إراقة دماء وتجويع وحصار… 100 شهيد في غزة بينما تدرس حماس اقتراحات الوسطاء والجيش الإسرائيلي يُعلن عن مقتل جندي وإصابة آخرين.

إراقة دماء وتجويع وحصار… 100 شهيد في غزة بينما تدرس حماس اقتراحات الوسطاء والجيش الإسرائيلي يُعلن عن مقتل جندي وإصابة آخرين.

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ636 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، مع تصعيد آلة الحرب الإسرائيلية غاراتها الجوية في مختلف أنحاء القطاع، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي.

في اليوم الـ108 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد أكثر من 100 شخص بنيران وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، الأربعاء، بينهم مدير المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، د. مروان السلطان، الذي استشهد وآخرين، وقعت العديد من الإصابات بقصف إسرائيلي شمال غربي مدينة غزة، فيما أعلنت حركة حماس أنها تبحث مقترحات تلقّتها من قِبل الوسطاء، مشيرة إلى أنها تتعامل معها بـ”مسؤولية عالية”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل جندي، وإصابة 3 آخرين بجراح خطيرة في معارك بقطاع غزة، في حين أكّدت التقارير الإسرائيلية أن الجندي، قُتل باستهداف دبابة، بقذيفة مضادة للمدرعات، شمالي قطاع غزة.

وقالت حركة حماس في بيان، إن “الإخوة الوسطاء، يبذلون جهودا مكثفة من أجل جسر الهوّة بين الأطراف، والوصول إلى اتفاق إطار وبدء جولة مفاوضات جادة”، مضيفة: “إننا نتعامل بمسؤولية عالية، ونجري مشاورات وطنية، لمناقشة ما وصلنا من مقترحات الإخوة الوسطاء، من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان، وتحقيق الانسحاب، وإغاثة شعبنا بشكل عاجل في قطاع غزة”.

وتواصل آلة القتل الإسرائيلية ارتكاب المجازر في قطاع غزة بشكل يومي، مخلفة مئات الشهداء والجرحى، ودمارا هائلا يطال مختلف أنحاء القطاعن وذلك في ظل كارثة معيشية غير مسبوقة، مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات واتباع سياسة التجويع ضد أكثر من مليوني فلسطيني.

ارتفاع حصيلة الضحايا

ارتفعت حصيلة العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 57.012 شهيدا، و134.592 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأوضحت مصادر طبية، يوم الأربعاء، أن من بين الحصيلة 6,454 شهيدا، و22,551 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.

ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 142 شهيدا (بينهم 3 شهداء انتُشلت جثامينهم) و487 إصابة.

وقالت المصادر الطبية، إن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تجد صعوبة في الوصول إلى الضحايا حيث ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام وفي الطرقات.

وأشارت إلى أن حصيلة شهداء “المساعدات” الذين وصلوا للمستشفيات خلال 24 ساعة الماضية بلغت 39 شهيدا، وأكثر من 210 إصابات، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 640 شهيدا وأكثر من 4,488 إصابة.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 استشهد ستة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الأربعاء، في قصف الاحتلال ساحة مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت بسطة فلافل بجوار المبنى الإداري لمستشفى العودة في مخيم النصيرات ما أدى لاستشهاد ستة مواطنين هم: حسن عادل جودة، وإسحاق موسى مطر، وعلاء يوسف أبو صفية، وأحمد ماهر عبد الرحمن تيم، وريم نوفل (الهور).

 استشهد تسعة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال وأصيب آخرون، مساء يوم الأربعاء، في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين بالمخيم الجديد في النصيرات وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت تجمعا للمواطنين أمام مدرسة بناء الإعدادية بالمخيم الجديد في النصيرات، ما أدى لاستشهاد تسعة مواطنين هم: عطية إسماعيل كباجة، ووليد مصطفى سالم، ومحمود مطر (شبارة)، وجميل عفانة، ومحمد عاكف الصانع، ويوسف محمد نبهان، والطفل محمود سامح الزوارغة، والطفل يوسف أحمد العجمي، والطفلة ريم مصطفى سالم.

