تنبؤات بعدم نجاح عزل أيمن عودة: هل يتمكن “العربي الديمقراطي” من الانتصار؟

تنبؤات بعدم نجاح عزل أيمن عودة: هل يتمكن “العربي الديمقراطي” من الانتصار؟

أمد/ تل أبيب: تتجه الأنظار إلى الكنيست يوم الاثنين، حيث من المقرر أن تصوّت الهيئة العامة على اقتراح يهدف إلى عزل عضو الكنيست أيمن عودة، رئيس كتلة “الجبهة – العربية”.

ومع ذلك، تشير التقديرات الصادرة عن مصادر في المعارضة، نقلتها صحيفة “هآرتس” العبرية، إلى أن الاقتراح لن يحظى بالدعم المطلوب من 90 عضو كنيست، حتى لو رفعت الأحزاب الحريدية مقاطعتها للتصويت.

لماذا قد يفشل الاقتراح؟

يُعدّ الحصول على 90 صوتًا شرطًا أساسيًا لنجاح إجراء العزل، وإذا لم تتحقق هذه الأغلبية، فسيسقط الاقتراح تلقائيًا دون إمكانية تأجيله. ورغم إمكانية تقديم اقتراح جديد بتوقيع 70 عضو كنيست، فإن التقديرات الحالية توحي بصعوبة تحقيق ذلك.

من المتوقع أن تمتنع الأحزاب العربية وحزب العمل عن دعم العزل. أما في حزبي “كاحول لافان” (أزرق أبيض) و”يش عتيد” (يوجد مستقبل)، فسيتم منح أعضاء الكنيست حرية التصويت. وعلى الرغم من دعم رئيس حزب “يش عتيد”، يائير لابيد، لعزل عودة، فإن عددًا كبيرًا من أعضاء حزبه لن يصوتوا لصالح الخطوة، وكذلك الحال في “كاحول لافان” حيث يُتوقع أن يعارض اثنان إلى أربعة من أعضائه هذا الإجراء.

أصوات ضد العزل: من الريادة السياسية إلى عالم الثقافة

تأتي هذه التطورات بعد أسبوعين من مصادقة لجنة الكنيست على المضي قدمًا في إجراء العزل، حيث صوت 14 عضو كنيست لصالحه مقابل اعتراض اثنين. ومع ذلك، شهد الأسبوع الماضي حملة احتجاجية واسعة النطاق ضد عزل عودة.

من أبرز هذه الاحتجاجات، رسالة وجهها 120 عضو كنيست سابق إلى الأعضاء الحاليين، من بينهم شخصيات بارزة مثل رئيس الدولة السابق رؤوفين ريفلين، ورئيسا الوزراء السابقان إيهود أولمرت وإيهود باراك. كما صدرت عريضة وقع عليها 1300 شخصية من عالم الأدب والثقافة، بمن فيهم دافيد غروسمان، ورسالة أخرى موقعة من 1700 من أفراد سلاح الجو الإسرائيلي السابقين، الذين احتجوا بشدة على ما وصفوه بـ “محاولة عزل النائب أيمن عودة”، معتبرين إياها “خطوة خطيرة من الاضطهاد السياسي، تهدد صمود الديمقراطية الإسرائيلية”.

عودة: “يكرهوننا أكثر مما يحبون الديمقراطية”

في تعليقه على قرار لجنة الكنيست، قال عودة: “المعارضة اليوم تجاوزت خطًا أحمر. بدلًا من محاربة حكومة الكهانيين، تعاونت معها في تحطيم الفضاء الديمقراطي. بعضهم يكرهنا أكثر مما يحبون الديمقراطية. هذه ليست معارضة – هذه ائتلاف متنكر. وهذه هي الخاتمة النهائية لقانون القومية”.

خلال مظاهرة في حيفا أمس، حذر عودة من التبعات المتوقعة لهذه الخطوة، متسائلًا: “هل تعرفون ما الذي يخيف اليمين الفاشي والمسيحاني أكثر من أي شيء؟ العربي الديمقراطي، الذي يخاطب اليهود أيضًا ويقترح شراكة حقيقية – على أساس الحقوق القومية لكلا الشعبين، السلام، المساواة والديمقراطية. لهذا السبب يريدون عزلي”. وأضاف: “من يحاول عزلي اليوم – سيحاول إسكاتكم غدًا. وحتى إن لم يفعل، يبقى من واجبنا جميعًا أن نناضل من أجل حرية التعبير، ومن أجل ديمقراطية للجميع، نساءً ورجالًا”.

خلفية الاقتراح: تغريدة وتصريحات

يذكر أن طلب مناقشة عزل عودة قدّمه عضو الكنيست أبيحاي بؤرون من حزب الليكود. نظرًا لعدم استيفائه شرطًا إجرائيًا، قررت المستشارة القانونية للكنيست، المحامية شجيت أفيك، أن النقاش سيدور حول مضمون طلب سابق يعود إلى شهر يناير/كانون الثاني، وتحديدًا تغريدة نشرها عودة جاء فيها: “أنا سعيد بتحرير الأسرى والمختطفين. من هنا يجب تحرير الشعبين من عبء الاحتلال. كلنا وُلدنا أحرارًا.”

ومع ذلك، أضاف بؤرون لاحقًا بخط يده على الطلب أنه يقترح عزل عودة بسبب تصريحات أخرى أدلى بها في مظاهرة بحيفا في مايو/أيار ضد الحرب على غزة، حيث قال: “هذه هزيمة تاريخية للإيديولوجية اليمينية التي هُزمت في غزة. غزة انتصرت، وغزة ستنتصر.”