لا شيء يرفعنا إلى العظمة سوى المعاناة العميقة.

لا شيء يرفعنا إلى العظمة سوى المعاناة العميقة.

أمد/ الجزء الأول :-
غزة التى فيها نشأت وتربيت واعرف حجارتها وزواياها وشوارعها تدمرت بفعل الإحتلال الإسرائيلي وتغيرت ومات الكثير من الأحبه خلال عامين فقدت المئات ممن أعرفهم وفقدت أمي دون أن أودعها
كل شيء تدمر وتغير
والعيش في غزة أصبح مستحيل وهنا رغم توفر كل شيء لست سعيد
أحتاج لشيء غير الذى أنا فيه ولكني لا أعرف ما هو فما زلت فى رحلة البحث عن الذات من بين أرشيف الألم والوجع سوف اكتب عن مواضيع متنوعة عشناها بكل تفاصيلها.
وشوشات المستقبل كم كنا ابرياء ونحن صغار، كنا نحلم كثيراً كنا نرى المستقبل بعيون جميله ونناظر السماء ونتأمل بالأفق وحين نجدها زرقاء ووسطها غيمة بيضاء نظنها الإله ويلبس طاقية بيضاء ونرسل له الأمنيات مخاطبين بعقولنا البريئة كل شيء نراه عظيم نخبره عن أحلامنا وأمنياتنا
وكلما ذهبنا إلى شاطيء البحر برفقة العائلة نسير على رمال الشاطيء باحثين عن بعض أنواع صدف البحر تارة نوشوش ونتكلم بداخل فوهة صدف البحر نخبره بجميل أمنياتنا وتارة نضعه علي أذاننا ننتظر سماع الإجابات
ونسبح فى أمواج البحر ونبحث بين الصخور عن أشياء جميله كنا نظن بأن الصخور تخبيء أشياء جميله تكون جزء من الأمنيات ونمعن النظر في البحر على إمتداد البحر وعلى طول النظر نحو الجهة الأخرى نظن بأن الطرف الآخر من البحر قريب ويمكننا رؤيته من المكان الذي نحن فيه ونتمنى لو أننا نذهب إليهم أو يأتوا إلينا تلك هى براءة الطفوله، ووقت المغيب نتابع الشمس وهي تختفي بالبحر فنظن بأن بيتها هناك داخل البحر وهى تنزل وتختفي ببطء فى أعماق البحار وأنها تسكن هناك بعيداً وكذلك القمر ننظر إليه ونخاطبة لعله يسمعنا ويستجب لمطالب طفولتنا وأحلامنا البسيطة، وفى البساتين نلاحق الفراشات من مكان إلى مكان تارة نمسكها ونداعبها لتطير بالهواء مجدداً بعدما نغلق أيدينا عليها ونغلق أعيننا ونتمني بعض الأمنيات تم نتركها تطير بالهواء حامله أمنياتنا وتارة نبحث فى بذور نبات الخبيزة ونأكلها بمذاقها الجميل وتارة تتبدل أسناننا وتسقط وحدها ونحن نلعب فنقوم بدفنها ونحن نغلق أعيننا ونتمني أن تتبدل بسن الغزال تلك هى براءة الطفولة.
أشياء كثيرة فعلناها ونحن صغار كانت أمنيات ننتظر تحقيقها
وحين نخلد إلى النوم نتأمل ونسرح ونتخيل حالنا عندما نكبر ولكل صغير منا طموح كثيرة، منا من يحلم بأن يصبح طبيب وآخر طيار وآخر مهندس وآخر يطمح بأن يكون لديه شركة وآخر يحلم بأن يصير ضابط شرطة والأحلام كثيرة ومتنوعة وكنا نشاهد من هم أكبر منا سنا ونتمنى عندما نكبر نكون مثلهم خاصة من هم متميزين بالمجتمع نتخذهم قدوة لنا .
كنا نظن بأنه حين نكبر نصبح كما نريد دون جهد أو عناء وننظر بالمرآة كل يوم ونحدث أنفسنا ها نحن قد كبرنا قليلا وغداً سنكبر أكثر وأكثر ونفرح كثيراً ونحن نشاهد التغيرات فى أنفسنا من مرحله الطفوله إلي مرحله البلوغ ويبدأ الشارب يخط سواداً والوجه مبعثر ببعض الشعيرات السوداء الناعمة تم نقوم بحلقها لتنبث من جديد وتزداد وتزداد كثافة وسواد ونزداد طولا وحين نلتقى مع الأقارب ونستمع إليهم وهم يتحدثون بالقول عنا لقد كبر وأصبح شاباً فنفرح لسماع ذلك كثيراً وكذلك البنت الصغيرة عندما تكبر قليلاً تسمع النساء يخبرون أمها بأنها كبرت وصارت عروس حلوه وحين ننتقل من مرحله إلى أخرى فى المدرسة نفرح كثيراً وتزداد ثقتنا بأنفسنا ونظن أننا بذلك نقترب من تحقيق أحلامنا أكثر فأكثر رغم ما كنا نواجه من صعاب نعتقد أن سببها الأهل وهي صعاب بسيطة وفجأة حين تنتهي من مرحلة المدرسة وتود الإنتقال إلى المرحلة الجامعية تكتشف الحقيقة الغائبة وتنصدم بواقع مرير حين يقول لك الأهل نأسف لا يمكننا دفع الرسوم الجامعية والمواصلات ونفقات اخري وكذلك الفتاة حين تكبر يخبرها الأهل بأنهم لا يستطيعون إرسالها للجامعة لأنهم لا يملكون النفقات المطلوبة وأنه من الأفضل لها الزواج لتكوين أسره ، حينها تدرك حقائق كنت تجهلها وهى أنك تعيش ف وطن مسلوب فيه كل طموحك وأحلامك وأمنياتك وطن محتل يعيق كل شيء ويسلب منك طفولتك وكل ما كنت تحلم فيه وأنت صغيراً ما هي إلا أحلام بريئة فيصبح لدينا حلم حقيقى بل هو حق ولكنه سلب منا وهو العيش فى وطن حر خالى من القتل والدمار .
تم تبدأ فصول من المعاناه صراع من أجل البقاء وصراع من أجل توفير أدنى متطلبات الحياة والمسئوليات تكبر وتزداد كلما كبرنا ونكتشف حينها بأننا أخطأنا حين كنا نوشوش أنفسنا بأحلام ذهبت أدراج الرياح وتصبح لدينا أمنيات حقيقية ونحن كبار نتمني لو أننا بقينا صغاراً ولم نكبر فكم من وشوشه بريئه حدثنا أنفسنا بها ونحن صغار وبكينا عليها ونحن كبار حين نستذكر طفولتنا البريئة ورغم ما بلغنا من الكبر يبقى الطفل الصغير بكل أحلامة و أمنياته يعيش فينا فوشوشوا أنفسكم بكل ما تحبون لعلها ذات يوم تصبح حقيقة وواقع جميل لغد أجمل .
غزة العنقاء
العنقاء طائر أسطوري عربي، تقول الأسطورة أن العنقاء إذ اقتربت ساعة موته عمد إلى إقامة عشه بين الأشجار، ثم يضرم النار فى نفسه، حتى إذا صار رمادا نهض عنقاء أشد وأقوى من جديد
و إتخذت بلدية غزة من العنقاء شعار لها .
وما يحدث فى القرن الواحد والعشرين، أن تكون هناك مدينة عملاقة فى التاريخ هى غزة، التى تقع فى ملتقى القارات الثلاثة القديمة، تطلّ على العالم كله بحرا وبرا وجوا، ببحرها آبار للغاز الطبيعي، وساحلها أخصب من اليابان، بها قوة شبابية عاملة ومتعلمة قادرة على تعمير حضارات بأكملها، دوماً تنهض من تحت الركام كطائر الفينيق غزة مدينة مشمسة ساحلية سياحيه بإمتياز، تزدهر فيها زراعة الحمضيات والفاكهة والزيتون والورد الجوري، وتنام على كنز من الثروة السمكية التى لا تنضب، وتعد مدخلاً لأحد أهم الدول ذات المزارات الدينية فى العالم أجمع، وهذهِ المدينة الآن ويا للعار تجوع وتذبح وتموت وتغلق كعلبة صفيح وتذل لكل الأسباب اللامنطقية واللامعقولة وتعيش قبل حقب الحياة البشرية بسنوات ضوئية، غارقة ف العتمة من المعبر إلى المعبر، ولا يجد شبابها قوت حلمهم، ولا يجد أطفالها كوب حليب ولا ينظرون لأعلى من خط الحياة، ولا تفتح معابرها إلا لما تفتح له القبور لإدخال الموت أو الموتى .
تسرقنا الأيام المليئة بالأوجاع والهموم حتى تضيع معها أجمل أوقاتنا ولا ندركها إلا بعد ضياعها فنتمنى لو أنها تعود وندرك حينها بأنها لن تعود وتترك لنا الذكريات فليتنا نحتفظ بالذكريات الجميلة وننسي أوجاعنا ولكن هذا محال
من يعيد إلينا طفولتنا، من يعيد إلينا أذرعنا وأقدامنا التى بترت بفعل جرائم الإحتلال الإسرائيلي .
من يعيد إلينا مدارسنا وشوارعنا التى رويت بالدماء وجدران منازلنا التى تحطمت فوق رؤوسنا ؟
من يعيد إلينا ذكرياتنا، ومن يعيد إلينا ألعابنا وطفولتنا ؟
من يعيد إلينا ابتساماتنا ويأخذ منا خوفنا وجرحنا وآلامنا ؟
من يعيد إلى ذراعي وأقدامي التى بترها الإحتلال الإسرائيلي بهداياكم وسكوتكم وصمتكم
لكنها لم تغادر بعيدا فهى كجناحين تحلق بالسماء وتجوب الدنيا بأكملها لتخبر كل الأحرار عن أبشع جرائم عصرنا الحالى
من يخبر السماء بأن تتوقف عن هطول الأمطار حتى لا نغرق تحت الخيام المهترئة ومن يخبر الشمس بأن لا تغيب او تشرق باكراً لترسل خيوطها الذهبة وتبعث بشيء من الحرارة لتشعر أجسادنا بالدفء وهى ترتجف برداً وخوفاً ورعبا
من يخبر العالم بأننا نتضور جوعاً ونبحث عن كسرة خبز وكوب حليب ولم نجد
من يخبر نساء العالم بأن نساء فلسطين فى غزة تبكى ألما، والأم المرضعة جف حليبها من الرعب والجوع ولم تستطع إرضاع صغيرها ويموت أمام أعينها
من يخبر العالم بأن الأطفال فى غزة يموتون كل يوم وكل ساعة هناك طفل يغادر الأرض نحو السماء ليحلق فيها ليخبر الرب عن بشاعتكم .
طفولة سلبت عنوة دون دنب يرتكب وصغير يموت تحت الركام وفى الخيام وعلى أروقة الطريق وبين ذراع أمة ثارة بصواريخكم وثارة جوعاً ومرضا
ولكن مهلاً سوف يلعنكم التاريخ حين يقرأ اسلافكم عما فعلتم بنا وعجزت كل مؤسساتكم الدولية وكل قوانينكم ومواثيقكم ومعاهداتكم الزائفة عن حماية اطفال فلسطين فى قطاع غزة ولكن فلسطين حتما سوف تنتصر والإحتلال إلى زوال وسوف نزرع فلسطين وروداً وياسمين لتبقى أرض المحبة والسلام
وسوف نرسل البالونات بالسماء لتحلق عالياً وتعانق أرواح أطفال غزة وتخبرهم بأن فلسطين تحررت وعانقت الحرية والسلام والاستقلال وقد آن لأرواحكم أن تنعم بالخلود فى الجنان .
فقدنا الأمل فى غزة ونعيش اسوء مراحل الحياة وهى مراحل الإحباط الشديد والفقد الكامل والغياب لأي شعاع نور أو بصيص أمل، لقد تركنا نواجه مصيرنا المحتوم بالموت والمحفوف بالمخاوف والمخاطر الكبيرة من نزوح إلى نزوح وفقر وجوع ومرض وألم وحرمان ورعب شديد والموت يلاحقنا فى كل مكان وكل خطوة .
لقد مات كل شيء فينا فى غزة وننتظر أن ندفن أحياء لعل فى الموت راحة أكثر مما نعيشه الآن من عذابات الحياة .
خانتنا عيوننا حين توقفت عن البكاء بسبب جفاف الدمع في مدامعها
وخاننا القلب حين توقف الجرح عن النزف ولم نعد نفرق بين الألم والوجع
والآن تخوننا أصابعنا وهي تتلعتم وترتجف وتخربط في كتابة حروف كلمات الرثاء ولم نعد نجد حروف لكلمات تليق بمقام اطفال فلسطين مقامهم الرفيع حين رحلوا في صمت أمام تخاذل العالم فلم نعد نستطع الكتابة
كنا نظن أن بين “الألم” و “الأمل” إعادة ترتيب الحروف فقط ولكن ربما لاحقاً نضع نقطة تحت كل منشور يرحل فيه طفلاً لنقول للعالم تلك النقطة معناها انكم خذلتمونا وما عدنا نخاطبكم بأي عبارات فكل العبارات والكلمات لم تحرك فيكم ساكناً .
الصدمة التي عاشها الناس فى اللحظات الأولى للعودة إلى أماكن سكناهم فى قطاع غزة جعلتهم فى حاله صدمة وذهول مما شاهدوه عند عودتهم لمنازلهم المدمره ومازالوا يعيشون الصدمة، شيء لا يتصوره العقل
كثير منهم لم يتعرف على بيته وأحياء بأكملها مدمرة ركام لا يعرف هذا البيت من صاحبه ولا يعرف هذا الطريق من ذاك، فجميعها ركام فوق بعضها البعض
وكأن زلزال مدمر أصاب الأماكن واختلطت ركام المنازل بعضها ببعض وتعطرت بدماء الشهداء، أكثر من 25 ألف مفقود في قطاع غزة وكثير منهم نزف حتى الموت معظمهم تحت الركام وفى الطرقات ماتوا وتحللوا وبقت رفاتهم شاهد على أبشع جرائم ارتكبها الإحتلال الإسرائيلي
هناك عشرات الآلاف ماتوا بسبب نقص الغذاء والدواء ومنهم أمي كانت ملقاة على الأرض بين أروقة قسم الطوارئ فى مستشفى شهداء الاقصى وسط قطاع غزة بفلسطين ولا يوجد سرير للمريض لا يوجد علاج للمريض رغم إصابتها بجلطات وكانت تحاول إنقاذ حياتها طبيبة إيطالية كانت تبكي الطبيبة على حالتها الصحية
تلك الطبيبة آخر من قدم الرعاية الصحية إلى أمي
لها جزيل الشكر والتقدير على ما فعلت تلك الطبيبة الإيطالية التي تحمل فى قلبها كل معاني الاخلاق والإنسانية ومثلها الكثير .
تييري وكلودين أصحاب القلوب الرائعة
أبدأ بتلك الكلمات والتى مهما رسم القلم حروفها فإنها لن توفي قدرهم .
