ما هي الأساليب الأكثر فعالية وسرعة في التعامل مع النظام الإيراني؟

أمد/ يظن بعض سذج السياسة أن الغرب لم يستطع فهم وهضم كنه العقلية( الثيوقراطية) للنظام الإيراني الفاشي الحالي بكل ما فيه من شيطنة سياسية، وخبث دبلوماسي، ومرواغة تمريرية، قائمة على الإمساك بخيوط الوقت وتحريكها بالوقت الذي تشاء، على أمل امتلاك أسلحة تقليدية وغير تقليدية من خلال تطوير قدراته العسكرية، وهو الذي سخر أموال الشعب الإيراني لخدمة مطامعه غير المشروعة، علماً أن إيران غنية بخيراتها، وفي مقدمتها الثروة النفطية، وموقعها الجغرافي المطل على المنافذ البحرية الهامة والتي يحتاجها الغرب قبل غيره من الدول الأخرى.. لذلك كان من المفترض أن يزدهر اقتصاد إيران بما ينعكس على رفاهية الشعب وتنعمه بما حباه الله به؛ في حين نجد معدلات البطالة المرتفعة في ازدياد متصاعد بين صفوف الشعب الإيراني، وتنامي الفقر بنسبه العالية المخيفة.. يرافق ذلك قمع دكتاتوري تسلطي، وتنكيل ظالم مستفحل يصل حد الإعدام بشكل لافت مريع يجري تحت أنظار العالم أجمع رغم محاولات نظام الولي الفقيه التستر والتعتيم على كل جرائمه لأنه يخشى من تصاعد موجات الانتفاضة الشعبية بغليانها المستمر فوق مرجل الحرية والكرامة، وفي ذات الوقت نجد أن الغرب في تعامله مع نظام الولي الفقيه يدور في فلك الاسترضاء المساير، والمسايسة المهادنة رغم الخطابات النارية العدوانية بجملها الاستنكارية الراعبة، والتصريحات المهددة الصادرة عن كبار الشخصيات السياسية الغربية المتوعدة.
يبدو أن التناحر الظاهري بين الغرب والنظام الديني الفاشي الإيراني بات موضع شك وتساؤلات تذهب بعيداً في التفسير المنطقي لأي تحليل سياسي ممحص فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين الطرفين.. لقد قالت المقاومة الإيرانية كلمتها في أكثر من مناسبة على لسان الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي بأن النظام الديني في إيران يجب أن يترك أمر إسقاطه للشعب الإيراني، وهو أولى من غيره بذلك.
إن المنطق السليم البعيد عن المزايدات الشعاراتية، والألاعيب السياسية بدوافعها المصلحية يرى ضرورة ترك الشعب الإيراني يمارس حقه المشروع في إسقاط نظام ولاية الفقيه؛ فهو القادر على نيل حريته بأسرع وقت، وبأقصر الطرق بمجرد أن يرفع الغرب غطاء الحماية عن نظام الملالي ويتخلى عن سياسة الاسترضاء التي يتبعها خفية وعلانية، وهنا الفرق كبير بين الاتكال على الغرب المهادن المميع للوقت حسب أهوائه في إسقاط النظام الديني الإيراني، وبين اعتماد الشعب على نفسه في إسقاط جلاديه، وتقرير مصيره بنضاله ومقارعته لقوى البغي والعدوان بغية الوصول إلى عيش كريم يسوده السلم الأهلي والإقليمي، لتعود إيران كما كانت دولة حضارية خالية من السلاح النووي كما عبرت عنها السيدة مريم رجوي في أكثر من مناسبة، ومن ورائها الشعب الإيراني الحالم بنشر السلام، ومد يد المصافحة وتعزيز التقارب بين شعوب المنطقة والعالم من خلال المساهمة في ترسيخ القيم الإنسانية، ونشرها دون تحيز أو أي تمييز عنصري أضحى من ترسبات ماضٍ متخلف لا يتواءم مع ما تنشده الحضارة الإنسانية من سلام مستدام يعم الجميع، ويزدهر ليثمر بفضل مساهمة شعوب العالم قاطبة.. وعليه فإن أصوب وأسرع الخيارات هي أن يتخلى الغرب عن سياسة المهادنة والمواربة بعد سقوط الأقنعة وكشف المستور الذي فضحته الأحداث الجارية منذ عام 2003، وأن يتقدم برؤية ثابتة وموقف صريح وشفاف يبدأه بالاعتراف بالمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي للنظام وبحقها وشعبها في مقارعة وإسقاط النظام وإحلال البديل الديمقراطي.