الصفقة قبل تجميع المستندات

الصفقة قبل تجميع المستندات

أمد/ أكثر من عشرين شهراً وما زالت حرب الإبادة مستمرة على قطاع غزة ، رغم الحروب التي خاضتها إسرائيل على جبهات أخرى مثل لبنان واليمن وأخيراً إيران ، إلا أن تركيزها بقي على غزة لا بل اشتد أكثر ، لأنها تعلم علم اليقين أن كل هذه الجبهات مرتبطة بشكل أو بآخر بالقضية الفلسطينية التي لا زالت تشكل لب الصراع في المنطقة ، رغم تخلي الكثيرين عنها ،
لقد حققت إسرائيل إنجازات تكتيكية في أكثر من جبهة صراع كانت مفتوحة ضدها ، وتريد الآن تحويل هذا الإنجاز التكتيكي إلى إنجاز استراتيجي تضمن من خلاله بقاءها وسيطرتها على المنطقة لعشرات السنين ،
مقترح ويتكوف المرحلة ما قبل الأخيرة..
سجالات ،أفكار ، مقترحات وتعديلات ، كل المؤشرات تشير إلى أن الجانب الأمريكي والإسرائيلي متفقان على هذا المقترح مع بعض التعديلات عليه ، الذي يتضمن هدنة مؤقتة لمدة ستين يوماً ، وتبادل للأسرى بين الجانبين ،
وتمديد هذا الاتفاق إذا كانت هناك مفاوضات جادة بين الطرفين بحسب النظرة الأمريكية ،
ملامح الحل النهائي لحرب غزة،
يخطىء من يعتقد أن هناك خلافاً بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو على أهداف الحرب ، فالإدارة الأمريكية لا زالت تواصل دعمها غير المحدود لإسرائيل ، وتريد مساعدتها في شراء الوقت لتنفيذ أهدافها ، والتخفيف من حدة الرأي العام العالمي الذي بات يؤرق إسرائيل في كل المحافل الدولية وفي كل المؤسسات غير الحكومية ،وعلى مستوى الشارع ، لقد باتت إسرائيل تعاني من عزلة غير مسبوقة في تاريخها نتيجة عدوانها وجرائمها في قطاع غزة.
إن الأهداف النهائية للحرب على غزة والمتفق عليها بين أمريكا وإسرائيل تتمثل في
ا- تسليم سلاح المقاومة ونفي قادتها خارج قطاع غزة وإنهاء حكم حركة حماس.
ب- انسحاب إسرائيل إلى ما قبل السابع من أكتوبر مع احتفاظها بحق القصف، والدخول إلى قطاع غزة إذا ما شعرت أن هناك خطراً يهدد أمنها كما يحصل الآن في لبنان.
ج- تشكيل حكومة فلسطينية في غزة وقد أوكلت هذه المهمة إلى السعودية وقطر والإمارات العربية حسب مصدر مقرب من القصر الملكي السعودي.
ولإرضاء نتنياهو لكي يستطيع أن يقنع الائتلاف الحكومي عنده وخاصة بن غفير وسيموريتش بهكذا اتفاق حسب المصادر الأمريكية لابد من إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية يتفق على طبيعتها من خلال الحوار بين الطرفين ،
من الواضح أن أمريكا وإسرائيل تريدان استثمار الحرب على غزة بتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية ، ويعتقد الأمريكي والإسرائيلي أنه بمجرد دخول السعودية إلى تلك الاتفاقيات فإن الباب سيكون مشرعاً أمام باقي الدول العربية للانضمام إلى تلك الاتفاقيات ،
مستقبل السلطة الفلسطينية .
يبدو واضحاً أن لا دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة وهذا متفق عليه أمريكياً واسرائيلياً وبصمت عربي وبموافقة آخرين ، وقد نكون أمام كيانين فلسطينيين في غزة والضفة وهذا يعني استمرار الانقسام بطريقة جديدة ، فلا أحد يعلم ما هي توجهات الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة وكيف ستكون علاقتها مع السلطة الفلسطينية في رام الله ، إن هذا التشكيل إذا ما تم سيقطع الطريق أمام الأطراف التي تنادي بدولة فلسطينية مستقلة على حدود ٦٧ تحت حجة أن الفلسطينيين لديهم سلطتان وأن العالم بحاجة إلى سلطة واحدة للتحدث معها.
منظمة التحرير الفلسطينية الخيار ..
لقطع الطريق على كل المخططات الصهيو أمريكية لابد من العودة إلى منظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي لا زالت تحظى بشرعية دولية وعربية ، وإعادة بناءها وتفعيلها وضم كل القوى الفلسطينية إليها واعتبار السلطة الفلسطينية أحد أذرع منظمة التحرير الفلسطينية تدير حياة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الفلسطينية ،
المخطط كبير وتعتقد إسرائيل وأمريكا أنهما أمام فرصة تاريخية لتغيير ملامح الشرق الأوسط تكون إسرائيل هي القوة المهيمنة عليه، وإفراغ القضية الفلسطينية من محتواها السياسي أرض وشعب وقضية إلى محتوى اقتصادي خدماتي يتعلق بحياة السكان المحليين ووضع إدارة ذاتية لتسيير أمورهم ،