السيد ثييري وزوجته كلودين يحملان فى قلوبهم إنسانية ورحمه ومحبه وعطاء منقطع النظير، ولم أقل ذلك عبثاً بل هو من خلال تجارب كثيرة جداً على مدار سنوات طويلة
ثييري ذلك الرجل الذى يسكن فى المملكة البلجيكية فى أقصي الأرض البعيدة جغرافيا عن قطاع غزة والقريبة جداً لقلوبهم الرحيمة هو وزوجته العظيمة يحملان فى قلوبهم هموم أطفال غزة ونساء غزة كيف يعيشون وأين يسكنون وهل يتلقوا الرعاية الصحيه هل هم فى أمن وأمان ويشعرون بالحزن والألم لما أصاب أهل غزة وتحديداً الأطفال والنساء وحرمانهم من أبسط سبل الحياة وأبسط الحقوق الحق فى العيش الكريم والحق فى الأمن والإستقرار وتحقيق السلام والحق فى التعليم والرعاية الصحية والحق فى توفير الطعام والشراب كل تلك الحقوق تقريباً سلبت من أطفال غزة ويتألم لذلك السيد ثييري وزوجته كلودين وآخرين كثيرون حول العالم، فى حين أنه وللأسف هناك من يملك الكثير لأطفال غزة ومن قلب غزة بفلسطين وأعرف الكثير منهم وأكتب عن ذلك بكل مصداقيه ولا يحاول أحد الدفاع عنهم لأنني سأكتب بكل موضوعية عن أولئك المجردين من الرحمة والإنسانية، من التجار للمواد الغذائية وغيرها الذين يخبئون ويخفوا المواد الغذائية عن الناس بل واسوء من ذلك بكثير حينما كانت تصل المساعدات لغزة وتنزل الأسواق كانوا يجمعونها من الأسواق لتملأ مخازنهم ومستودعاتهم حتى تتفاقم الأزمة ويصرخ الأطفال والنساء جوعاً وسجلت عشرات الحالات للوفيات بسبب المجاعة، وصرخات الأطفال لم تحرك ضمائرهم ويعلمون جيداً حاجة الناس للدقيق والسكر والزيت فيرفعون ثمنها بشكل خيالي وصل لمائة ضعف ثمنها الحقيقي حين يصبح ثمن كيلو الدقيق 40 يورو وكيلو السكر 85 يورو ذلك بسبب غياب الضمير والأخلاق لتجار مجرمين شركاء مع الإحتلال الإسرائيلي فى قتل الأطفال وكذلك المزارعين والصرافين ومقدمي الخدمات يستغلون حاجة الناس فيأخذون نسبة عمولة تزيد عن 45٪ على الحوالات المالية، ومن يخبئون الخيام ويشاهدون الأطفال والنساء ينامون فى العراء تحت المطر شتاءا وتحت حرارة الشمس صيفاً فى سبيل رفع ثمن الخيمة من 150 يورو لتصبح ثمنها 1000 يورو إنهم مجردين من كل القيم والأخلاق .
ثييري وزوجتة كلودين رائعين وأيضا السيدة مارو إلتقت بها زوجتي اماني الخطيب لقد شاهدت السيدة مارو وهى ترتدي الكوفية الفلسطينية فأرادت زوجتي شكرها لتضامنها مع القضية الفلسطينية وهى تفعل ذلك مع كل سيدة تتضامن مع قضيتنا الفلسطينية من باب الشكر والتقدير لهم على مواقفهم الأخلاقية والإنسانية وحين علمت السيدة مارو أنها من فلسطين أصرت حضورنا لحفل زفاف قريب بالمكان وذهبنا وتعرفنا على الحضور وهم جميعهم يرتدون الكوفيه الفلسطينيه والعلم الفلسطيني ورموز فلسطينية جميعهم من جنسيات غير فلسطينية ويعشقون فلسطين وقضيتها العادلة وأخذت تحدثني عن تضامنها مع فلسطين في كل يوم جمعة تخرج هى وأخواتها وصديقاتها من أجل غزة بفلسطين لإيقاف الحرب والإبادة الجماعية فى غزة، جميع أصحاب القلوب الرحيمة فى كل مكان حول العالم يتألمون ويفكرون ويجتهدون ويقدموا المساعدة لإنقاذ حياة الأطفال والنساء فى قطاع غزة وربما الكثير منهم يبكي وهو يشاهد أطفال غزة وأحوالهم فى حين هناك من قلب غزة ممن يمكنهم المساعدة والتخفيف من المعاناة ويتعمدون زيادة وتفاقم الأزمات لإشباع رغباتهم وذاتهم وتحقيق أرباح غير مشروعة ولم تؤثر فيهم صرخات الأمهات ولم تؤثر فيهم مشاهد رحيل الأطفال جوعاً .
وأكثر ما يؤلمني هو أيضاً من يسرقون مساعدات الأطفال وهم كثيرون حول العالم يستغلون عطف الناس وقلوبهم الرحيمة ويجمعون مبالغ خيالية تصل حد الملايين ورأيت الكثير منها على روابط جمع التبرعات وهى أموال جمعت بإسم الفقراء فى غزة وأطفال ونساء غزة تلك الأموال لو وصلت فلن يبقى فى قطاع غزة أسرة تحتاج لشيء ولكنه للأسف ما يصل الفقراء هو الفتات والقليل القليل والباقي يسرق وهى جريمة تضاف لجرائم الآخرين .
