لا تشعر بالألم ..!

أمد/ هي لا تتوجّعُ…
لأنّها وُلِدَتْ مَيْتَةً، بلا قلبٍ…
بلا نَبضٍ… بلا ذاكرة!
***
كومةٌ من الأسفارِ المتناقضة،
تطفَحُ بأساطيرَ وخرافاتٍ بالية،
تحملُ فوقَ ظهرِها لَعنةَ الزمن،
وتُؤَسّسُ لحربٍ دائمةٍ لا تهدأ،
حربٍ وُضِعَتْ لها أركانُها
منذ الوهمِ الأوّلِ…
والخطيئةِ الأولى….
***
هي لا مُستقبلَ ينتظرُها،
سوى التشتُّتِ…
والتيهِ…
الضياعِ…
والفناءِ المُحَتَّم…
مهما تمادَتْ في غيِّها،
مهما تجبَّرَتْ…
وتغطرَسَتْ…
فزمنُ اندثارِها آتٍ لا محالة،
ستنفجرُ من داخلِها،
لأنّها تحملُ بُذورَ فنائِها في صُلبِها،
منذ لحظةِ تخلُّقِها في رحمِ الاستكبار،
ومَخْبَرِ المكرِ، والرذيلةِ، والشرِّ…!
***
والمكرُ السَّيِّئُ
لا يَحيقُ إلّا بأهلِه،
وإن طالَ المدى،
وإن تبجَّحَ الوهمُ بقوَّةِ الحديدِ والنار…
***
هي لا تتوجّعُ،
لأنّها لا تعرفُ معنى النَّدم،
ولا تحتكمُ إلى ضميرٍ أو بصيرة،
فهي عصابةٌ منفلتةٌ من كُلِّ وازع،
بلا روحٍ…
بلا عقلٍ…
بلا قلبٍ…
قد وُلِدَتْ حقيقةً ميتة،
تَمشي بقَدمِ الخديعة،
وتتغذّى على دِماءِ الأبرياءِ….
***
هي لا تتوجّعُ،
حين تَهُبُّ عليها ريحُ الحقيقة،
ساعةُ التَّحلُّلِ…
والتَّفكُّكِ…
والانفلاشِ المُفجع…
***
هي لا تَشعرُ بالألَمِ الذي بثَّتْهُ في الأجساد،
ولا تُدرِكُ لَذعَ الجراحِ التي خلَّفَها قيامُها،
ولا صَدى البُكاءِ في دُروبِ المَنفى…!
***
هي لا تتوقَّعُ نهايةً،
لأنّها لا ترى إلّا ظلَّها،
ولا تسمعُ إلّا صداها…
***
لكنَّ النهايةَ تقترب،
تُزاحِمُها في المرآة،
وتكسرُ وَهْمَ خلودِها….
***
هي لا تتوجّع…
لأنّها لم تُخلَقْ من طِينِ الحياة،
بل من رَمادِ الحقد،
وسُخامِ المدافع،
وغُبارِ البارود…
***
هي لا تتوجّع،
لأنّها…
ميتةٌ منذُ وِلادَتِها،
بِلا عقلٍ،
بِلا قلبٍ،
بِلا إنسان…!