 استشهد 3 مواطنين، وأصيب آخرون، بقصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدف خيمة تؤوي نازحين قرب مدرسة الدحيان في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة.

كما أصيب العشرات بجروح، غالبيتهم ما بين خطيرة وحرجة، إثر استهداف الاحتلال مركزا لإيواء للنازحين، غرب مدينة غزة، نقلوا جميعا إلى المستشفى العربي الأهلي “المعمداني”.

وفي خان يونس، أكدت مصادر محلية، استشهاد المواطن أحمد حيدر عبد الله المجايدة في قصف إسرائيلي على شارع المجايدة في وسط المدينة.

وأعلنت مصادر طبية، عن استشهاد 11 مواطنا من منتظري المساعدات، بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع منذ الصباح.

 استشهد 7 مواطنين، بينهم 5 من عائلة واحدة، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منازل ومدرسة في مدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 5 مواطنين وهم مدير المستشفى الإندونيسي الطبيب مروان السلطان وزوجته وعدد من أبنائه، إثر استهداف طيران الاحتلال شقة سكنية غرب مدينة غزة، نقلوا جميعا إلى مجمع الشفاء الطبي.

كما استشهد مواطنان، وأصيب آخرون بجروح، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الزيتون جنوب مدينة غزة.

استشهد وأصيب عشرات المواطنين في قصف الاحتلال الإسرائيلي المكثف على عدة مناطق في قطاع غزة منذ ساعة مبكرة من فجر يوم الأربعاء.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد 6 مواطنين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس، كما أصيب 10 مواطنين بينهم أطفال إثر قصف خياما تؤوي نازحين في منطقة ذاتها،  والتي تعد من المناطق التي تلجأ إليها العائلات النازحة باعتبارها “مناطق آمنة”، إلا أنها تعرضت مراراً للقصف خلال الأسابيع الماضية.

وأضاف، أن أربعة مواطنين آخرين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال استهدف منزلا يعود لعائلة زينو في شارع يافا وسط مدينة غزة.

وأوضحت مصادر محلية، أن الشهداء الأربعة هم الأب أحمد عياد زينو وزوجته آيات زينو وطفلتهما زهرة زينو وطفلهما عبيدة زينو، كما أدى القصف إلى تدمير المنزل بشكل شبه كامل، فيما تواصل طواقم الإسعاف والدفاع المدني عمليات البحث تحت الركام، وسط مخاوف من وجود مزيد من الضحايا.

كما استشهد 4 مواطنين بينهم طفلان إثر غارة للاحتلال على منزل بحي التفاح شرق مدينة غزة.

وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، استشهد 5 مواطنين بينهم طفلان في استهداف مجموعة مواطنين بشارع البركة جنوبا، و10 آخرين إثر استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في محيط مستشفى شهداء الأقصى، كما أصيب عدد من المواطنين بنيران طائرة مسيّرة للاحتلال في حي الكرامة شمال غربي مدينة غزة.

وأشارت مصادر طبية، إلى أن 32 مواطنا استشهدوا في غارات الاحتلال على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم، بينهم 24 في خان يونس.

وشهد قطاع غزة يوم الثلاثاء، سلسلة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال بحق العائلات، إذ استشهد نحو 100 مواطن بنيران وغارات الاحتلال.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023 إلى 56,647 والإصابات إلى 134,105.

جيش الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق شرق مدينة غزة

أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، بإخلاء خمس مربعات سكنية في حيي التفاح والدرج والبلدة القديمة شرق مدينة غزة فورا، متوعدا بتوسيع عمليته العسكرية لتصل مركز المدينة.

يأتي ذلك في ظل مواصلة الجيش الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية منذ نحو 22 شهرا ومخططات التهجير القسري.

وطالب جيش الاحتلال في بيان عبر صفحة المتحدث باسمه: “إلى كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة في حيي التفاح والدرج والبلدة القديمة في بلوكات 602، 699. 715. 716. 717 (…) أخلوا فورا جنوبا إلى منطقة المواصي”.

