مذابح وتجويع وحصار: أكثر من 85 شهيدًا يوم الإثنين، بينهم 30 نتيجة مذبحة على شاطئ غزة

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ634 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، مع تصعيد آلة الحرب الإسرائيلية غاراتها الجوية في مختلف أنحاء القطاع، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي.
في اليوم الـ106 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد أكثر من 85 شخصا، بالغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، الإثنين؛ بينهم 62 بمدينة غزة وشماليّ القطاع، مع تواصل القصف والغارات على أنحاء القطاع مسفرة عن ازدياد في حصيلة الشهداء والجرحى.
وجراء مجزرة ارتكبها الاحتلال واستهدفت مقهى على الساحل الغربي لمدينة غزة، استشهد 30 شخصا وأصيب العشرات، الإثنين،
وكثّف جيش الاحتلال، مساء الأحد، قصفه وغاراته على مناطق متفرّقة في غزة، وبخاصّة على شماليّ القطاع، حيث أصدر أوامر إخلاء واسعة، ما تسبب مجدّدا، بنزوح واسع للأهالي؛ كما استشهد وأُصيب العشرات.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 56,531 شهيدا، و133,642 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، يوم الاثنين، أن من بين الحصيلة 6,203 شهداء، و21,601 مصاب، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 28 شهيدًا (بينهم 3 شهداء انتُشلت جثامينهم) و223 إصابة.
وقالت المصادر الطبية، إن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تجد صعوبة في الوصول إلى الضحايا حيث ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام وفي الطرقات.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد ستة مواطنين، بينهم طفل وامرأة، مساء يوم الاثنين، في قصف شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على منزل مأهول مكون من طابقين في دير البلح، وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بوجود عدد من الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، جراء القصف الذي دمر المنزل بالكامل.
استُشهد أربعة مواطنين، مساء يوم الاثنين، إثر قصف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب برج شوا وحصري بشارع الوحدة في مدينة غزة.
أعلنت مصادر طبية، مساء اليوم الاثنين، استشهاد 33 مواطنا على الأقل، بينهم صحفي، وإصابة نحو 50 آخرين، في قصف طائرات الاحتلال الحربية استراحة على شاطئ بحر غزة.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن 33 مواطنا كحصيلة أولية استُشهدوا، وأصيب آخرون، بينهم حالات حرجة، في قصف طائرات الاحتلال استراحة “الباقة” على شاطئ البحر.
وأشارت إلى أن من بين الشهداء الصحفي اسماعيل أبو حطب، فيما أصيبت الصحفية بيان أبو سلطان بجروح، ولم يتضح بعد طبيعة اصابتها.
وباستشهاد أبو حطب، ترتفع حصيلة شهداء الأسرة الصحفية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع منذ 21 شهرا إلى (227) صحفيًا وصحفية.
استُشهد مواطنون وأصيب آخرون، ظهر يوم الاثنين، في قصف طائرات الاحتلال الحربية تجمعين للمواطنين بمدينة غزة ووسط القطاع.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد عدد من المواطنين، وإصابة آخرين، في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين قرب سوق البسطات بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن عددا من المواطنين أصيبوا بجورح مختلفة، في قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال تجمعا للمواطنين بمخيم 2 في النصيرات.
استُشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، يوم الاثنين، جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس، باستشهاد 13 مواطنا على الأقل وإصابة العشرات بجروح بينها خطيرة، بعد استهداف جيش الاحتلال منتظري المساعدات جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكان قد استُشهد عشرة مواطنين، صباح الإثنين، في قصف طائرات الاحتلال الحربية مستودعا لتوزيع المساعدات بحي الزيتون، جنوب مدينة غزة.
وحسب تقارير أممية، فقد استُشهد أكثر من 550 مواطنا، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في نقاط توزيع المساعدات الإسرائيلية الأميركية المرفوضة أمميا، والتي تحولت منذ تأسيسها أواخر الشهر الماضي إلى مصايد للقتل الجماعي، فضلا عن تعمد امتهان كرامة المواطنين، وإجبارهم على النزوح، وسط ظروف إنسانية كارثية.
أعلنت مصادر طبية، صباح يوم الاثنين، استشهاد عشرة مواطنين، في قصف طائرات الاحتلال الحربية مستودعا لتوزيع المساعدات بحي الزيتون، جنوب مدينة غزة.
