سوريا في مرحلة حساسة: مخاطر التطرف والانقسام تشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة العربية.

أمد/ تدخل سوريا منعطفًا حاسمًا مع تصاعد الأحداث في محافظة السويداء، وسط مؤشرات مقلقة على وجود مشروع خارجي يعيد رسم خريطة الدولة السورية على أسس مذهبية وعرقية، بما يفتح الباب أمام فوضى شاملة قد لا تتوقف عند حدودها الجغرافية. وفي قلب هذه التطورات، برزت تحركات أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، زعيم هيئة تحرير الشام، الذي بات يلعب دورًا سياسيًا متناميًا في إطار تفاهمات إقليمية ودولية يلفها الغموض.
مشروع تقاسم النفوذ.. خارطة جديدة على حساب سوريا الموحدة
المشهد السوري اليوم يكشف عن تقاسم فعلي للنفوذ بين قوى إقليمية ودولية:
تركيا تعزز وجودها في الشمال السوري بدعم مباشر لفصائل موالية لها.
السعودية ودول عربية تعود لتوسيع دورها السياسي والأمني في سوريا، عبر قنوات متعددة والتوقعات بلعب دور للحفاظ على وحدة سوريا
إسرائيل تتحرك بهدوء لإقامة منطقة عازلة في الجولان والجنوب، تحت ذريعة حماية أمنها القومي.
الولايات المتحدة توفر الغطاء السياسي لهذه التفاهمات، في إطار رؤية أكبر لإعادة تشكيل المنطقة.
وفي هذا السياق، أشارت تقارير متقاطعة إلى اجتماعات سرية عقدت في أذربيجان بين ممثلين عن الجولاني ومسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، تضمنت مناقشة مستقبل الجنوب السوري، بما في ذلك احتمالية منح السويداء حكمًا ذاتيًا موسعًا، وهي خطوة تهدد وحدة سوريا وسيادتها.
التطرف والصراعات المذهبية.. أداة تفتيت جديدة
أخطر ما يواجه سوريا اليوم هو التوجه نحو تغذية النزاعات المذهبية والطائفية، وتحويلها إلى أداة لتفتيت الدولة السورية. هذه الاستراتيجية، التي شهدنا نتائجها الكارثية في العراق ولبنان سابقًا، لا تخدم سوى قوى خارجية تبحث عن:
إضعاف الهوية الوطنية السورية الجامعة لصالح ولاءات ضيقة مذهبية وعرقية.
تقسيم سوريا إلى كيانات متناحرة يسهل التحكم بها وإدارتها عن بعد.
إفراغ القضية الفلسطينية من بعدها الإقليمي بإشغال الدول العربية بمشكلاتها الداخلية.
الخطر يتجاوز سوريا.. إلى الخليج والشرق الأوسط
إن استمرار تغذية التطرف والفوضى في سوريا لن يبقى محصورًا داخل حدودها، بل سيمتد إلى دول الجوار، ليهدد:
✅ أمن العراق ولبنان والأردن عبر موجات نزوح جديدة وتسلل الجماعات المتطرفة.
✅ استقرار الخليج العربي الذي يشهد بدوره تحولات جيوسياسية دقيقة قد تتأثر بما يجري في المشرق.
✅ الأمن القومي العربي ككل، مع تصاعد احتمالات إعادة رسم الخرائط السياسية للمنطقة.
رسالة إلى المجتمع الدولي والعربي
إن حماية سوريا من مخاطر التطرف والتفتيت لم تعد خيارًا، بل ضرورة لحماية استقرار الشرق الأوسط بأسره. على المجتمع الدولي والعربي أن يدرك:
أن التلاعب بالنسيج الاجتماعي السوري جريمة سياسية وأخلاقية تهدد الأمن والسلم الدوليين.
أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسيًا شاملًا يضمن وحدة سوريا وسيادتها ويعالج جذور التطرف وتحت مظلة عربيه
أن التسويات الجزئية وتقاسم النفوذ قد تفتح أبوابًا لصراعات إقليمية أكبر.
🛡️ الخلاصة: سوريا الموحدة ضمان لاستقرار المنطقة
إن ما يجري في سوريا ليس شأنًا داخليًا فحسب، بل معركة فاصلة بين مشروعين: مشروع يسعى لحماية الدولة الوطنية ومؤسساتها، وآخر يهدف إلى تمزيقها وتحويلها إلى ساحة صراع مذهبي وعرقي. إن إنقاذ سوريا من براثن الفوضى مسؤولية جماعية عربية ودولية، تبدأ بوقف التدخلات الخارجية، ودعم مسار سياسي جامع يحفظ وحدة التراب السوري ويقضي على الفكر المتطرف.