نعم هناك حرب وإبادة جماعية يعيشها الناس فى قطاع غزة وللأسف هناك غياب للأخلاق والضمير لكثير من الفئات داخل قطاع غزة من مبادرين ونشطاء وصرافين وتجار ولصوص وبلطجية والضحية لهؤلاء جميعاً فى غياب الضمير والأخلاق والقانون ضحيتهم هم الفقراء والأطفال والنساء .
الناس على مدار سنوات الحصار الطويلة يعانون كثيرا وبالكاد يستطيعون العيش الكريم تم أتت عليهم الحرب على مدار سنتين دمرت كل شيء وسلبت الناس كل شيء ومن قبل حروب كثيرة خلال عقدين من الزمن ومازال هناك من يزيد من معاناة الناس فى غزة ومن العيب أن نجد قلوب رحيمة حول العالم ولا نجدها فى أنفسنا داخل قطاع غزة .
فى قطاع غزة ظلم كبير وغياب للعدالة وغياب للضمير فنحن بحاجة لإعادة التأهيل لأننا للأسف فشلنا فى إختبار الذات بتلك الحرب وسقط القناع عن وجوه الكثيرين فى قطاع غزة وتبين أنهم ليسوا أقل جرما من الاحتلال الإسرائيلي فكلاهما سببا فى قتل الأطفال والنساء واتمني أن تنتهي تلك الحرب وأن يعود الأمن والإستقرار وتحاسب جميع تلك الفئات على جرائمها بحق اطفال ونساء غزة بفلسطين.
وبالختام شكرا لكل من يقف ويساند القضية الفلسطينية العادلة ويطالب بوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وتحقيق السلام شكرا لكل اصحاب القلوب الرحيمة حول العالم ودفاعهم عن أطفال ونساء غزة .
شكرا للسيد ثييري الذى إلتقيت به مرة واحدة ووجدت لديه إنسانية ورحمة تفوق كل التوقعات والشكر الجزيل للدكتور عبد الناصر إغبارية الإنسان الوطني العريق الذي دوما يكتب من أجل فلسطين هو الذى عرفني بالسيد ثييري الرائع وشكراً للسيدة كلودين وشكراً لكل أحرار العالم ممن يساندون أطفال ونساء قطاع غزة من أجل التغلب على صعوبات الحياة وتجاوز الأزمات ويا ليث تلك الفئات التى ذكرتها يتعلموا لو جزء بسيط من أخلاق وإنسانية ثيري وزوجته والآخرين حول العالم .
* من جرائم الحرب علي قطاع غزة بفلسطين
الطفل يعقوب شهاب يصف جرائم الإحتلال الإسرائيلي قائلاً :- بابا وماما وأخي الصغير جميعهم ماتوا ويبكي بشدة وهو يتذكر ما حدث لهم
وهو أنهم كانوا نائمين فى منزلهم المتواضع وفجأة قصف الإحتلال الإسرائيلي منزلهم وماتت العائلة وبقى هذان الطفلان بعد أن أصيبوا بجروح وكسور خطيرة وتركيب بلاتين فى كلتا القدمين المكسورة وحروق بليغة ورقعة جلدية ولا يوجد لهم أي معيل فى الحياة، فقط تلك السيدة ترعاهم والأطفال يمسكون فى يدها يتوسلون إليها ألا تتركهم من شدة خوفهم ولديهم حالة نفسية وصدمة عصبية قوية لدرجة أنه يستيقظ منتصف الليل وسط الظلام يبكي وينادي على أمة وأبيه ويبحث عن السيدة التى ترعاهم لتحضنه ويشعر بالأمان ويطلب منها أن تفعل له أي شيء للتخفيف من الألم الذى يشعر به وللأسف لا يوجد دواء مسكن فى قطاع غزة كل شيء مفقود فلا أحد يطلب من أطفال فلسطين إحترام أي قانون فى العالم وأي مؤسسة إنسانية حول العالم، فذلك القانون وتلك المؤسسات لم تحمى أطفال غزة من بشاعة وجرائم الإحتلال الإسرائيلي بل هم يقتلون بصواريخ وطائرات وجنود مرتزقة من تلك البلاد التى وضعت تلك القوانين والمعاهدات الكاذبة لذلك كل شيء يسقط أمام ما يجري لأطفال غزة بفلسطين .
