أعطني قبلة …!

أمد/ في لحظةٍ تفيض بالعطش إلى الدفء، ويحتدم فيها الحنين حتى الغليان، يخوض العاشق رحلته عبر المسافات لا ليصل فحسب، بل ليذوب، ويتطهّر، ويولد من جديد على شفتي من يحب.
هذا النص رجعُ نَفَسٍ مشتعلٍ بالشوق،
وبُثّ على هيئة نداءٍ لا يطلب شيئًا سوى…
قُبلةٍ تُعيد توازنَ الحياة.
النص:
قَبّليني…
وأنا آتٍ إليكِ
تسبقني أنفاسي،
ويشدّني الحنين
من صدري…
إلى صدري…!
***
خطواتي تهرولُ نحوكِ،
كما يسبقُ الوهجُ نزولَ المطر،
كما تهرولُ الأشجارُ
لاحتضان الريح الأولى…
***
علّي أصلُ…
إلى تخومِ قلبكِ المثخنِ بالوجع،
قبل أن يُقصيني
ألمُ المسافةِ ووجعُ السفرِ الطويل…
***
ضمّيني بين ذراعيكِ …
احتويني…
بامتدادِ أنوثتكِ،
علّني أذوبُ فيكِ
كندفةِ عطرٍ ضلّت طريقها
فعثرتْ عليكِ…
***
كحباتِ المطرِ …
حين تتفتّحُ في ترابٍ عطش،
كذراتِ ملحٍ
تغفو في الطينِ المقدّس…
أتنفسكِ…
كأنفاسِ الأرضِ حين تفيق،
وأنبعثُ من رائحةِ عُمقكِ…
***
قَبّليني…
واحتضنيني…
كي أستعيدَ
توازنَ النشوةِ الأولى،
نشوةَ الضوءِ …
حين يخرجُ من رحمِ العتمة،
نشوةَ الميلادِ
من جديد…
***
قَبّليني…
علّني أذوبُ …
بين شفتيكِ،
كقطعةِ سُكّرٍ
تذوبُ على مهل…
في فمِ الحياة…
***
في حضرة الحُبّ،
تتلاشى المسافات،
وتذوب الحروف…
وحدها قبلةٌ صادقةٌ …
قادرة على جمعِ ما بعثره الغياب،
وعلى بعثِ العاشق من رماده،
كأنه يُولد…
في كلِّ قبلةٍ
من جديد.