سوريا الجديدة، ليت الزمن لم يتغير فيها.

أمد/ تحوّلت سوريا، في لمح البصر، إلى سوريا الجديدة، برئيس انتقالي جديد، برداء جديد، وبدلات وربطات عنق جديدة،
لكن ايضا بجزمات وبساطير جنود يوشع بن نون اقرب إلى ساحة المرجة، وميدان الامويين، وميدان السبع بحرات، وضفاف نهر بردى،
ونظام سوريا الجديد لا يُحرّك ساكنا، ولا حتى “بيكِش ذبابة!!!”،
وكل الدلائل تُشير إلى انه سائر في درب “جماعة ابراهام”، وانه سيأكل “كوشير” مع ابناء العمومة في نفس القصعة،
لكن تصريحات وتبجّحات المسؤولين العسكريين والسياسيين الاسرائيليين حيال هذا التقارب مع سوريا لا يُبشّر بخير ولا بقصعة مليئة، بل بقصعة فارغة اكلتها الدبابير،
يقول جيران سوريا انهم سيوافقون على تطبيعٍ مع سوريا الشرع فقط إذا تخلّت سوريا عن هضبة الجولان وقمة جبل الشيخ واراضيها التي تسرح وتمرح فيها اقدام بني صهيون،
إنّ تجرّؤ اسرائيل على هذا الشرط “الرزيل” يُعطي مؤشّرا واضحا انها لا تُقيم وزنا ولا حتى قدر غرامين سمسم لحُكام دمشق الجّدد، الذين منذ ان توطّنوا في قصر الشعب وحتى اللحظة لم يرفعوا “ظُفرا” في وجه اسرائيل،
بل هادنوها مُهادنة اولاد ديرة واحدة وضيعة واحدة،
الاصل في الشيء هو ان تنسحب اسرائيل من كافة الاراضي السورية المحتلة جديدا وقديما، وليس فرض شروط لبقائها ترفع علمها الابيض الازرق مع نجمة داوود السداسية على ثلث الاراضي السورية،
جاء ناس جُدد إلى سوريا، ونظام جديد، ورئيس جديد، ومفهوم سياسي وعسكري جديد، وربما “انبطاح” جديد،
فيا ريت إلّي صار ما صار، ويا ريت الجديد ظلّ قديما،
وكما يقول المثل الاسباني: “سيءٌ معروف افضل من جيدٍ سنتعرّف عليه”.