الهدنة المعلّقة… وعدم وجود قرار حاسم

أمد/ في ظل الحراك الإقليمي والدولي المتواصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تزال فرص الوصول إلى هدنة قائمة نظريًا، إلا أن مسار التفاوض يكشف عن تعقيدات سياسية تعيق ولادة الاتفاق في صورته النهائية.
اللافت في المشهد أن حركة خماس، رغم تواصلها مع الوسطاء، لم تقدّم حتى اللحظة موقفًا نهائيًا وواضحًا من المبادرة الأخيرة. فهي لا ترفض علنًا، ولا تقبل رسميًا، بل تتعامل مع المقترحات بنوع من التردد، أو لنقل الحذر المفرط.
هذا التردد قد يُفهم في سياقات سياسية متعددة، لكن ما يثير القلق أن القرار داخل الحركة لا يبدو موحدًا، بل يُشتمّ من السياق أن هناك أطرافًا خارجية شريكة في صياغة الموقف، إن لم تكن صاحبة الكلمة الفصل فيه.
من زاوية التحليل، يمكن القول إن خماس تمر بلحظة ضعف بصري سياسي، حيث يصعب عليها رؤية اللحظة الاستثنائية التي تستدعي قرارًا جريئًا، يتجاوز الحسابات التكتيكية، ويضع مصلحة الشعب في المقدمة.
ما يجب ألا يُنسى هو أن غزة تحترق.
والزمن السياسي الذي يُهدر في تعديل البنود وتحسين شروط التفاوض،
يُقابله على الأرض زمن من الدم والدمار والألم.
ربما لم تُعلن الهدنة فاشلة، لكن تأجيلها المتكرر هو فشل بحد ذاته.
ولحظة الحسم لن تأتي من مراعاة التوازنات، بل من تقديم الإنسان على الحسابات.