تقرير: سلطات الاحتلال تتجاهل المجتمع الدولي وتواصل تنفيذ المخطط الاستيطاني الخطير في منطقة (E1)

أمد/ رالم الله – كتبت مديحة الأعرج: كشف تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، للفترة من 12 إلى 17 يوليو 2025، عن تصعيد كبير في الأنشطة الاستيطانية و”الاعتداءات الإسرائيلية” في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
إعادة دفع مخطط E1 وتأثيره على حل الدولتين
أفادت صحيفة “هآرتس” في 14 يوليو، بأن سلطات الاحتلال قررت استئناف الدفع بالمخطط الاستيطاني الخطير في منطقة E1 شرق القدس، بعد تجميد دام لسنوات. وستنظر اللجنة المختصة في الاعتراضات الفلسطينية والحقوقية في 6 أغسطس المقبل.
يستهدف مخطط E1 إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية لربط مستوطنة “معاليه أدوميم” بالقدس وعزل المدينة عن محيطها، وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين، مما يقضي على خيار “حل الدولتين” ويمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. وقد مارست الولايات المتحدة والدول الأوروبية ضغوطًا لأكثر من عقدين لمنع تنفيذه.
وكان وزير المالية ووزير الاستيطان الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قد أعلن في 6 مايو أن الحكومة ستصادق على خطط بناء في منطقة E1 خلال الأشهر المقبلة، مؤكداً: “هكذا نقتل الدولة الفلسطينية فعلياً”.
لتمهيد لهذه الخطوة، صادق “الكابينيت” الإسرائيلي في مارس الماضي على شق طريق منفصل للفلسطينيين جنوب E1، لربط شمال الضفة بجنوبها وتحويل حركة مرور الفلسطينيين بعيداً عن الشارع رقم (1)، ليستخدمه المستوطنون بشكل شبه حصري.
توسعات استيطانية ومصادرة أراضٍ
مناقشات المجلس الأعلى للتخطيط: من المقرر أن يناقش المجلس الأعلى للتخطيط مشاريع بناء في مستوطنات مثل بيتار عيليت (567 وحدة سكنية) وجفعات زئيف (372 وحدة). كما سيُجرى نقاش مكرر حول خطة لبناء 464 وحدة سكنية في مستوطنة تالمون، في ما يسمى “حي حرشة”، وهي بؤرة استيطانية يتم تسوية أوضاعها بأثر رجعي.
مصادرة أراضٍ جديدة: في 7 يوليو، أعلنت سلطات الاحتلال عن الاستيلاء على 744 دونماً من أراضي بلدتي المغير وجبعيت شمال شرق رام الله، لصالح بؤرة “ملاخي هشالوم” الاستيطانية، بهدف تسوية أوضاعها وتحويلها إلى مستوطنة.
طرق استيطانية: استولت سلطات الاحتلال على 5 دونمات و163 متراً من أراضي بلدتي سعير والشيوخ في محافظة الخليل، لشق طريق استيطاني يربط بين مستوطنتي أصفر وبيني كيدم.
تصاعد “إرهاب المستوطنين” وتشكيل ميليشيات مسلحة
شهدت الفترة المذكورة تصاعداً في “اعتداءات المستوطنين الإجرامية” التي تتخذ من المستوطنات والبؤر الاستيطانية ملاذات آمنة بحماية جيش الاحتلال. تجاوزت هذه الاعتداءات حرق المزروعات وسرقة المحاصيل وتدمير آبار المياه إلى استخدام الأسلحة، حيث وصل عدد الشهداء برصاص المستوطنين منذ 7 أكتوبر إلى نحو 30 شهيداً.
يأتي ذلك بعد أن قام وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بتسليح أكثر من 17 ألف مستوطن، محولاً إياهم إلى “ميليشيات مسلحة” تؤدي دورها بما يخدم سياسة “الحسم والضم”.
في 11 يوليو، أعلن بن غفير عن تأسيس وحدة شرطية من عشرات المستوطنين في الحرم الإبراهيمي بالخليل، بهدف “تطبيق سيادة تل أبيب على الضفة الغربية المحتلة”. وتضم الوحدة عشرات المتطوعين من سكان المستوطنات الذين تلقوا تدريبات قتالية وتجهيزات متقدمة وحصلوا على صلاحيات شرطية خاصة.