وهذا الإحتلال الإسرائيلي إلى زوال وفلسطين حتما سوف تنتصر
من أجمل ما فعلنا لأجل الوطن فلسطين، كنت ألتقى مع أصدقائي كنا مجموعة من الطلاب الجامعيين نلتقى فى منزل الصديق سامي الأشعل برفقة ثلاثة من اخوته يدرسون فى جامعة الأزهر بغزة ويسكنون وحدهم كنا نلتقى مجموعة من الأصدقاء ولسنا بمعزل عن الواقع الذى نعيشة و الإنتفاضة مشتعلة وقصف وقتل ودمار وحالة من الحزن واليأس تخيم على الناس فى قطاع غزة ذلك فى العام 2001 وجلسنا معا نفكر ماذا يمكننا أن نفعل لنخرج من هذا الحال نحن والآخرين كنا نشعر بأن هذه مسئولية مجتمعية تقع على عاتقنا جميعاً وبدأنا فى طرح الأفكار حتى وصلنا إلى فكرة أنه فى كل بيت فلسطيني هناك طفل وأن أطفالنا محرومين من اللعب مع الدمى كما نشاهد فى الدول الأخرى وفقط يشاهدونها على التلفاز فقررنا أن ننفذ فكرتنا على واقع الأرض وبدأنا نفكر فيما نحتاج وأننا نحتاج لأشياء كثيرة أولها نحتاج إلى ترخيص أو صفة قانونية ونحتاج إلى توفير مكان ننفذ فيه فكرتنا وأيضا نحتاج لتوفير نفقات لتنفيذ ذلك ونحتاج إلى إستيراد الدمى ولكنها كانت باهضة الثمن وأخترنا البحث عن خياط متميز يقوم بتفصيلها داخل قطاع غزة والأهم من ذلك كله هل سيتقبلنا المجتمع الفلسطيني فى ظل حالة الحرب والقصف والدمار وإشتعال الإنتفاضة الثانية بشكل جنوني .
فوجدنا الحلول المناسبة لكثير من الأشياء التي فكرنا فيها وذهبنا إلى السيد/ فوزي النمر وكان أسير فلسطيني محرر ويعمل مديراً لأرشيف الرئيس أبو عمار آنذاك وأيضا مؤسس ومدير لمنتدى هيئة التواصل ال48
جلسنا معه ورحب بنا كثيراً وأخبرناه بأفكارنا ولاقت الإعجاب الشديد منه وفتح لنا منتدى هيئة التواصل ال48 وقال أى شيء يخدم فلسطين ويمكنني فعله أنا جاهز وتحت أمركم ومن هنا كانت معرفتي بهذا الرجل الوطني العريق وكنت ازورة فى منزله هو وزوجته مديرة الشرطه النسائيه فاطمة البرناوى فى مدينه الزهراء وهى أيضا أسيره محررة من أصول إفريقية سيدة وطنية .
بقينا نذهب ونتدرب فى مبني منتدي هيئة التواصل لأشهر، تقريبا 6 أشهر وكنا سعداء ونحن نلتقى هناك ونتدرب ونتباحث ماذا سنفعل غداً وبعد غداً كان لدينا حلم ونسعى لتحقيق هذا الحلم وكانت تغمرنا الفرحة كلما تقدمنا خطوه للأمام، تم طلبنا من السيد فوزي النمر بأننا نريد استئجار مكان فى الجندي المجهول فوق مطعم زهرة اللوتس بالطابق الثالث وأتى وزارنا بالمكان مرتين وقدم لنا الغطاء القانوني أمام وزارة الداخلية لأننا كنا تقدمنا للحصول علي ترخيص جمعيه وكانت الإجراءات مستمرة ونحن لا نريد التوقف فكان فوزي النمر هو الغطاء القانوني لنا أمامهم .
كنت أنا وأصدقائي نجمع ما استطعنا من مصروفنا كطلاب جامعيين .
ووجدنا خياط ماهر واستخرجنا الصور من الإنترنت وكانت مجموعة دمى وقام بتفصيلها وكان بعضها مشوهة الوجه لكنها جميلة جداً فى الأداء وأحبها الأطفال لأنهم يشاهدون شيئاً محرومين منه، وأيضا كنا نحضر مجموعة أطفال متميزين فى النشيد والغناء والعروض المسرحيه والفنية وكنا نحضر لهم مدرب موسيقي هو الأستاذ/ ماجد القيشاوي
وخططنا وأخترنا مناسبة عيد الفطر ثالث أيام العيد تكون انطلاقة حفلنا الأول بل كان مهرجان عريق، وبدأنا نطبع الإعلانات ونلصقها على أعمدة الكهرباء والجدران وأبواب المدارس ونستهدف كل الأماكن التى من أجلها المهرجان وكان ليس الهدف من المهرجان فقط ترفيهى بل كان لدينا برنامج متكامل الهدف منه إرشادي وتربوي وإجتماعي وثقافى وترفيهى، وأرسلنا الدعوات لكثير من الشخصيات الفلسطينية للمشاركة والحضور وكنا قد أطلقنا على أنفسنا إسم ( لاكي لوك تيم) فريق نظره الحظ .
وبدأنا نقسم أنفسنا إلى أكثر من مجموعة ونزور المحلات والمصانع والشركات والمؤسسات ونعرض عليهم فكرتنا وإعلان المهرجان الأول الذى سينطلق ثالث أيام عيد الفطر السعيد بالعام 2002م ولكن للأسف جزء منهم أعتذر بأدب ولم يقدم لنا أى مساعدة وجزء كبير تعامل معنا على أننا لصوص وكذابين واهانونا وبعضهم طردنا وبعضهم شتمنا ورغم ذلك كنا نمضى من أجل تحقيق هدفنا النبيل والسامي، وقبل موعد الحفل بعشرة أيام أردنا اختبار رد فعل الشارع الفلسطيني فى ظل أجواء الإنتفاضة الثانيه.
