مركز: أميركا تفرض عقوبات على “ألبانيز” بسبب إبلاغها عن انتهاكات الاحتلال المستمرة ضد الفلسطينيين.

مركز: أميركا تفرض عقوبات على “ألبانيز” بسبب إبلاغها عن انتهاكات الاحتلال المستمرة ضد الفلسطينيين.

أمد/ غزة: أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن تضامنه الكامل مع المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، مُدينًا العقوبات “المشينة” التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية عليها.

يُعد هذا الإجراء الأخير جزءًا من سلسلة طويلة من المحاولات الأمريكية لحماية إسرائيل من المساءلة، ويأتي بعد حوالي شهر من فرض واشنطن عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية، اثنان منهم شاركا في قرارات تتعلق بالحالة في فلسطين.

ويعتبر المركز هذه العقوبات “المروعة” بمثابة انتقام لجهود ألبانيز المتواصلة في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وكشف الجرائم التي يرتكبها “النظام الإسرائيلي الاستيطاني الاستعماري”. وقد جاء هذا الإجراء بعد تقريرها الأخير المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي سلط الضوء على الشبكة الواسعة من الدول والشركات المتورطة في دعم هذا النظام وانتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني.

وبدلًا من اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبدلًا من وقف إمدادات الأسلحة للحكومة الإسرائيلية، يواصلت الولايات المتحدة “تواطؤها” في الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، من خلال تكثيف هجماتها على مؤسسات العدالة الدولية وخبراء الأمم المتحدة المستقلين.

وتعكس هذه الخطوة العجز الكامل للولايات المتحدة ودولة الاحتلال عن تقديم أي رد على الاستنتاجات القانونية القوية التي توصلت إليها ألبانيز. وفي غياب أي تفنيد موثوق، تلجأ هذه الأطراف إلى الهجوم الشخصي والانتقام السياسي من خبيرة أممية مستقلة، “جرمها الوحيد” هو قيامها بواجباتها بمهنية واستقلالية.

وصرح المحامي راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأن فرانشيسكا ألبانيز “لم ترتكب أي فعل غير قانوني أو غير أخلاقي. لقد أدت مهامها الموكلة إليها بكل مهنية واقتدار وشجاعة لا تلين، مدافعةً عن ضحايا جريمة الإبادة الجماعية في فلسطين وقائلة الحقيقة في وجه سلطان جائر”. وأضاف أن العقوبات التي فرضها وزير الخارجية الأمريكي “ما هي إلا خطوة مخزية تضعه في الجانب الخاطئ من التاريخ والعدالة”.

وأكد الصوراني أن صوت فرانشيسكا “يزعج المشتبه بارتكابهم جرائم حرب”، ولهذا السبب يقف أحرار العالم معها. وأنهى تصريحه بالقول: “لن نتخلى عن نضالنا في وجه الظلم وسنستمر في التصدي للاحتلال الإسرائيلي غير القانوني والدفاع عن حقوق من لا صوت لهم من الضحايا.”

يطالب المركز المجتمع الدولي برفض وإدانة العقوبات المفروضة على المقررة الخاصة، التي وصفها بأنها “ذات دوافع سياسية وتفتقر لأي شرعية”.