وأرفق البيان بخريطة تظهر المناطق المُنذرة بالإخلاء باللون الأحمر.

وحذر المواطنين من العودة إلى هذه المناطق بذريعة أنها “مناطق قتال خطيرة”، متوعدا بتوسيع عمليته العسكرية لتصل إلى “مركز المدينة بما يشمل كافة أحيائها”.

يشار إلى أن جيش الاحتلال كثف خلال الفترة الماضية عمليات نسف وتدمير المنازل والمباني والمنشآت المدنية في مناطق شرق مدينة غزة ومحافظة الشمال.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة نحو 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

الأمم المتحدة: قطاع غزة يشهد نقصا في فرص العيش ومحدودية في أماكن الإيواء

جددت الأمم المتحدة تحذيرها من تدنّي الأوضاع الإغاثية اللازمة لبقاء الفلسطينيين على قيد الحياة، مؤكدة أن قطاع غزة “يشهد نقصا في فرص العيش ومحدودية في أماكن الإيواء” جراء الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك في بيان نشرته المنظمة الأممية على موقعها الإلكتروني، يوم الأربعاء، رصدت خلاله عددا من الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة منذ الأحد.

وقالت إن العديد من العائلات التي فرت من المدارس التي تعرضت لقصف الاحتلال في الفترة الأخيرة “عادت الآن إلى شمال قطاع غزة، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى نقص فرص العيش البديلة ومحدودية أماكن الإيواء في أماكن أخرى”.

وأشار البيان إلى تعرض 5 مبانٍ مدرسية تؤوي عائلات نازحة شمال قطاع غزة للقصف خلال الـ 48 ساعة الماضية، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

وبشكل متكرر يصدر جيش الاحتلال إنذارات بالإخلاء الفوري في مختلف أنحاء قطاع غزة، يجبر من خلالها المواطنين على ترك منازلهم تمهيدا لقصفها، وعادة ما يتبع إنذارات الإخلاء بلحظات قصف إسرائيلي يستهدف تلك المناطق، وفي معظم الأحيان يبدأ القصف قبل خروج الناس منها.

وخلال الأشهر الماضية، وجّه الاحتلال عشرات الإنذارات المشابهة، بحيث لم يبق سوى أقل من 18 بالمئة من مساحة قطاع غزة لبقاء المواطنين فيها، وفق تقارير الأمم المتحدة.

وفي السياق، نقل البيان عن متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قوله إن العمليات الإسرائيلية “تكثفت في غزة منذ إصدار أمر النزوح الأخير الأحد الماضي، حيث نزح ما لا يقل عن 1500 عائلة من شمال القطاع، وكذلك من الجزء الشرقي من محافظة غزة”.

وحذر دوجاريك من “تضاءل المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، الذي يُحرم سكان غزة بشكل متزايد من وسائل البقاء على قيد الحياة”.

وشدد على أن الوضع الحالي في القطاع “يمثل إنذارا يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين فتح جميع المعابر وتسهيل جميع العمليات الإنسانية، بما في ذلك تدفقات فعالة من الإمدادات الضرورية المنقذة للحياة”.

يأتي ذلك بينما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” الثلاثاء، من أن المزيد من المرافق المنقذة للحياة في غزة “قد تغلق قريبا جدا”.

بدوره، نبه برنامج الأغذية العالمي خلال اليوم ذاته من أن “فرصة التصدي للجوع في غزة تتلاشى بسرعة”.

مفاوضات وقف إطلاق النار

تسلمت حركة “حماس” يوم الأربعاء، عبر الوسطاء في مصر وقطر، المقترح النهائي بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وأعلنت أنها بدأت إجراء مشاورات “بمسؤولية عالية” بهدف الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب، فيما قالت مصادر إن الحركة راضية عن الضمانات التي تضمنها المقترح.