تأثيرات على المواطنين: شهداء وإصابات وانتهاكات يومية
يدفع الفلسطينيون في ريف الضفة الغربية ثمن هذه السياسة من أراضيهم وممتلكاتهم وبيوتهم، والأخطر من ذلك من دماء أبنائهم.
اعتداءات في سنجل والمزرعة الشرقية (رام الله والبيرة): استشهد شابان أحدهما فلسطيني أمريكي، وأصيب العشرات، خلال اعتداءات للمستوطنين تضمنت مهاجمة منازل ومركبات إسعاف وإتلاف خزانات مياه.
الشاب سيف الدين كامل عبد الكريم مصلط (23 عاماً) من المزرعة الشرقية، استشهد عقب اعتداء المستوطنين عليه بالضرب الشديد.
الشاب محمد الشلبي من المزرعة الشرقية، استشهد عقب إصابته برصاصة حية في الصدر وترك ينزف لساعات.
قرية جيت (قلقيلية): تعرضت لهجوم عنيف من نحو 100 مستوطن مدججين بالسلاح، ما أسفر عن إصابة الشاب رشيد عبد القادر السدة (23 عاماً) بجروح خطيرة أدت إلى استشهاده. وأكدت صحيفة “هآرتس” أن المستوطنين هاجموا القرية بشكل منظم، وأن الجيش سمح لهم بالدخول دون إزعاج.
قرية قريوت (نابلس): استشهدت الطفلة بانا أمجد بكر (13 عاماً) متأثرة بإصابتها في الصدر خلال هجوم للمستوطنين على القرية شارك فيه جنود الاحتلال.
انتهاكات موثقة حسب المحافظات:-
وثق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض الانتهاكات الأسبوعية على النحو التالي:-
القدس: إجبار مواطن على هدم منزله ذاتياً في سلوان، واعتداء مستوطنين بالضرب على سائق حافلة مقدسي قرب مستوطنة “النبي يعقوب”.
الخليل: هجوم مستوطنين على سوسيا (إصابات)، اعتداء في مسافر يطا (إصابة)، هجوم على عامل قرب مستوطنة “غوش عتصيون” في سعير، هجوم على منازل وإحراق سيارات في وادي سعير، اعتداء على منزل وأرض في بيت كاحل، تجريف في بيرين وضرب مسن.
بيت لحم: إصابات بينهم أطفال في قرية المنية جراء اعتداء المستوطنين، إعطاب خزان مياه ورمي حجارة على مركبات في تقوع، تجريف أراضٍ لشق طريق استيطاني جديد، اعتداء على مسن في وجهه ويده، نصب خيام واقتلاع 1500 شتلة زيتون في المنيا، محاولة إحراق منزل في برية كيسان، هدم بناية سكنية وإخطار بهدم منزل في مرا معلا والمعصرة.
رام الله: إعادة إقامة بؤرة استيطانية في سهل ترمسعيا، سرقة أغنام في برقا، حرق بركس زراعي في دير دبوان، تدمير معدات آبار عين سامية.
نابلس: إصابات برضوض في سبسطية، تدمير خط ناقل للمياه بين عقربا ومجدل بني فاضل، اقتلاع أكثر من 100 شجرة زيتون وتدمير ممتلكات في عقربا، إقامة بؤر استيطانية جديدة في سالم وبيت دجن، إقامة كنيس يهودي على قمة جبل جرزيم.
جنين: شق طريق عسكري ونقطة مراقبة على أراضي رابا، إقامة خيمة استيطانية على أراضي جبل السلامة.
سلفيت: هدم منزل وبركس لصناعة الحجر الصناعي في رافات، نصب خيام على أراضٍ بين ديراستيا وقراوة بني حسان.
الأغوار الشمالية: تخريب خزانات مياه وسرقة أعلاف في خربة الفارسية، نصب “كرفانات” جديدة في بؤرة سهل قاعون، تحطيم مدرسة وسرقة محتوياتها في تجمع بدو الكعابنة، تصعيد استفزازات المستوطنين في عين الحلوة ووضع أعلام “إسرائيلية” قرب مساكن المواطنين.
اعترافات إسرائيلية بممارسات “غير قانونية”
تدعي سلطات الاحتلال أن المستوطنين يشكلون ظاهرة هامشية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، اعترف بأن الجيش “يقتل الفلسطينيين يومياً” وأن “جرائم المستوطنين في الضفة مدعومة من الحكومة”، مضيفاً: “هؤلاء ليسوا أقلية، هذا ادعاءٌ كاذب. لديهم دعم، وإلا لما فعلوا هذا”.