لافروف: مخططات “الإمارات المتحدة” تشكل خطرًا على تأسيس الدولة الفلسطينية

لافروف: مخططات “الإمارات المتحدة” تشكل خطرًا على تأسيس الدولة الفلسطينية

أمد/ كولالمبور: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي عقب مشاركته في فعاليات نظمتها رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور، ان خطط إنشاء ما يسمى بـ “الإمارات الفلسطينية الموحدة”، وغيرها من الأفكار المشابهة، تتزايد وتؤجج المخاطر المحيقة بآفاق إقامة دولة فلسطينية وفقا لقرارات الأمم المتحدة.

وقال: “لقد فوجئت اليوم عندما قرأت عن ظهور مشروع لإنشاء إمارة الخليل، ويعتبر هذا بمثابة الخطوة الأولى نحو تعزيز مفهوم تشكيل الإمارات الفلسطينية المتحدة على الأراضي الفلسطينية. قد يبدو هذا الأمر بمثابة الخيال في هذه المرحلة، ولكن حقيقة ظهور مثل هذه الأفكار بشكل متزايد في الفضاء العام تشير إلى المخاطر التي تتطور وستستمر في التصاعد فيما يتعلق بآفاق إنشاء الدولة الفلسطينية، وفقا لما ورد في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وهذا بالطبع يشكل تحديا كبيرا للمجتمع الدولي”.

وأشار لافروف إلى أن جميع أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا ومعظم الدول الشريكة، بما في ذلك روسيا، أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء “المأساة المستمرة والمتفاقمة في الأراضي الفلسطينية، حيث تشهد الأجزاء الأخرى من هذه الأراضي حدوث وضع مماثل للكارثة الإنسانية التي تم إنشاؤها بشكل مصطنع في قطاع غزة”.

ووفقا للوزير الروسي، الحديث هنا يدور عن الضفة الغربية، حيث “تواصل إسرائيل سياستها العدوانية في بناء مستوطنات جديدة بأعداد قياسية متزايدة باستمرار”.

وقال لافروف: “قريبا جدا لن يتبقى شيء من الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الوطنية الفلسطينية”.

و”الإمارات الفلسطينية الموحدة” أو “الإمارات الفلسطينية المتحدة”، هي عبارة تشير إلى مبادرة سياسية مقترحة لتقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى عدة “إمارات” أو مناطق حكم ذاتي، مع إدارة كل منها محليا. تهدف الخطة إلى استبدال نموذج الدولة الفلسطينية المركزية بنظام أكثر لامركزية.

في يوليو 2025، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالة عن “رسالة رسمية من خمسة من الشيوخ في مدينة الخليل إلى الحكومة الإسرائيلية، يطالبون فيها بالاعتراف المتبادل والتعاون الاقتصادي، ويعرضون إقامة كيان إداري مستقل عن السلطة الفلسطينية، مع التزام واضح برفض العنف وبالتطبيع مع إسرائيل”.

حول إيران

وأعلن لافروف أن روسيا تدعو إلى تمديد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل دون أي انقطاع.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة، في أعقاب مشاركته في فعاليات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) واجتماع وزارء الخارجية لدول قما شرق آسيا في في كوالالمبور.

وقال لافروف: “لقد دعونا إلى استمرار وقف إطلاق النار الذي يبدو أنه أعلن عنه (بين إيران وإسرائيل) دون أي انقطاع”.

وأضاف: رغم الضرر الذي ألحقه الهجوم الإسرائيلي الأمريكي على إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والضمانات التي توفرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت الخاضعة لرقابتها، ينبغي بذل جهود لإصلاح هذا الضرر وتحويل الأمور إلى المسار السياسي وحل كل المشاكل عن طريق المفاوضات فقط.

وتطرق لافروف في تصريحاته إلى عدد من الملفات الدولية الأخرى، منها القضية الفلسطينية والنزاع في أوكرانيا، وعسكرة أوروبا وقضية تايوان والوضع حول كوريا الشمالية.

وأشار لافروف إلى أن التصريحات الصادرة عن بعض الدول الغربية حول ضرورة الحفاظ على الوضع القائم بشأن قضية تايوان مع التأكيد لفظيا على احترامهم مبدأ “الصين الواحدة” ليست إلا نفاقا، وهو أمر واضح “لأي شخص على دراية ولو قليلا بهذه القضية”.

وقال لافروف للصحفيين: “إذا كان السيد (المستشار الألماني فريدريتش) ميرتس، يعتقد أن الإمكانيات السلمية قد استنفدت، فمن المحتمل أنه قرر في النهاية تكريس نفسه بالكامل لعسكرة ألمانيا”.

ووصف الوزير الروسي التصريحات التي تفيد بأن روسيا تشكل أي نوع من التهديد لأوروبا بأنها “هراء محض” .

وحول كوريا الشمالية، التي ينطلق لافروف في زيارة لها يوم الجمعة، قال الوزير الروسي إن بيونغ يانغ لا تزال تتعرض لاستفزازات بما في ذلك من خلال تعزيز التحالفات العسكرية بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، وأكد أن روسيا ستبذل قصارى جهدها لمنع الاستفزازات ضد بيونغ يانغ، محذرا من أن ذلك قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.