وقالت “حماس”، في بيان، إنها “ستجري مشاورات وطنية من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة الفلسطينيين بشكل عاجل في قطاع غزة” مشيرة إلى أن الوسطاء يبذلون جهوداً مكثفة بهدف “تقريب وجهات النظر بين الأطراف والوصول إلى اتفاق إطار وبدء جولة مفاوضات جادة”.

وقال مصدر مطلع على سير المفاوضات، لـ “الشرق”، إن المقترح الجديد يستند إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي عرضه على الجانبين في بداية يونيو، ووافقت عليه إسرائيل، لكن “حماس” وضعت شروطاً لموافقتها على المقترح.

وأفادت مصادر مطلعة مقربة من الحركة، بأن “حماس” ستقدم ردها إلى الوسطاء قبل مساء الجمعة، موضحة أن الحركة “راضية” عن صيغة الضمانات التي كانت تريدها، إذ تضمن المقترح تطمينات بوجود “ضمان الوسطاء عدم عودة الطرفين إلى القتال طالما استمرت المفاوضات”، وضمانات بدء مفاوضات خلال هدنة تستمر 60 يوماً، تهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل التدريجي من القطاع. ووفق الضمانات يتولى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعلان الاتفاق حال موافقة الطرفين، كما سيكون ترمب “راعياً وضامناً لتنفيذ الاتفاق”.

لكن مصدر آخر قريب من “حماس”، أوضح أنه لا توجد تغييرات جوهرية في المقترح الجديد، وإنما تغييرات طفيفة عن تلك التي تضمنها مقترح ويتكوف الأخير، الشهر الماضي.

وكان ترمب، أعلن مساء الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، بعد أن عقد فريقه “اجتماعاً طويلاً ومثمراً” مع الإسرائيليين بشأن غزة، موضحاً أنه خلال فترة الهدنة “سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب”.

وبعد أن أشاد بجهود مصر وقطر على دورهما في تحقيق السلام، قال إن الوسيطين “سيتولّيان تسليم الاقتراح النهائي”، معرباً عن آمله في أن تقبل “حماس” المقترح.

المساعدات.. عقبة أمام اتفاق وقف حرب غزة

وقال مصدر مطلع، إن المقترح الجديد يتضمن هدنة مدتها 60 يوماً، وتفرج بمقتضاه حركة “حماس” عن نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة الأحياء، (عدد المحتجزين الأحياء المحتمل هو 20 إسرائيلياً، وأكثر بقليل من 30 جثماناً)، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.

وفور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، يبدأ تكثيف دخول المساعدات إلى غزة، لكن المقترح لا يذكر عدد شاحنات المساعدات أو نوعها.

وكان اتفاق الهدنة الذي استمر شهرين وانهار في مارس الماضي، ينص على إدخال ما بين 400 و600 شاحنة يومياً تحمل مواد غذائية ودوائية وإغاثية ولوجستية ووقود، ومواد بناء للترميم، ومعدات ثقيلة لإزالة الركام، وانتشال الجثامين من تحت الأنقاض، إضافة إلى بيوت متنقلة و200 إلف خيمة مجهزة.

وأشارت المصادر إلى وجود العديد من العقبات في المقترح، من أبرزها “آلية المساعدات” إذ ينص المقترح على تكثيف المساعدات وفق الآلية المعمول بها، وهي آلية تعتبرها “حماس” سيئة تؤدي إلى حرمان فئات كثيرة من الفلسطينيين من الحصول على الغذاء.

وتقضي آلية المساعدات الحالية بإدخال شاحنات تحمل كميات محدودة من الطرود الغذائية إلى مؤسسة “غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة، وكميات شحيحة من المساعدات الغذائية التي توزعها منظمات أممية، ومنظمات دولية إنسانية أخرى.

وتخضع الآلية الحالية لسيطرة إسرائيل، وتسببت في سقوط مئات الضحايا الفلسطينيين خلال شهر.

وقالت المصادر إن “حماس” سوف تبذل جهوداً مع الوسطاء وأطراف أخرى، لضمان دخول المساعدات بكميات كافية وبآلية تضمن وصولها عبر المنظمات الأممية والدولية.