لبست أنا الدمية الحمراء ” لالا” وصديقي سامي الأشعل لبس دمية ” بسبوسه” وباقى فريق العمل توزع من حولنا ومن أمامنا ومن خلفنا تحسبا لأي رد فعل وأى طاريء ونزلنا بعد الإفطار بعد صلاة المغرب فى شارع الرمال بالقرب من الجندي المجهول وكانت ردود أفعال الناس إيجابية بشكل غير متوقع لدرجة أن الطريق أغلق بالكامل وتجمع الناس والأطفال من حولنا والكل يريد إلتقاط الصور واللعب معنا وأصحاب المحلات التجارية الكل يحاول إدخالنا إلى محلاتهم التجارية وكنا نرفض ذلك بشدة وكانت مدة إختبار ردود فعل الشارع أقل من نصف ساعة وعدنا من حيث أتينا وكان التقييم إيجابي، وفى ثالث أيام عيد الفطر المبارك بدأنا نجهز بساحة الجندي المجهول ونرتب المكان وأحضرنا واستأجرنا 3000 آلاف كرسي للحضور وجهاز الصوت والسماعات وجهزنا برنامجنا وكان كل شيء مجهز وفق جدول زمنى واخترنا أن يكون عرافة الحفل الذى مدته ثلاثة ساعات هو طفلين ولد وبنت وترتيب الفقرات والمدة الزمنية لكل فقرة وبدأ الحفل فى تمام الساعة الثالثة عصراً وانتهينا في تمام الساعة الثامنة مساءً كان الأطفال من شدة فرحتهم بالحفل يرغمونا على تقديم المزيد والمزيد وأشياء كثيرة إيجابية، وهكذا نجح المهرجان الأول وأصبحنا حديث الشارع الفلسطيني فى قطاع غزة وكتبت الصحف عنا وتلقينا الكثير من الاتصالات والعروض من مؤسسات خيرية يريدون منا العمل معهم تحت شعارهم كونهم جمعيات مرخصة ونحن ليس لدينا ترخيص فرفضنا ذلك وقلنا للجميع لن نمنح اى إنجاز قمنا به لأى أحد مهما كان، فهناك من يحاول إستغلال نجاحك وسرقة أعمالك وإن لم ينجح فيحاول محاربتك وإسقاطك فلا يريد المجد إلا لنفسه وتلك هى الأنانية وحب الذات .
ولكن كلما ازدادت التحديات فذلك مؤشر بأننا نسير نحو الطريق الصحيح وأننا نكبر مع الوطن ونكون عظماء .
فكر قليلاً قبل أن تفعل كي لا تندم
البلاء هو قوة إضافية يمنحها لنا القدر والتمزق ليس له قبضة أو سطوة علينا وانما بعضنا ضعفاء فيتملكهم الضعف قليلاً
تم يتفوق الأمل الذى يقفز نحو المجد حين نسترد قوتنا وعزيمتنا واصرارنا على النجاح، كن أنت كما تحب وليس كما هم يريدونك
فإما تستسلم للضعف وتنهزم ويصيبك الندم فى داخلك أو تكن قوياً وتحقق المجد والنجاح .
وبدأت العائلات تتواصل معنا ويزورون المكان الخاص بنا وكثير منهم لدية اطفال موهوبين يريدون أن ينظم أطفالهم لفريقنا وكانت المصروفات المطلوبة منا كثيرة ومن أجل توفيرها نجمع من أنفسنا كلا قدر استطاعته وأيضا كنا نقدم حفلات أعياد الميلاد مقابل عائد مادي بسيط وأيضا كنا بشكل أسبوعي تذهب الدمى إلى مطعم وكافتريا البادية وفى حفلات رأس السنة مقابل عائد مادى بسيط هكذا استطعنا مواصلة العمل لأكثر من ثلاث سنوات قدمنا فيها عروض كثيرة ومثيرة ورائعة وفى أماكن متنوعة مثل الهلال الأحمر الفلسطيني وغيرها وكان نجاح مبهر ولكن للأسف نحن كما اخبرتكم طلاب جامعيين ومعظمنا تخرج من الجامعة ومستقبلنا فى ضياع وجزء كبير منا سافر نحو البلاد العربية وبلاد أوروبا بحثاً عن حياة أفضل ومستقبل أفضل وانا كنت مازلت فى قطاع غزة وما زلت حتي هذه اللحظة أحتفظ بالأرشيف وألبومات الصور والختم لقد بقيت ذكرى جميلة فى حياتنا شعرنا بأننا فعلنا شيئاً من أجل أطفال فلسطين ومن أجل وطنى فلسطين ولكن عذراً يا وطنى ارغمونا على الهجرة بعد أن سرقوا منا كل آمالنا وأحلامنا سرقوا منا الوطن وارغمونا على فراقك ولقد اجبرنا على ذلك .
الجريمة في غزة أصبحت مكتملة الأركان
الإحتلال الإسرائيلي الآن تحت غطاء أمريكي يظهر للعالم أنه حريص على حياة الناس وأنه سوف يقدم لهم الطعام من خلال خمسة نقاط توزيع.
