أنا ابن مخيم جباليا

أمد/ المخيم الذي كتب التاريخ بدماء أبنائه، المخيم الذي ظل واقفًا رغم الدمار والحصار والجوع والخراب.
في جباليا، يولد الأطفال وفي أيديهم حجر، وعلى صدورهم غصّة، لكن في عيونهم حكاية وطن لا ينكسر. هنا تُروى حكايات البطولة على أعتاب البيوت المهدّمة، بين أزقة الحزن المجبولة بالصبر والإيمان.
جباليا…
مخيم الشهداء والجرحى، مخيم الأمهات الثكالى اللواتي زَرعن الصبر في دموعهن، وحملن نعوش أبنائهن بصدور من حديد. هنا تتكسّر أعتى آلات الحرب، وتنهار جبال الظلم أمام صمود الناس الذين يزرعون الحياة من تحت الركام.
في جباليا، لا مكان للهزيمة… كل حجر هنا شاهد على بطولة شهيد، وصرخة جريح، وصبر أم، وإصرار مقاتل لم يتخلَّ يومًا عن بندقيته وحلمه بالحرية.
سلامٌ على مخيم جباليا… على دماء أبنائه الأبرار، على جرحاه الأبطال، على أرواح الشهداء الطاهرة، على أطفاله الذين ما عرفوا طفولةً سوى تحت الدخان والغبار، لكنهم ما زالوا يغنّون لفلسطين… ويكبرون حلمًا وعزيمةً لا تنكسر.