بركة: نواجه “عاصفة فاشية” تهدد الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

بركة: نواجه “عاصفة فاشية” تهدد الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

أمد/ الناصرة:  أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، محمد بركة، أن “فشل اليمين الموغل في الفاشية في إقصاء النائب أيمن عودة يعتبر إنجازاً هاماً في المرحلة الراهنة رغم الأخطار الجسيمة المحدقة”.

وحيا بركة النائب عودة على تمسكه بمواقفه، ووجه التحية لكل من ساند حملة الدفاع عنه من النواب العرب وغير العرب، ومن مختلف القطاعات الشعبية والأكاديمية والسياسية والحقوقية، العربية واليهودية، المحلية والدولية.

تأصيل الفاشية والهجوم على النواب العرب

عبر بركة عن قلقه وغضبه الشديدين من الهجوم الذي شنه أكثر من 100 عضو كنيست على تصريح النائب أيمن عودة. واعتبر هذا الهجوم “دلالات دامغة على تأصيل الفاشية كأيديولوجية ناظمة للمؤسسة الإسرائيلية”.

وأشار بركة إلى أن تصريح عودة الذي أثار الجدل كان: “سعيد بتحرير المخطوفين والأسرى، ومن هنا يجب أن نحرّر الشعبين من عنف الاحتلال، لقد وُلدنا جميعًا أحرارًا”. وتساءل بركة: “ما الذي يمكن لمواطن فلسطيني في إسرائيل أن يقوله أقل من ذلك؟”

وشدد بركة على الرفض القاطع لتبني “الرواية العدوانية الصهيونية، التي تتبنى الإبادة والتهجير والتجويع”، مؤكداً أن “نحن جزء من الشعب الفلسطيني، ولا يمكن تحت أي ظرف أن ننكر انتماءنا هذا، ولا يمكن أن نقبل أن يكون هذا التنكر لهويتنا شرطاً للمواطنة”. وأعاد التأكيد على المقولة الأساسية: “نحن لسنا طارئين هنا، ولسنا ضيوفاً عند أحد في هذا الوطن، نحن أصحاب البلاد.”

حملة ممنهجة ضد فلسطينيي الداخل

وصف بركة الوضع بأنه “طوفان فاشي يجتاح إسرائيل”، لا يطال حق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة الكريمة فحسب، بل يستهدف “حقه في الحياة من خلال الإبادة والتجويع والتهجير”.

وأشار إلى استباحة “المقدرات الأساسية للحياة في قطاع غزة”، وإطلاق يد “قطع المستوطنين وجيش الاحتلال في توسيع الاستيطان والقتل، والاعتداء اليومي على أبناء شعبنا في الضفة الغربية، وفي القدس ومقدساتها، والتنكر الفظيع لحق العودة”.

وأوضح أن الحملة على النائب عودة ليست سوى جزء من حملة شاملة ومخطط لها ضد الجماهير الفلسطينية في إسرائيل، والتي تصاعدت بشكل خطير وغير مسبوق منذ بداية “حرب الإبادة”. وسرد مظاهر هذه الحملة:

قمع حق التعبير بفرض شروط تعجيزية، ومصادقة المحكمة العليا والجهاز القضائي على ذلك.

الاعتداء على الاحتجاجات المناهضة للحرب.

ملاحقة واعتقال أبناء الشعب في أماكن عملهم، وتهديدات أجهزة المخابرات للشباب، وملاحقة الطلاب والمحاضرين العرب في الجامعات، والصحفيين العرب.

حظر جمعيات ومؤسسات وهيئات شعبية، والتهديد بحظر أحزاب وشخصيات سياسية.

تصعيد سياسة هدم البيوت.

“تسييب كارثي” لعصابات الجريمة في القرى والمدن بالتواطؤ مع الشرطة.

الاعتقالات التعسفية الإدارية وغير الإدارية.

دعوة إلى الوحدة وتعزيز الصمود في وجه “مجتمع في خطر”

وسلط بركة الضوء على أمثلة محددة للحملة، بما في ذلك الحملة ضد الجبهة الديمقراطية والنواب أحمد الطيبي، عايدة توما سليمان، وعوفر كسيف، وإدانة المحكمة للشيخ كمال خطيب، والاعتقال الإداري للرفيق رجا اغبارية، واعتقال الصحفي سعيد حسنين. كما أشار إلى الحملة ضد التجمع الوطني الديمقراطي والقائمة الموحدة، وحظر جمعيات خيرية تابعة لها، وحظر لجنة إفشاء السلام، والتهديد بحظر لجنة المتابعة نفسها، بالإضافة إلى الحملة غير المسبوقة ضد الأصوات الشجاعة المعارضة للحرب في المجتمع اليهودي.

واعتبر بركة أن كل ذلك “يستوجب سلوكاً ناظماً، يكون بحجم الأخطار والتحديات الماثلة أمامنا”. مشدداً على أن “نحن مجتمع في خطر”، وداعياً إلى:

تعزيز التمسك بالثوابت المتعلقة بالهوية والحقوق القومية والمدنية، وحق المواطنة الكاملة في وطن لا بديل عنه.

تعزيز الوحدة والعمل الوحدوي بين الجماهير العربية الفلسطينية في جميع المجالات التمثيلية والشعبية والبرلمانية والمهنية، مع إعطاء الأولوية للعمل الموحد.

تعزيز التكافل والتكامل والمناعة الاجتماعية والاقتصادية والوطنية.

الالتفاف حول الهيئات التمثيلية الجامعة (لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية)، وحمايتها ورعايتها وتطويرها.

إيجاد صيغ وأطر للعمل المشترك والتحالف مع القوى المناهضة للحرب والاحتلال والمؤيدة للمساواة الحقيقية في المجتمع اليهودي.

تنظيم وتعظيم الجهود على المستوى الدولي بالتعاون الوثيق مع مؤسسات المجتمع المدني، في ظل “قتامة الحال الإقليمي”.