دراسة توضح كيفية استخدام إسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الصراع على غزة وتأثير ذلك على القانون الدولي

أمد/ بيروت: أصدر مركز الزيتونة للدراسات ورقة علمية جديدة بعنوان “برامج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الحرب الإسرائيلية على غزة: اختزال جديد للقانون الدولي”، أعدها الأستاذان ضياء نعيم الصفدي وحمزة علي تايه. وتسلط الورقة الضوء على كيفية توظيف الاحتلال الإسرائيلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل برنامجي “الإنجيل” و”لافندر”، في تحديد الأهداف وتنفيذ هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني حتى 8 يناير 2025.
توضح الدراسة، التي تغطي الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 19 يناير 2025، أن هذه البرامج غير المادية حولت المدنيين بشكل خاطئ إلى أهداف عسكرية، متجاوزة بذلك مبادئ القانون الدولي الإنساني. فبدلًا من أن تخدم هذه التقنيات التقدم البشري، تم استخدامها في ما وصفه الباحثان بـ “الإبادة الجماعية”، مؤكدين أن “من يتطور أكثر، يقتل أكثر”.
تستعرض الورقة مفهوم الذكاء الاصطناعي، وتشرح طبيعة برامجه المستخدمة في غزة وآلية عملها وتأثيرها المباشر على المدنيين. كما تتناول موقف القانون الدولي من استخدام هذه التقنيات في النزاعات المسلحة، مبينة القصور التشريعي الواضح في مواكبة هذا التطور التكنولوجي السريع.
توصي الدراسة بضرورة وضع تشريع دولي خاص ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، لضمان توافقه مع مبادئ القانون الدولي الإنساني. كما تدعو إلى إنشاء هيئة دولية متخصصة لمراقبة وتوجيه استخدام الذكاء الاصطناعي، وتؤكد على أهمية الاستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لإبرام معاهدة دولية تحظر أنظمة الأسلحة القاتلة ذاتية التشغيل وتنظم جميع أنواع الأنظمة المستقلة، بما في ذلك برامج الذكاء الاصطناعي غير المادية، نظرًا للتهديدات والانتهاكات الإنسانية والقانونية الجسيمة التي تشكلها.