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، يوم الإثنين، بعد قصف الاحتلال مناطق في جباليا وخان يونس شمال وجنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 3 مواطنين وإصابة عدد آخر، بعد قصف الاحتلال نقطة طبية بجوار مدرسة حلاوة في جباليا البلد شمال قطاع غزة.
واستشهد 3 مواطنين في قصف للاحتلال على منطقة الكتيبة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما استشهد مواطن، وأصيب آخرون، في قصف لطيران الاحتلال على خيمة تؤوي نازحين في منطقة العطار بمواصي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
جيش الاحتلال ينذر مجددا بإخلاء مناطق في مدينة غزة وجباليا
أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الثانية، بإخلاء مناطق في مدينة غزة وجباليا شمال القطاع، وسط مواصلته حرب الإبادة الجماعية منذ 21 شهرا، ومخططات التهجير القسري.
وطالب الاحتلال عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الأحد، وجدّد يوم الاثنين، على كل الموجودين في منطقة مدينة غزة، وجباليا، وفي أحياء الزيتون الشرقي، والبلدة القديمة، والتركمان، واجديدة، والتفاح، والدرج، والصبرة، وجباليا البلد، وجباليا النزلة، ومعسكر جباليا، والروضة، والنهضة، والزهور، والنور، والسلام، وتل الزعتر، الإخلاء فورا جنوبا إلى منطقة المواصي”.
وحذر جيش الاحتلال المواطنين من العودة إلى المناطق التي وصفها بأنها أماكن “قتال خطيرة”، أي المناطق التي أنذرهم بإخلائها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
مفاوضات وقف إطلاق النار
قالت “القناة 14” العبرية إن المستشار القانوني في الحكومة الإسرائيلية والنائب العام العسكري يعارضان بشدة “السيناريو الثالث” في غزة الذي عرضه الجيش الإسرائيلي على المستوى السياسي.
وذكرت القناة العبرية أنه وبعد أن أصدر متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية عدة إعلانات إخلاء، وصلت النيران وهاجم الجيش بقوة وسط وشمال قطاع غزة وأبلغ عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأضافت أن كل هذا يحدث على خلفية اجتماع مجلس الوزراء الخاص الذي عقد الليلة الماضية في القيادة الجنوبية والذي استمر الجزء الثاني منه مساء الاثنين.
ووفق المصدر ذاته، عرض رئيس الأركان اللواء إيال زامير في بداية الاجتماع الوضع قائلا: “نسيطر على حوالي 75% من أراضي قطاع غزة، ولا بد من اتخاذ قرار لمواصلة المسيرة”، مشيرا إلى أن الجيش طرح ثلاثة سيناريوهات.
السيناريو الأول: “احتلال كامل للقطاع بما في ذلك الثمن الباهظ الذي طُرح، وهو سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف الرهائن والمقاتلين والتكلفة الباهظة لفرض الأحكام العرفية”.
السيناريو الثاني: حظي بتأييد واسع من الجيش الإسرائيلي، وهو السعي إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن.
السيناريو الثالث: الذي يكشف عنه هنا لأول مرة، هو حصار قطاع غزة حتى الاستسلام، ويعارض المستشار القانوني للحكومة والنائب العام العسكري بشدة هذه الخطوة.
وأشارت القناة العبرية إلى أنه وفي مرحلة ما بلغ النقاش ذروته، حيث قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لرئيس الأركان: “مهمة الجيش الإسرائيلي هي التقدم بسرعة”.
ولم يكتف المقدم إيال زامير بذلك بل استشاط غضبا: “مع كل الاحترام، هذا ما نفعله بالضبط”، ردا على ذلك اضطر رئيس الوزراء إلى التدخل وتهدئة الأمور.
وأوضحت “القناة 14” أن مقترحين إضافيين طرحا خلال النقاش: أحدهما فتح عدة نقاط إضافية لتوزيع المساعدات الإنسانية.
وخلال النقاش، طرح سؤال حول سبب عدم تقديم الجيش للقيادة السياسية تفسيرا لسبب وصول المساعدات الإنسانية إلى حماس، علما أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع طالبا بالرد خلال 48 ساعة، لكن جيش الدفاع الإسرائيلي تجاهل هذا الطلب.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين أنه في إطار الجهود العملياتية لتأمين المناطق المجاورة لمجمعات التوزيع، تم تغيير الإجراءات وتحسين إجراءات الأمن والحماية.
