من نهر النيل إلى نهر الفرات: مواجهة بين منبع النهر وبحره

أمد/ تفاجأ مواطن فلسطيني زائر إلى اسبانيا، وبعد دخوله من المطار عبر منطقة ختم الجوازات للدخول إلى بلاد الاندلس، انه وجد في جواز سفره الفلسطيني، بعد ختمه للدخول، قصاصة ورق صغيرة، مكتوب عليها: “من النهر للبحر”، وهي ارض فلسطين الطبيعية المُحتلّة منذ العام 1948،
طلاب جامعة كولومبيا الامريكية كانوا يهتفون ويهزجون في شعاراتهم بنفس الجملة، الشعار، “من النهر إلى البحر”،
ومع ان الفلسطينيّين، في اتفاقات اوسلو، قد قبلوا اقامة دولة فلسطينية في الضقة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، إلا أن حُلم ومراد فلسطين الطبيعية من نهر الاردن إلى البحر الابيض المتوسّط لم يغب يوما عن الاجيال الفلسطينية المُتعاقبة،
بالمقابل وبالنقيض ومن الجانب المُعاكس، فان اسرائيل بدعم امريكي واحتضان الغرب كلة تُسابق الزمن لتحقيق اسرائيل الكُبرى “من النيل إلى الفرات”، وربما ما بعد النيل وما بعد الفرات،
والشواهد والاحداث والدلالات والمعطيات والتوسّع الاسرائيلي يُدلل على ذلك،
فقد احتلّت اسرائيل كامل فلسطين، وجنوب لبنان، وتقف على تخوم مصر في معبر فيلادلفيا، وتتحفّز في اي لحظة لعبور الحدود إلى الاردن،
واحتلت معظم جنوب سوريا إلى جانب هضبة الجولان، وغذّت الفتنة بين العشائر والدروز،
وتضرب من وقت لاخر في العراق، بلاد نبوخذنصر، وتُغير على اليمن،
وتعمل حثيثا لتضع اقدامها في المملكة العربية السعودية، إلى جانب تواجدها الرسمي في البحرين والامارات، وربما السودان وحتى المملكة المغربية،
ربما ان المقولتين : “من النهر للبحر، ومن النيل للفرات”، تنطبق عليهما سباق السلحفاة مع الارنب الشهير المعروف لدى الصغار والكبار،
“فمن النيل إلى الفرات تسير بسرعة الارنب مع الدعم الامريكي اللامحدود، أما من النهر إلى البحر فتسير بسرعة السلحفاة، حسب الامكانيات والتحديات الكبيرة،
في المسابقة الشهيرة بين الارنب والسلحفاة فازت السلحفاة بالسباق بمثابرتها وجلدها وصبرها،
فهل ستفوز على ارض الواقع مقولة: “من النهر إلى البحر” على مؤامرة :”من النيل إلى الفرات”؟؟؟!!!.