صباحُ المَجدِ والعَزة!

أمد/ صباحُ النورِ…
لا ظِلٌّ لهُ إلا كرامتَنا، ..
وصباحُ الأملِ…
لا لحنَ لهُ إلا نشيدَنا…
صباحُ المحبّةِ…
حين تعانقُ يدُ أمٍ جائعًا، …
وتربّي الحجارةُ طفلًا، …
على أبوابِ القدسِ …
والضفّةِ وغزّةَ المكلومةِ، …
تزرعُ فيهِ معنى الوطن….
***
صباحُ العطاءِ…
لا يأتي من فتاتِ المانحين، …
بل من يدِ عاملٍ في خليلِ اللهِ…
يُرمّمُ بالمساميرِ والمرايا حلمَهُ، …
ومن صدرِ صيّادٍ في غزة…
ينسجُ من الشبكِ صلاةً وحكاية….
***
صباحُ العملِ…
حين لا نقولُ:
“من المسؤول…؟”
بل نكونُ كلَّنا مسؤولين، …
نحنُ الحكايةُ إنْ كتبناها، …
ونحنُ النهايةُ إنْ بعناها….
***
صباحُ الحريّةِ…
للأسيرِ الذي علّمَ الشمسَ أنْ تصبرَ، …
ولللاجئِ الذي علّمَ الغيمَ كيفَ يعودُ، …
وللبنتِ التي في جنينَ …
تمشطُ الحلمَ بشالِ أمّها، …
وتقرأُ في عينيها…
نشيدَ العودةِ من جديد….
***
صباحُ الصمودِ…
للجائعِ في مخيّمِ بلا سقف، …
يكتبُ على الجدارِ:
“لن نموتَ إلا واقفين”،
للمنقسمينَ، نقولُ:
اتّحدوا ولو مرّةً …
كما تتّحدُ النارُ ..
بالشوقِ في الشمعة…
***
صباحُ البناءِ…
لمن يهدمُ جدرانَ الخوفِ، …
ويشيدُ من الألمِ سلّمًا للغدِ، …
ومن الحصارِ نافذةً للندى، …
ومن الأنقاضِ …
قصيدةً لا تُنسى….
***
صباحُ الحياةِ…
لمن اختارَ أن لا ينسى أنَّهُ إنسان، …
لمن قالَ:
لا للحصار،
ولا للذلِّ،
ولا لصكِّ الغفرانِ …
الملوّثِ بالدموعِ الكاذبة….
***
صباحُنا…
ليس بيانًا سياسيًا…
ولا مناشدةً لهيئةٍ نائمة، …
بل قصيدةٌ تُكتَبُ من فمِ الخبزِ، …
ومن عرقِ الفقراء،
ومن دمعِ القدس،
ومن وجعِ غزة،
ومن كبرياءِ الخليل….!
***
صباحُنا…
وطنٌ…
نعيدُ لملمتَهُ من بينِ أصابعِ التيهِ، …
وندهنُ وجوهَنا بترابهِ لا بالخنوع، …
ونعلنهُ حبًّا،
وعدلاً،
ونصرًا…
***
فليس لنا إلّا النهوضُ، …
وإن تعثّرنا،
ولا لنا إلّا الطريقُ، ..
وإن أظلمتْ،
ولا لنا إلّا الوطنُ،
نحملهُ في القلبِ …
لا في حقائبِ المنفى،
نبنيهِ بالحبِّ،
لا بالخوف،
وبالوحدةِ،
لا بالراياتِ المتكسّرة…
فإمّا أن نكونَ لهُ، ..
أو لا نكونْ….!