بالمنطق عندما نحسبها عدد السكان 2 مليون نسمة علي أرض غزة بمعني 400 ألف نسمة من كل نقطة تستلم طعامها
تحت اي ظرف لن تستطيع أي نقطة أن تقدم طعام لأكثر من 10 آلاف مواطن وأقل يومياً
شيء آخر كيف سوف يوثق من أستلم طعام ومن لم يستلم ؟
وكيف سيذهب الناس لنقاط إستلام الطعام وكيف سيحملون الطعام ويعودوا لخيامهم ومنازلهم البعيدة، وكيف سوف تترك الأم أطفالها وتغيب عنهم لساعات لتأخذ طعام لها ولأطفالها خاصة أن عدد كبير من نساء غزة أصبحت هي المسئول المباشر عن الأطفال بعد وفاه الأب وأيضا جزء كبير جدا فقد أوراقه الثبوتية تحت الركام ولم يستخرج غيرها بسبب الحرب التى ما زالت مستمرة كيف سوف يستلموا طعامهم ؟
هناك معوقات كثيرة كل ما ذكرته سابقآ بالإضافة إلى أنه يستحيل الوثوق بفرق العمل المسلحة تحت غطاء إنساني والحقيقة أنهم يهدفون لشئ آخر .
هذه الخطة من توزيع الطعام لم تأتي لإنقاذ حياة الأطفال والنساء فى قطاع غزة بل أتت لتعرف وتراقب تحركات المستهدفين من خلال متابعة عوائلهم وأيضا مراقبة كل شيء عن كثب والحصول على معلومات سواء بإنتزاعها من العملاء أو بحديث الناس العشوائي عن كل شيء ربما في نظر البعض إنتظار الناس وتجمعهم فى نقاط إستلام الطعام و حديثهم فيما بينهم شيء عابر وليس ذو أهمية والحقيقة أن كل كلمة يتم مراقبتها وتحليلها جيداً والبناء عليها وكشف أسرار كثيرة من خلالها .
تلك النقاط هي نقاط الموت وليست نقاط إغاثة إنسانية حيث تتم الفوضي عن قصد ومن خلال صراع البقاء للأقوى و يومياً يتم إطلاق النار من خلال جنود الإحتلال على المدنيين العزل ممن هم متواجدين فى نقاط توزيع المساعدات وسجل مئات الشهداء وآلاف الجرحى على مدار أيام ويحدث ذلك عن قصد من خلال جنود الإحتلال الإسرائيلي
ولو أراد العالم إنقاذ غزة فإن الحل بسيط وهو فتح المعابر وإدخال شاحنات المساعدات والناس سوف تعيل نفسها بنفسها .
أوقفوا عدوانكم عن غزة أوقفوا حرب الإبادة الجماعية فى قطاع غزة وتنتهي معاناة الناس فى موضوع الطعام .
والناس ليست حاجتها الطعام فحسب بل هناك احتياجات كثيرة وضرورية أهمها الرعاية الصحية والطعام والشعور بالأمن والأمان والبدء فى إعادة الإعمار واستعادة الناس لحياتها الطبيعيه تلك النقاط إعلامياً لتقديم المساعدات والحقيقة هي ممارسة القتل وترويع الناس وإحداث الفوضي عن قصد لتسهيل دخول وخروج وحدات المستعربين بين جموع الناس والوصول لداخل قطاع غزة والعودة بسلام دون كشفهم ولمعرفة وتحليل حديث الناس وهم ينتظرون أمام تلك النقاط من خلالها سيتم العثور على أسراهم وتحريرهم .
وجب الحذر يا أهل غزة من وجبات الموت فهى أخطر فتكاً بكم من الجوع والمرض ، فهي في ظاهرها وجبات طعام وفي الحقيقة أنه بداخلها قنبلة معلومات موقوتة وقعها أشد خطراً من أزيز الرصاص ومن صواريخ الطائرات ومدفعيه الدبابات سينتج عنها قتل المزيد من الأطفال والنساء فى قطاع غزة بفلسطين .
قمة المعاناه والألم أن تفقد الشعور بالأمن والأمان وأن تنام بالجوع الشديد رغما عنك وأن ترى أطفالك يتضورون جوعا وألما وأخر جريح ينزف دما وآخر بترت قدمة وآخر بترت يدة وآخر يرى جثه أبيه ولا يستطع دفنها وآخر ينادي على أمة ولا تجيب لأنها بإختصار نزفت بصمت وماتت بصمت وآخر وجد نفسه بين أحضان أمة بعد أن هدأ ضجيج حطام وركام المنزل وانقشع ضباب وغبار المكان فنادى أمه وهو بين ذراعيها فلم تجيب عليه لأنها صنعت من جسدها جدار واقى لتحمى طفلها من الموت المحقق وفارقت الحياة ليعيش طفلها
ورجل طاعن مسن يهيم على وجهه فى الطرقات يبحث عن فتات الخبز فلا يجد ووجد كل الناس من حوله يفتشون مثله عن أي شيء ليسكت قرير الأمعاء الخاوية التى لا تعرف شيئاً عن الطعام منذ أيام وأطفال تموت جوعاً وبردا ومرضا
لسنا بحاجة إلى الدعاء من أحد فنحن على اتصال مع الله عز وجل بدون وساطة منكم ومن دعواتكم
لك الله يا غزة