السويداء: الدولة تعزز وجودها وتُسقط مؤامرة الفوضى

السويداء: الدولة تعزز وجودها وتُسقط مؤامرة الفوضى

أمد/ ما شهدته محافظة السويداء في الأيام الماضية ليس صدامًا عابرًا، بل محاولة مكشوفة لضرب الاستقرار النسبي الذي تعيشه سوريا عبر بوابة الفتنة الطائفية والعشائرية. لكن، كما في كل المراحل السابقة، أثبتت الدولة السورية أنها قادرة على احتواء الأزمات، وضبط الوضع بحكمة، ومنع الانزلاق إلى دوامة العنف المفتوح التي أرادها البعض.

◐ الشرارة المفتعلة: من يقف خلف الفوضى؟

الاشتباكات التي اندلعت بين بعض العناصر المسلحة الخارجة عن القانون وبعض أبناء العشائر لم تكن وليدة لحظة، بل تمت تغذيتها بخطاب تحريضي يهدف إلى إثارة النزاعات المحلية واستغلال خصوصية السويداء الديمغرافية. الأطراف التي غذّت هذا التصعيد كانت تراهن على تفكيك النسيج الاجتماعي، ولكن الدولة تدخلت سريعًا، واستطاعت عبر أجهزتها الأمنية والوجهاء العقلاء إطفاء نار الفتنة.

◐ الدولة لا تغيب… بل تراقب وتتحرك

على عكس ما روّجت له بعض وسائل الإعلام المعادية، فإن الدولة لم تكن غائبة، بل كانت ترصد وتتابع بحذر لمنع اتساع رقعة الصراع. وعندما حاول البعض جرّ المحافظة إلى مواجهات مفتوحة، تحركت القوات الأمنية بحسم لإعادة الأمن إلى المناطق المشتعلة، واعتقلت المتورطين في أعمال التخريب والقتل، وأعادت فرض هيبة القانون، بما يضمن أمن الأهالي وسلامة الممتلكات.

◐ رسائل القوة والحرص

السلطة السورية في تعاملها مع أحداث السويداء، بعثت برسالتين واضحتين:

1. أن الدولة لن تسمح لأي جهة بفرض أمر واقع أو التلويح بالسلاح خارج إطار القانون.
2. وأن كل المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم، هم في كنف الدولة، وتحظى حقوقهم بالحماية الكاملة، ولكن دون التساهل مع من يتسترون بالهويات الطائفية لتخريب الأمن.

◐ الردع في وجه التدخل الخارجي

توقيت الأحداث تزامن مع تصعيد إقليمي في المنطقة، ومع مؤشرات عن سعي بعض القوى الأجنبية للتوغل عبر مناطق الجنوب السوري تحديدًا. ومن الملفت ما صدر عن الإعلام الصهيوني بشأن “حماية الدروز في السويداء”، وهو تدخل مرفوض ومدان، ويكشف النوايا الحقيقية لهذه الجهات في استغلال أي توتر داخلي لتفكيك سوريا من الداخل.

لكن هذه الرهانات سقطت مرة أخرى، أمام تماسك مؤسسات الدولة، ويقظة المجتمع المحلي الذي رفض الانجرار خلف مشاريع مشبوهة.

◐ السويداء اليوم… أكثر وعيًا وأملاً

اليوم، وبعد تدخل الدولة، بدأت ملامح الاستقرار تعود. وهناك جهود مكثفة من الدولة لاحتواء التبعات، وتعويض المتضررين، وفتح مسارات المصالحة المحلية، بما يعيد الحياة إلى طبيعتها في هذه المحافظة العريقة.

السويداء، التي قدمت الكثير في مواجهة الإرهاب خلال سنوات الحرب، لن تكون ساحة لصراعات مفبركة، بل شريكًا حقيقيًا في إعادة بناء سوريا الجديدة، الآمنة، الموحدة، ذات السيادة الكاملة.

◐ ختامًا : الدولة باقية، والمخططات تتهاوى

مرة أخرى، أثبتت الدولة السورية قدرتها على كسر حلقات الفوضى، والوقوف سدًا منيعًا أمام أي محاولة لزعزعة الأمن الداخلي. وما جرى في السويداء لن يكون إلا محطة فاشلة جديدة في سلسلة المؤامرات التي استهدفت وتستهدف سوريا.

الرسالة التي لابد أن تصل: سوريا موحدة، والدولة قوية، ولن يُسمح بتكرار سيناريوهات الانهيار التي عصفت بدول أخرى في المنطقة.