إسرائيل تعترف بوجود شبكة تجسس إيرانية قبل تنفيذ عملية “الأسد الصاعد”

أمد/ لندن: كشف تقرير صحفي يوم الأحد، تفاصيل واسعة حول شبكة تجسس إيرانية داخل إسرائيل، قال إنها عملت على تجنيد إسرائيليين لصالح الاستخبارات الإيرانية، قبل اندلاع الحرب الأخيرة بين البلدين.
وأوضح التقرير، الذي نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية ومواقع عبرية، أن السلطات الإسرائيلية اكتشفت الشبكة قبل انطلاق عملية “الأسد الصاعد” الشهر الماضي، مشيراً إلى أن طهران حاولت بناء هذه الشبكة عبر التواصل مع إسرائيليين، من خلال رسائل مجهولة المصدر، عرضت عليهم المال مقابل مهام بسيطة، قبل أن تطلب منهم لاحقاً تنفيذ عمليات معقدة وخطيرة.
وذكرت الصحيفة، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تفاجأت بعدد المتعاونين مع إيران، حيث وُجهت اتهامات لأكثر من 30 إسرائيلياً بالتعاون مع الاستخبارات الإيرانية منذ بدء الهجمات الصاروخية الواسعة على إسرائيل في أبريل (نيسان) 2024. وأشار التقرير إلى أن الإيرانيين استخدموا تطبيق “تلغرام” للتواصل مع المجندين، وعرضوا عليهم مبالغ مالية، مقابل تزويدهم بمعلومات حساسة عن الحرب.
ومن بين القضايا التي سلط التقرير الضوء عليها، حالة إسرائيلي من أصل أذري قام بتجنيد أفراد من عائلته للمشاركة في تصوير مواقع حساسة، مثل ميناء حيفا، وقاعدة “نيفاتيم” الجوية، ومقر الموساد في “غليلوت”، بالإضافة إلى بطاريات منظومة القبة الحديدية.
كما كشف الموقع أن أحد المجندين قَبِل مهمة تصوير منزل عالم نووي في معهد وايزمان للعلوم، وهو الموقع الذي تعرض لاحقاً لهجوم صاروخي إيراني.
وفي إحدى المهام، التي تم الكشف عنها، طُلب من أحد العملاء البحث عن حقيبة سوداء يُعتقد أنها كانت تحتوي على مواد تجسس في حديقة عامة مقابل ألف دولار، إلا أن الحقيبة لم تكن موجودة. كما تلقى المجند تعليمات بتوزيع منشورات، وكتابة شعارات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وذكر الصحيفة أن الإيرانيين حاولوا دفع بعض العملاء للقيام باغتيالات مقابل مبالغ مالية ضخمة، حيث وافق أحدهم على قتل العالم النووي وعائلته مقابل 60 ألف دولار، وقام بتجنيد 4 مجرمين محليين من عرب إسرائيل لتنفيذ العملية، التي فشلت بسبب الإجراءات الأمنية. كما تلقى نفس العميل عرضاً لزرع عبوة ناسفة قرب سيارة نتانياهو، لكنه رفض.
وأكد الموقع أن التحقيقات الإسرائيلية كشفت أن طهران اعتمدت على أشخاص عاديين، وحرّكتهم تدريجياً نحو تنفيذ مهام أكثر خطورة، لكنها فشلت في بناء شبكة طويلة الأمد يمكن الاعتماد عليها لتنفيذ عمليات معقدة، أو اغتيالات رفيعة المستوى.