات ضد القطاع الأكاديمي ضمن المحافل الدولية.

يذكر أن الاجتماع يناقش أيضاً عدداً من القضايا الهامة، مثل متابعة تنفيذ الأنشطة والبرامج العلمية، وتعزيز مبادرات التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار، إلى جانب بحث تطور الروابط العلمية المتخصصة، وعلاقة الاتحاد بمنظومة العمل العربي المشترك، والجوائز العلمية، بالإضافة إلى التقارير المالية والإدارية.

كما تم الإعلان عن انضمام باحثين جدد من عدة دول عربية، بما فيها فلسطين، في خطوة تعكس أهمية توسيع قاعدة المشاركة العربية في مجال البحث العلمي.