توقفوا عن الإبادة الجماعية!

توقفوا عن الإبادة الجماعية!

أمد/ مضى على الإبادة الجماعية الأميركية الإسرائيلية على الشعب العربي الفلسطيني عموما وفي قطاع غزة 21 شهرا، يوما تلو الاخر تتناثر أجساد الأطفال والنساء والشيوخ والابرياء العزل في ارجاء القطاع على مساحة 365 كيلو متر مربع، في الشوارع والازقة والميادين ومخيمات النزوح وبقايا المدن والمخيمات وعلى بوابات ما يسمى مراكز التوزيع للمساعدات الأمنية العسكرية الأميركية المتفردة منذ نهاية شهر أيار / مايو الماضي في توزيع المساعدات الملغومة والمسمومة والمغمسة بالدم، والتي وجدت لتكون مصائد وحلابات للمزيد من الإبادة وفرض التهجير القسري على أبناء الشعب في تكامل عميق مع آلة القتل الإسرائيلية، بالتلازم مع حروب التجويع والامراض والاوبئة والتلوث البيئي، حتى فاق عدد الضحايا بين شهيد وجريح ومفقود ومعتقل ربع مليون انسان فلسطيني، أي نحو 12% من تعداد سكان محافظات الجنوب.
انها الكارثة النكبة والفاجعة الأكبر في تاريخ الشعب العربي الفلسطيني، التي تجاوزت بفظائعها واهوالها ومصائبها نكبة العام 1948، وفاقت في بشاعتها وهمجيتها ووحشيتها الحروب السابقة في العصر الحديث، والعالم المتمدن والمنظمات الأممية والاشقاء والأصدقاء يقفون عاجزين أمام بلطجة وتغول الولايات المتحدة على القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، ولم ترقَ القرارات الدولية المتعاقبة الى مستوى المسؤولية لوقف الإبادة الجماعية الأفظع على الفلسطينيين، وتركتهم لقمة سائغة لآلة الموت والقتل المنفلتة من كل عقال، مع ان صور المجازر المتلاحقة تنهش لحم وعظام الاجنة والأطفال والنساء، وصرخات الجوعى والعطشى والمرضى والجرحى تهز اركان المعمورة، وتفطر القلوب الإنسانية، وتقض مضاجع أصحاب الضمائر الحية من بني الانساء على كوكب الأرض من أقصاه الى أقصاه.
كفى وألف كفى ومليون كفى للقتل والابادة والتجويع، وآن الأوان لوقف النازيين الصهاينة الإسرائيليين وسادتهم في البيت الأبيض، لم يعد مقبولا أو منطقيا مواصلة دوامة الإبادة، حان الوقت لإشعال نار انتفاضة عالمية رسمية وشعبية في آن لوقف المذابح والقتل على الهوية والتطهير العرقي من قبل دولة إسرائيل اللقيطة، التي تهدد الإقليم والعالم بكوارث أكثر بشاعة ووحشية في المستقبل المنظور. وأزف الوقت لقرع أجراس الكنائس واذان المساجد والمعابد البوذية والهندوسية وكل اتباع الديانات والمعتقدات السماوية والوضعية لتصرخ بصوت واحد: أوقفوا الإبادة على الشعب الفلسطيني، أعيدوا الاعتبار لهويته الوطنية وامنحوه الاستقلال والسيادة على بعض ارضه الوطنية من فلسطين التاريخية ووفقا لقرارات الشرعية الدولية ليعم السلام في ربوع الإقليم والعالم.
هبوا أيها المؤمنون بحقوق الانسان والعدالة الإنسانية من كل الساحات والحدود والدول قبل فوات الأوان، وفناء الشعب المنكوب بالدولة الإسرائيلية التي أقامها الغرب الامبريالي كقاعدة كمتقدمة له في الوطن العربي لنهب خيراته وثرواته وكفاءاته وموارده لحسابات الربح الاحتكاري الاميريالي، وطالبوا صناع القرار في البيت الأبيض ان يتوقفوا عن جرائمهم في دعم مرتزقة الخزر الصهاينة اداتهم في قتل ونفي الشعب الفلسطيني من أرض وطنه الام فلسطين.
بلغ السيل الزبى، وفاض القتل والتجويع وأنين الجرحى وتدمير معالم الحياة الادمية بمكوناتها كافة في القطاع الصغير حتى لم يبق مكانا آمنا للاحتماء به، فأسلحة الدمار الشامل والأكثر جبروتا وفتكا ببني الانسان تنهش الانسان صغيرا ام كبيرا وما بينهما، واشتد الخضب، وانهارت قوى الجوعى والعطشى والمرضى، ولم تعد تسمن ولا تغني من جوع نداءات الإغاثة وادانات الحرب واستنكارها وشجبها، وعقد المؤتمرات والبيانات الجاهزة وتوجيه الاتهامات للدولة النازية وسادتها يريد الشعب الفلسطيني خطوة عملية واحدة، افرضوا العقوبات السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية على دولة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلية، والجموا غطرستها وجموحها وانفلاتها المجنون بقطع العلاقات معها، وعزلها ونبذها من الاسرة الدولية ليعم السلام والامن المنطقة والعالم.
كفى وتريليون كفى، أوقفوا الحرب والابادة الجماعية على الفلسطينيين العزل والابرياء المؤمنين بخيار السلام والعدالة الإنسانية، ولا تكتفوا بالحلول الترقيعية والهشة واتفاقات الهدن الوهمية والبائسة، لأن أس البلاء يكمن في اللهاث وراء جزئيات متآكلة أكل وشرب عليها الدهر، فإن لم تذهبوا الى الحل السياسي الجذري والشامل ستبقى الإبادة الجماعية عنوان المرحلة القادمة. كفى لسطوة قانون الغاب والوحشية الإسرائيلية الأميركية على العالم، أعيدوا للعالم دوره الإنساني لصون حياة البشرية، التي الفلسطينيون جزءً منها، ومن صلبها وعنوانا من عناوين حضارتها وقيمها الأخلاقية والقيمية والإنسانية.