سمات رؤية ترامب “للسلام” الإقليمي: توسيع “اتفاقات أبراهام” وولاية عربية على غزة مع سيطرة “إسرائيلية” على الضفة الغربية.

أمد/ الرؤية التي يدفع إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما يسميه “السلام الإقليمي” تهدف إلى تسريع اتفاقيات التطبيع بين الدول العربية “وإسرائيل”، وتتضمن الخطة بنوداً رئيسية تتعلق بمستقبل قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى توسيع نطاق “اتفاقيات أبراهام” كهدية للكيان الصهيوني إنقاذا له من الخسارة الاستراتيجية التي تكبدها في حربه مع إيران وفشله في تحقيق الأهداف التي أطلقها منذ بداية ٧ أكتوبر عام ٢٠٢٣، وهذه الرؤية قدمها ترامب من أجل البدء بترتيبات “مشروع الشرق أوسط الجديد” ومنها الوضع في قطاع غزة..
ملامح الرؤية “للسلام” الإقليمي المزعوم ، والتي تتمحور حول لعدة محاور أساسية:
١- وصاية وحكم عربي لقطاع غزة: وتتولى دول عربية إدارة القطاع بدلاً من حركة حماس.
٢- سيادة “إسرائيلية” على الضفة الغربية، وتأكيد السيطرة الإسرائيلية على الأراضي في الضفة.
٣- الإعلان عن “دولة فلسطينية”: كخطوة رمزية وشكلية لخداع وإرضاء الواهمين من الدول العربية والسلطة الفلسطينية، كما حصل في إعلان الإستقلال الذي تبناه المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام ١٩٨٨.
٤- توسيع “اتفاقيات أبراهام” بضم المزيد من الدول العربية والإسلامية إلى دائرة التطبيع مع “إسرائيل”.
تفاصيل بنود خطة ترامب والتي تشمل:
– وقف إطلاق النار وصفقة للأسرى وبعد مرور الهدنة التي تستمر ٦٠ يوماً، ويجري العمل من خلال المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة وتحديد خطوات اليوم التالي.
– وتتضمن شروط إنهاء الحرب دخول أربع دول عربية، من بينها مصر والإمارات، لتتولى إدارة قطاع غزة بديلاً عن حركة حماس.
– الإفراج عن كافة الأسرى الإسرائيليين من خلال صفقة للتبادل كشرط أساسي لتنفيذ الخطة .
– استقبال عدد من دول العالم أعداداً من سكان غزة الراغبين في الهجرة الطوعية منها.
– توسيع “اتفاقيات أبراهام” لتشمل دولاً إضافية من دول المنطقة ومنها سوريا والسعودية، ودول عربية وإسلامية أخرى، وتعترف “بإسرائيل” وتقيم معها علاقات رسمية.
وكان ترمب وروبيو أجريا إتصالات مع نتنياهو وديرمر بعد الهجوم الأمريكي على إيران، ناقشوا خلاله رؤية لليوم التالي في غزة “وللسلام” في الشرق الأوسط.
إن هذه الخطة التي يجري مناقشتها بالتفاصيل في غرف مغلقة في الوقت الذي يشهد فيه الشرق الأوسط حروبا منذ أكثر من 20 شهراً وآخرها التصعيد الغير مسبوق في الحرب بين “إسرائيل” وإيران التي استمرت 12 يوماً وشكلت محطة كبيرة في الصراع الجاري في المنطقة، وكان لها انعكاسات وآثاراً وخسائر كبيرة عند الطرفين, والتي قد تتجدد لان “اسرائيل” وأمريكا لم يستطيعا تحقيق أهدافهما حيث أصيبت بخسارة استيراتيجية لم تشهدها من قبل وعلى أصعدة مختلفة، أصابت الكيان في عمق مشروعه الصهيوني الإستعماري، الأمر الذي اضطر ترامب للمشاركة في هذه الحرب بضرب المنشآت النووية الإيرانية وعمل بعدها مع دولة قطر لوقف إطلاق النار، بعد الرد الإيراني بضرب قاعدة العيديد في قطر ، وترافق ذلك مع استمرار العمليات العسكرية في غزة، والخسائر التي تقع في صفوف قوات الإحتلال من قبل رجال المقاومة، وفشل اسرائيل في تحقيق أهدافها من وراء هذه الحرب الطويلة على قطاع غزة، الأمر الذي قد يجعل هذه الخطة للرئيس الأمريكي محور إهتمام وتجاذبات واسعة في المنطقة والعالم كما حصل في “صفقة القرن” في ولاية ترامب الأولى، والهدف منها هذه المرة محاولة تنفيذ الأهداف التي عجزت “إسرائيل” وأمريكا عن تحقيقها في الحرب العسكرية من خلال هذه المناورات السياسية والمبادرات الأمريكية الخادعة .
هل يستطيع ترامب تمرير هذه الخطة..؟
أم سيكون مصيرها مثل خطته “لصفقة القرن” ..وهل ستتجدد الحرب في المنطقة لتغيير ميزان القوى كما يعتقدوا لفرض الخطة..؟
سؤال ستجيب عليه الأيام والأسابيع القادمة ..