ومن المقترحات الأخرى التي طرحت على طاولة مجلس الوزراء والتي كشفت عنها القناة العبرية لأول مرة، هو تشييد بنية تحتية مدنية في منطقة رفح، حيث سيتم نقل سكان غزة إليها بشكل منظم، بما في ذلك تحديد الأسماء والفصل بين المدنيين والمسلحين، ولكن هنا أيضا طُرح ثمن باهظ وهي التكاليف الهائلة وأشهر من البناء مما يعيق إمكانية إعادة المختطفين.
وأكدت “القناة 14” العبرية أن النقاش انتهى الليلة الماضية دون قرارات، مشيرة إلى أن المباحثات ستستأنف الاثنين.
فرض حصار على مقاتلي حماس واستعداد لوقف إطلاق النار: القرارات التي اتُخذت في الكابينت
قال مصدر شارك في جلسة الكابينت لصحيفة “إسرائيل اليوم”: يبدو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحاول في البداية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وخلافًا لعرض رئيس الأركان، ادّعى الوزراء أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق الأهداف التي حُددت له في الحرب.
يقول مشاركون في جلسة الكابينت لصحيفة “إسرائيل اليوم” مساء يوم الإثنين أنه من المتوقع اتخاذ قرارات بشأن خطوات عملياتية في غزة.
ومع ذلك، فإن انطباعهم هو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحاول أولًا التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
في السياق ذاته، سيجتمع الكابينت يوم الخميس لاتخاذ قرارات نهائية بشأن مواصلة العمليات في غزة، وفق ما علمت به “إسرائيل اليوم”.
من بين الخطط التي سيطلب المستوى السياسي من المستوى العسكري تنفيذها: إقامة مراكز توزيع إضافية لتوزيع المساعدات الإنسانية من خلال الشركة الأميركية. إقامة مصارف مياه لصالح منطقة إنسانية معزولة عن مقاتلي حماس. وفي هذه المرحلة– فرض حصار على مقاتلي حماس حتى استسلامهم.
بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من الخطة العسكرية المخططة، فإن مصادر مطلعة على الموضوع تقول إنه قد يحدث وقف لإطلاق النار من أجل صفقة جزئية في الطريق.
وهذا هو التوجه الذي لا يزال رئيس الحكومة يحاول الدفع نحوه دون التنازل عن هدف إسقاط حماس. “إذا ذهبنا نحو صفقة، فإن ذلك سيُبعد هدف إسقاط حماس لكنه لن يُلغيه، وسنتمكن من إعادة نصف الأسرى”.
خلافًا لعرض رئيس الأركان، الجنرال إيال زامير، الذي قدّم الأمور وكأن القتال وصل إلى ذروته– ادّعى الوزراء أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق الأهداف التي حُددت له في الحرب، ولذلك لا تزال هناك خطوات يجب اتخاذها.
عقد كابينت الحرب جلسة حاسمة بمشاركة وزراء الكابينت المصغر ورؤساء الأجهزة الأمنية، حيث أعلن مطلعون على النقاش أن “قرارات حاسمة متوقعة اليوم أو غدًا بشأن مواصلة المعركة في غزة”.
وقد عرض الجيش الإسرائيلي خيارين: احتلال كامل للقطاع وتأسيس حكم عسكري مع تعريض حياة الأسرى للخطر، أو فرض حصار– من غير المؤكد متى سيبدأ تأثيره– على حماس.
في صفوف وزراء الكابينت تسود تقديرات بأن نتنياهو يميل إلى صفقة أكثر من تصعيد القتال. وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش أطلقا رسائل شديدة اللهجة ضد الصفقة: “نحن نراوح مكاننا في غزة، لا توجد أوامر واضحة للمقاتلين بالحسم”، قال بن غفير، بينما حذر الوزير سموتريتش: “إذا استسلمنا الآن، فإن الرسالة ستكون واضحة- الطريق لتركيع إسرائيل هي باختطاف اليهود”.
بموازاة ذلك كله، ناقش وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، في البيت الأبيض تفاصيل وقف إطلاق النار.