تأثير الحصار الشديد على أطفال غزة: الأوضاع البيئية وسوء التغذية تضر بالصحة.

أمد/ يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة تفاقمت بسبب حصار الكيان الصهيوني الخانق، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والإمدادات الطبية. هذا الحصار، الذي بدأ بشكل مكثف منذ 7 أكتوبر 2023، تسبب في تفشي الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال، مما أدى إلى كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين. يستند هذا التقرير إلى بيانات وتقارير موثوقة من مصادر أممية وطبية لتوثيق الأثر المدمر لهذه الأزمة على أطفال غزة.
الأرقام والإحصائيات
1. وفيات الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية:
• حتى 28 يونيو 2025، سجلت مصادر طبية في غزة وفاة 66 طفلاً نتيجة الجوع وسوء التغذية بسبب الحصار وإغلاق المعابر ونقص الغذاء.
• في مايو 2025، أفادت منظمة الصحة العالمية بوفاة 55 طفلاً بسبب سوء التغذية، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 71,000 طفل دون سن الخامسة قد يعانون من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر القادمة إذا استمر الحصار.
• في 4 مايو 2025، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 57 طفلاً بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية الأساسية.
2. انتشار سوء التغذية الحاد:
• وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يدخل حوالي 112 طفلاً يوميًا إلى المستشفيات في غزة لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية عام 2025.
• في فبراير 2024، أشارت تقارير أممية إلى أن 90% من الأطفال دون سن الثانية في غزة يعانون من فقر غذائي حاد، بينما 5% من الأطفال دون سن الثانية في رفح يعانون من سوء التغذية الحاد.
• تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) في مايو 2025، توقع أن 470,000 شخص في غزة، بما في ذلك الأطفال، سيواجهون جوعًا كارثيًا (المرحلة الخامسة) بين مايو وسبتمبر 2025، بزيادة قدرها 250% عن التقديرات السابقة.
• أكثر من 70,000 طفل وصلوا إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، و290,000 طفل يقفون على حافة الهلاك بسبب نقص الغذاء الأساسي.
3. تأثير الحصار على الأمن الغذائي:
• يعاني 91% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي بسبب الحصار وتدمير 68% من الأراضي الزراعية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل صاروخي (سعر الرغيف ارتفع 15 مرة).
• منذ مارس 2025، توقف دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، مما أدى إلى نفاد مخزونات الغذاء والمكملات الغذائية، بما في ذلك حليب الأطفال.
• في شمال غزة، حيث الوضع الأكثر كارثية، يعاني طفل واحد من كل ستة أطفال دون سن الثانية من سوء التغذية الحاد، وهو معدل أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة بالجنوب.
4. الوضع الصحي والطبي:
• يعمل 17 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة بشكل جزئي، ولا توجد مستشفيات عاملة في شمال غزة أو رفح.
• نفدت مخزونات اليونيسف من المكملات الغذائية لعلاج سوء التغذية، مما يهدد حياة 3,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
• ارتفعت حالات الإسهال بنسبة 50% في أسبوع واحد بين الأطفال دون سن الثانية، مما يفاقم مخاطر الوفاة بسبب الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
5. الأوضاع الإنسانية للأطفال:
• حوالي 17,000 طفل في غزة أصبحوا بدون أقارب أو انفصلوا عن ذويهم منذ أكتوبر 2023، مما يزيد من تعرضهم للجوع وسوء التغذية.
• أكثر من 3,500 طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الموت التدريجي بسبب سوء التغذية المتقدم، مما يؤثر على نموهم البدني والمناعي.
• الأطفال يعانون من نقص التطعيمات والجرعات الدوائية، مما يزيد من مخاطر الأمراض المعدية مثل الإسهال والالتهاب الرئوي.
آثار الجوع وسوء التغذية على الأطفال
1. الصحة البدنية:
• يؤدي سوء التغذية إلى نقص السعرات الحرارية والبروتينات والفيتامينات والمعادن، مما يسبب ضعف المناعة، تأخر النمو، والتعب المزمن.
• الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أكثر عرضة للوفاة بسبب الأمراض المعدية مثل الإسهال والالتهاب الرئوي.
• في شمال غزة، يتناول الأطفال نوعًا واحدًا فقط من الطعام يوميًا، مع محدودية الوصول إلى الخضروات والبروتينات.
2. الصحة النفسية:
• يعاني الأطفال من صدمات نفسية نتيجة الحرب والجوع، مع حاجة ماسة إلى رعاية نفسية متقدمة.
• فقدان الأهل أو الانفصال عنهم (17,000 طفل) يزيد من الضغط النفسي ويؤثر على قدرتهم على التكيف مع الأزمة.
3. التأثيرات طويلة الأمد:
• يحذر الخبراء من أن سوء التغذية الحالي سيؤدي إلى كارثة صحية مستقبلية، مع زيادة الأمراض المزمنة وتأخر النمو البدني والعقلي لدى جيل كامل من أطفال غزة.
• النساء الحوامل والمرضعات يواجهن تهديدات صحية خطيرة، مما يؤثر على الأجنة ويزيد من معدلات الولادات المبكرة والوفيات الجنينية.
أسباب الأزمة
1. الحصار الصهيوني:
• فرض الكيان الصهيوني حصارًا كاملاً منذ أكتوبر 2023، مع إغلاق المعابر منذ مارس 2025، مما منع دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية.
• تدمير 68% من الأراضي الزراعية وارتفاع البطالة إلى 80% أديا إلى انهيار النظام الغذائي في غزة.
2. نقص الإمدادات الطبية والغذائية:
• نفاد مخزونات اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي من المكملات الغذائية وحليب الأطفال.
• تفتيش إسرائيل للشاحنات عبر معبري كرم أبو سالم ورفح يعيق توزيع المساعدات بشكل فعال.
3. تدمير البنية التحتية الصحية:
• تدمير معظم المستشفيات ونقص الوقود والأدوية يعيق علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية.
• تفشي الأمراض المعدية مثل الإسهال والتهاب الكبد بسبب نقص المياه النظيفة والصرف الصحي.
توصيات
1. فتح المعابر فورًا:
• يجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء وحليب الأطفال والمكملات الغذائية، دون قيود.
2. إعادة إعمار البنية التحتية الصحية:
• دعم المستشفيات بالوقود والأدوية لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية.
3. تدخل دولي عاجل:
• يجب على المجتمع الدولي الضغط لرفع الحصار واستعادة الوصول الإنساني إلى غزة.
4. رعاية نفسية وغذائية:
• توفير برامج دعم نفسي وتغذوي للأطفال والنساء الحوامل للحد من الآثار طويلة الأمد.
خاتمة
إن أزمة الجوع وسوء التغذية في غزة تخطت كونها أزمة إنسانية، بل هي جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية و كارثة من صنع الإنسان يمكن منعها. وفاة العشرات من الأطفال ومعاناة المئات من الآلاف من سوء التغذية الحاد هي نتيجة مباشرة للحصار الخانق ومنع المساعدات. يتطلب الأمر تدخلاً دوليًا عاجلاً لإنقاذ حياة الأطفال ومنع تفاقم هذه المأساة التي تهدد مستقبل جيل كامل في غزة.
ملاحظة: تم جمع البيانات من مصادر موثوقة، بما في ذلك تقارير الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف، مع التحقق من الأرقام والمعلومات لضمان الدقة.