في يومٍ من الفقر والجوع

في يومٍ من الفقر والجوع

أمد/ ونحن نعيش الألفية الثالثة رُبما لم يكن أحد يتوقع أن يموت بعض العرب المسلمين جوعًا، وتحديدًا في قطاع غزة _ فلسطين، ومن حولهم، ويحيط فيهم، وبجوارهم يوجد حوالى مليارين مسلم!؛ والمُحزن المؤلم المبُكي بأنه هناك مليارات الأموال العربية الإسلامية مُنِحت من بعض دولنا العربية، وتُقدم على أطباقٍ من ذهب مجانًا لسيد البيت الأبيض الرئيس الأمريكي ترامب؛ و الذي بسلاحهم الأمريكي يتم قصف، وقتل ، وحرق، واغتصاب، وسحق، وإبادة النساء، والأطفال، والشباب، والشيوخ في فلسطين!. حيثُ يرتكب العدو الصهيوني المُجرم إبادة جماعية وحشية منذُ حوالى عامين بهذا السلاح الأمريكي الصنع، ومن خلال الدعم الأمريكي السخي الغير محدود عسكريًا، وسياسيًا، وماليًا ولوجستيًا ومن كافة النواحي من واشنطن للكيان الصهيوني النازي!؛ وبالمقابل يتم تقديم المليارات لترامب، وشعب غزة يكاد يموت جوعًا، ويتضور الشعب جوعًا!!؛ فأين نحن من إخوة الإسلام، والعقيدة، واللغة، والعروبة والدم والمصير الواحد المشترك؛ وأين نحن من إغاثة الملهوف ونصرة الضعيف؟؛ وأين نحن العرب المسلمين من الحديث النبوي الشرف المسلم أخ المسلم لا يسلمه، ولا يظلمه، وأين نحن من الحديث الشريف: “المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك أصابعهُ”، ومعناه أن المسلمين في تكاتفهم وتعاضدهم، وتعاونهم كالجسد الواحد، فكل واحد منهم يقوي الآخر، ويدعمه، تماماً كما يتماسك البنيان ويقوى ببعضه البعض، وأين نحن من كتاب الله عز وجل، في قوله سبحانهُ وتعالى : {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} أي ذي مجاعة، في يوم تتوق النفوس لطعم الطعام، فيا أيها الأحباب من أهل الخير والشرف، أين أنتم من التفاني في نُصرة الشعب الفلسطيني بغزة، ومن تقديم كل الدعم والطعام والشراب لإخوتكم المحتاجين في غزة بفلسطين، وليبحث كل واحد منكم عن باب يثق به، وليُنثر العطاء بكل سخاء؛ وتذكروا أنكم ستحاسبون أمام الله عن الجوعى من المسلمين ممن قدر على كفايتهم وقَصَّر ْ في ذلك!؛ فابذلوا قصارى جهودكم لنصرتهم، واجعلوا هذا العمل همّكم وهدفكم، وإياكم ، والشح، والبخل، وتذكروا قول سبحانه و تعالى (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) معنى الآية ظاهر وهو أن الله حكم بالفلاح على من وقاه الله تعالى شح نفسه أي طمعها فيما ليس لها أو طمعها بحيث تمنع ما يجب عليها لأن الشح مداره على أمرين: ” إما طمع فيما ليس لك أو فيما ليس من حقك وإما منع لما يجب عليك بذله فمن وقاه الله شح نفسه بحيث لا يطمع فيما لا يستحق ولا يمنع ما يجب عليه فإن هذا من أسباب الفلاح”، فمثلاً إذا وقي الإنسان شح نفسه في الزكاة وصار يخرج جميع ما يجب عليه منها ويسره الله تعالى للبذل في الصدقات وما يقرب إلى الله عز جل فهذا قد وقي شح نفسه في بذل ما يحبه الله عز وجل وعدم منع ما يجب عليه ومن وقاه الله تعالى أخذ أموال الناس بالباطل من سرقة أو خيانة أو ما أشبه ذلك فقد وقاه الله شح نفسه فيكون وقاية شح النفس بأن يحمي الله عز وجل المرء من الطمع فيما لا يستحق أو من منع ما يجب عليه بذله فمن وقي ذلك كان من المفلحين والفلاح كلمة جامعة لحصول المطلوب وزوال المكروه؛ ولا يخفى عليكم جميعًا ما تتعرض له فلسطين وخاصة قطاع غزة منذ عامين من عدوان صهيوني بربري وحشي نازي فاشي إجرامي، ومن حرب إبادة شاملة؛ حيث يعيش قطاع غزة حاليًا مجاعة هي واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث يواجه السكان المجاعة الشاملة والإبادة الجماعية، في ظل صمت عربي وإسلامي وعالمي شامل؛ فمنذ بداية الحرب، فرض الكيان الصهيوني المجرم حصاراً خانقًا على غزة، شلّ الحياة تماماً، ومنع دخول الغذاء والدواء والماء والوقود، وتفاقمت الأزمة الإنسانية بشكل خطير، وصار التجويع يستخدمه الاحتلال المجرم كسلاح فتاك للإبادة، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، حُرم أكثر من مليون طفل في قطاع غزة من المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من شهرين متواصلين، مما أدى إلى تفاقم سوء التغذية وانتشار الأمراض بين الأطفال .

لقد دمّرت الحرب البنية التحتية المدنية بالكامل تقريبًا، ودمرت المستشفيات وأغلبها خرجت عن الخدمة، وتوقفت المدارس والجامعات وأصبحت ملاجئ مكتظة، ومخيمات النزوح تغصّ بآلاف الأسر المحرومة من أدنى شروط الحياة، هذا الوضع الإنساني الكارثي، الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه “غير مسبوق”، لا يمكن فصله عن سياسة ممنهجة؛ حيث يستخدم الكيان الصهيوني الغاصب المجرم تجويع الشعب في غزة كأداة حرب ووسيلة للتهجير القسري!؛ فأين أنتم أيها العرب المسلمون من نصرة شعب غزة في فلسطين، والذين يعيشون أيامً المسغبة، والجوع فإنه بئس الضجيع فهل لهم من ناصرين، أم أن الضمير العربي الرسمي، والإسلامي والعالمي قد مات وشبع موتًا؟!…