الفشل السياسي

أمد/ لا يغرنكم كثرة الدكاكين السياسيه او عدد الاحزاب او الأسماء الكبرى والصغرى او الشعارات واليافطات المعروفه فكل هذا الزحام يعيق الحركه…
ويمكن توضيح ذلك في عدة أسطر
الاحزاب المستحدثه او احزاب الشحن السريع او احزاب غب الطلب لا تدرى لماذا جاءت ولماذا تغيب فهي نتاج تلفون الووو ابو فلان زبطولنا حزب وكأنه منسف لدعوة غداء ينتهي بانتهاء الحدث او المناسبه.
لم تفرخ هذه الاحزاب عملا يستحق الذكر ولم تخلف رجلا او قائدا او شخصيه حربيه كاريزميه يستمع لها الناس اذا قالت ..
لم تطرح هذه الاحزاب برنامج او رؤيه او خطه سواء للإصلاح او التغيير ..
كل ما تقوله هذه الاحزاب بيانات للتهنئه بعيد الميلاد او الجلوس او قدوم رمضان وبكم تزهوا المناصب سيدي ..
لا قاعده شعبيه لهذه الاحزاب في اي وسط طلابي او عمالي او ارستقراطي وإنما هي احزاب نخبوبيه طبائخيه مصلحيه يجمعها منسف ويفرقها تقاسم المواقع والمراكز والعوائد..
لا وجود لها في نقابات ولا جمعيات وقد تجدها في الجاهات والاعراس وعلى أسرة الشفاء في المستشفيات ..
لا حضور برلماني وان استطاع أحدها إيصال نائب او نوائب بيكون بدعم عشائري او من مراكز صنع القرار وقد تم تأكيد ذلك اكثر من مره ….لذلك نجد كل هذا الجفاف والتصحر السياسي وعدم القدره على بناء احزاب مستقره ذات حضور سياسي واجتماعي.
الاحزاب في منظور صاحب القرار مجرد لوحات مزيفه توضع على الجدران للزينه واستخدام لمره واحده مثل المناديل المبلله او سفر الطعام فهي بلا قيمه وبعد الانتهاء من الحاجه تلقى في صناديق الزباله .
ثانيا ..الاحزاب العقائديه كما تسمى ليست احسن حالا بعد ان تخلت عن معتقداتها ورحلت قياداتها الوازنه وغابت مراكزها الداعمه وحل في مواقع القياده فيها الغلمان والصبيان ولم تعد تنتمي إلى تاريخها الا بالاسم واليافطه المعلقه على النادي الاجتماعي المسمى مقر الحزب ..
غاب حضورها وتوقف الإنتاج فيها واصبحت عقيما وتتنازعها الخلافات والانشقاقات والمصالح ولا تحدث تغييرا لا على الصعيد الداخلي ولا في مجتمعها واصبحت صوره مشوهه لا تحظى باحترام ولا هيبه وكل ما لديها خبر كان من الماضي ولم تسجل في آخر ٣٠ سنه انجاز واحد يذكر لها ولم يخرج من بين الصفوف قائدا او خطيبا او معلما . .
لا تعرف لها راس من ذيل ولا يمين من يسار تقول حسب السوق بتسوق ..
اخيرا الاحزاب المتحوله من فصائل إلى احزاب لكسب الشرعيه ينطبق عليها المثل القائل ساق الله على أيام لعزوبيه لا جيزه تجوزت ولا ظلت مستوره …
الاحزاب الاسلاميه ما زالت صاحبة الحضور الأكبر والأكثر تنظيما والاغنى ولها من الموارد والمصالح ما يستقطب الكثير من أبناء المجتمع ما بين رياض أطفال ومدارس وجمعيات وبنوك ومستشفيات وجوامع ومراكز تحفيظ قرآن ولديها إنتاج وقوه في الشارع ما بين مد وجزر حسب الظروف الجيوسياسيه والتحالفات ولم تسلم من أمراض التنازع على المواقع والمصالح والتجاذبات من هنا او هناك ..
لذلك نجد حالة الإفلاس السياسي واذا ظهرت حاله او تفتحت ورده في ظل هذا الوضع تكون كسحابة صيف او ورود الربيع التي ما ان تتفتح حتى تنطفيء..
لذلك نعيش في حاله مكانك سر او الرجوع إلى الخلف والعيش على ما كنا في الستينات والسبعينات فلا تحول ولا استفاده من تجارب التغيير في العالم ولا إعطاء فرص للشباب والمرأه وما زالت العقليه السائده بأن العمل الحزبي خراب بيت وتهمه لا تزول ومن تحزب خان وخليك ماشي جنب الحيط احسن ..
لذلك لسنا بحاجه الى انتخابات برلمانيه وكل هذه الهيلمه التي لا تفيد الا أصحاب المطابع والمطابخ وتأجير الكراسي وتحدث زياده في نسبه الكذب والاحضان والقبل. . لقد جرى تغيير اكثر من ٧ او ٨ مجالس لم تنتج ديمقراطية ولا قوانين تخدم الحريات او المجتمع وشهدنا احصائات تقول ان ٢٠ بالمئه من النواب لم ينطق كلمه تحت قبه البرلمان طيله الاربع سنوات وكل التزاحم على السفرات الخارجيه والمؤتمرات والجاهات..
لو تبرع بعض مراكز الدراسات ان يقول ما هي إنجازات البرلمان في آخر ٥ دورات مثلا ومن هم أكثر النواب حضورا وقوه وما هي أهم القوانين غير قانون الجرائم الالكترونيه..
ختاما لو تم تعيين مجلس كل فتره من شخصيات عامه وشيوخ عشائر لهم حضور وشويه مخاتير افضل وأقل كلفه والنتيجه واحده تسمى حمل كاذب ..
وأفلاس سياسي يتبعه إفلاس اقتصادي او فساد سلطوي …