“الانسحابات التدريجية”

وأشارت المصادر إلى عقبة أخرى وصفتها بأنها كبيرة وهي “الانسحابات التدريجية” التي تضمها المقترح دون تفاصيل، ومن المنتظر إجراء مفاوضات فور موافقة الطرفين على المقترح، لمناقشة آليات ومواعيد الانسحابات وفق خرائط يتم الاتفاق عليها، وفتح المعابر لسفر المرضى والمصابين.

وتوقعت المصادر تجاوز العقبات الخاصة بآلية وكميات المساعدات، والانسحابات الإسرائيلية، لكن عضواً في “حماس” قال لـ “الشرق”، إن الحركة “لن تخضع للابتزاز أو إجبارها على قبول أي نقاط تبقي العدوان وسلاح الجوع مسلطاً على رقاب الفلسطينيين” محذراً مما سماه “مماطلة الاحتلال وتعطيل الاتفاق”.

وأضاف أن “حماس” أبدت مرونة كبيرة في كافة القضايا خلال المفاوضات، وأنها مستعدة لمناقشة أي قضايا بإيجابية ومرونة، بشرط تحقيق مصالح الفلسطينيين، ووقف حرب الإبادة، والتزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من القطاع، وفتح المعابر أمام الأفراد والبضائع، ووجود آلية لإعمار القطاع.
اتصالات مستمرة لوقف الحرب في غزة

ويواصل الوسطاء الاتصالات على مدار الساعة للوصول إلى اتفاق يوقف إطلاق النار في غزة.

المصادر قالت إن “حماس” تبدأ، الأربعاء، مشاورات مع قادة الفصائل بما في ذلك مع حركة “فتح”، دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل. 

ويتوجه رئيس وفد “حماس” في المفاوضات، خليل الحية، وأعضاء وفد إلى القاهرة، في حال وافقت الحركة على المقترح، لمناقشة آليات التنفيذ، ثم تبدأ فوراً مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بين وفدين من “حماس” وإسرائيل، بوساطة ومشاركة مسؤولين من قطر ومصر والولايات المتحدة.

وتتطرق المفاوضات غير المباشرة إلى آليات تسليم “حماس” إدارة قطاع غزة إلى لجنة “الإسناد المجتمعي” التي جرى اتفاق بشأنها بين “فتح” و”حماس” وغيرهما من الفصائل في القاهرة، في مارس الماضي، برعاية مصرية.

حماس تطلب ضمانات أمريكية لوقف دائم لإطلاق النار في غزة قبل لقاء إسطنبول

 نقلت حركة حماس رسالة إلى الإدارة الأمريكية تطالب فيها بضمانات بعدم عودة إسرائيل للقتال بعد انتهاء فترة الـ 60 يوماً المقترحة للهدنة. وتطالب الحركة بضمانات أمريكية بأن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات، حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بشكل كامل. ويبدو أن الإدارة الأمريكية مستعدة لتقديم هذه الضمانات، وفقاً لمصدر مطلع على التفاصيل.

قيادة حماس تجتمع في إسطنبول لمناقشة المقترح

من المقرر أن تجتمع قيادة حماس غداً في إسطنبول لمناقشة المقترح الجديد. ويأمل المصدر المطلع أن يخرج الاجتماع بقرار يقضي بمواصلة مناقشة تفاصيل المقترح في قطر، عبر لقاءات غير مباشرة. ومن المتوقع أن تتم هذه اللقاءات في نهاية الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل.

إمكانية إعلان ترامب عن اتفاق خلال زيارة نتنياهو

هذا التطور قد يُمكّن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الإعلان عن الاتفاق خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن.

عملياً، تم التوافق على أكثر القضايا أهمية، وهي البند المتعلق بـالمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تواجد قوات الجيش الإسرائيلي خلال فترة الـ 60 يوماً.

هذه التطورات تُشير إلى تحرك محتمل نحو التوصل لاتفاق ينهي القتال في غزة، لكن بضمانات قد تُغير من ديناميكيات الصراع في المستقبل.