إصدار نداء إنساني عربي عاجل لوقف “الإبادة والتجويع” في قطاع غزة

إصدار نداء إنساني عربي عاجل لوقف “الإبادة والتجويع” في قطاع غزة

أمد/ القاهرة: في نداء إنساني طارئ مشترك، أطلقت الأمانة العامة لكل من جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي (الآلية الثلاثية لدعم القضية الفلسطينية)، دعوة عاجلة لوقف ما وصفوه بـ”جرائم الإبادة والتجويع والحصار والتهجير والتدمير” في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني.

جاء هذا النداء عقب اجتماع تشاوري مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة اليوم، بهدف بحث الوضع الإنساني “الكارثي” في القطاع.

إدانة استخدام التجويع كأداة حرب ومطالبة بفتح المعابر

أعربت المنظمات الثلاث عن قلقها العميق إزاء تفاقم المعاناة الإنسانية “الخطيرة وغير المسبوقة” في غزة، محملة “الاحتلال الإسرائيلي” مسؤولية ارتكاب “جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والحصار الشامل والتهجير القسري والتدمير الممنهج” منذ أكتوبر 2023، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة.

وأكدت المنظمات رفضها المطلق وإدانتها “بأشد العبارات” استخدام التجويع والحصار كأدوات حرب ضد المدنيين الفلسطينيين. وطالبت بـ”فتح كافة المعابر البرية والبحرية على نحو فوري ودائم”، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية “بشكل كاف ومستدام ودون عوائق”، بما في ذلك الغذاء والماء والوقود والأدوية ومراكز الإيواء، محذرة من تحول غزة إلى “منطقة غير قابلة للحياة” وانتشار المجاعة وسوء التغذية.

رفض آليات توزيع المساعدات واستهداف المدنيين

وشددت المنظمات على أن إغاثة الشعب الفلسطيني حق إنساني أساسي، ورفضت آلية توزيع المساعدات الإنسانية التي “تحولت إلى ساحات إعدام ميدانية”، حيث يتعرض المدنيون الجوعى والعاملون في المجال الإنساني “للاستهداف والقتل المباشر”. وأكدت أن هذه الآلية “تشكل تهديداً ممنهجاً للحياة وتعزز استخدام الغذاء والمساعدات الإنسانية كأسلحة حرب وأدوات لفرض السيطرة العسكرية والتغيير الديموغرافي”.

إدانة تدمير البنية التحتية ودعم “الأونروا”

أدانت المنظمات الثلاث “التدمير الممنهج والشامل للبنية التحتية المدنية والحياة في قطاع غزة”، بما يشمل المستشفيات والمدارس والجامعات، وطواقم توزيع المساعدات ومخازن الأونروا، ومراكز الإيواء، وشبكات المياه والصرف الصحي، ومحطات الكهرباء. كما أدانت الاستهداف المتعمد للمرضى والجرحى والطواقم الطبية والإنسانية والصحفيين.

وشددت على ضرورة تمكين وكالة الأونروا من ممارسة دورها الحيوي، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط الفعال والمستمر على إسرائيل للسماح للأونروا وشركائها بالعمل بحرية وأمان. ورفضت أي محاولة لتقويض دور الأونروا أو نقل مهامها، داعية إلى توفير الدعم السياسي والمالي والقانوني لها.

تحذير من ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس

كما أدانت المنظمات وحذرت بشدة من خطورة استمرار “سياسات الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية”، من خلال الاستيطان والاعتقال التعسفي والضم و”فرض السيادة الإسرائيلية المزعومة”، واقتحام المدن والقرى والمخيمات وتدمير المنازل وتهجير أهلها، ومحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للأماكن المقدسة، وخاصة المسجد الأقصى.

دعوة للعدالة والمساءلة وحماية المدنيين

ودعت المنظمات الثلاث إلى ضمان الامتثال الفوري وغير المشروط لأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، خاصة فيما يتعلق بمنع أعمال الإبادة الجماعية وتدفق المساعدات الإنسانية الأساسية. وطالبت بتنفيذ قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، بما فيها القرار 2735، الداعية لوقف إطلاق النار الإنساني الدائم.

وأكدت على حتمية تحقيق العدالة والمساءلة، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية والدبلوماسية لإنهاء “حالة الإفلات من العقاب”. وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في “جميع الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي المرتكبة في قطاع غزة، بما في ذلك جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية”.

وفي الختام، أكدت المنظمات رفضها القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، ودعم الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة.