“التلغراف”: حماس تستخدم التعذيب ضد سكان غزة لقمع الاحتجاجات بشكل متزايد الوحشية

“التلغراف”: حماس تستخدم التعذيب ضد سكان غزة لقمع الاحتجاجات بشكل متزايد الوحشية

أمد/ لندن: في “تقرير أسود” نشرته صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية يوم الأحد، كشفت الصحيفة عن أن حركة حماس تلجأ إلى أساليب “أكثر قسوة” و”إراقة دماء متصاعدة” للسيطرة على سكان غزة اليائسين وقمع الاحتجاجات المتنامية ضد سلطتها.

ووصفت الصحيفة الوضع بأن حماس تعذب السكان لإسكات أي معارضة، خاصة مع تزايد الضغوط العسكرية والاقتصادية عليها جراء الحملة الإسرائيلية.

اعتقالات، تعذيب، وإعدامات في وضح النهار

التقرير يسلط الضوء على حادثة أحمد المصري (26 عاماً)، أحد المنظمين الرئيسيين للاحتجاجات التي هزت شمال غزة في أبريل ومايو.

بعد أن ظهر في مقطع فيديو يحمل لافتة “حماس لا تمثلنا”، ذكرت مصادر متعددة لـ”التلغراف” أن مسلحين من حماس اختطفوا المصري في بيت لاهيا.

وبحسب المصادر، تعرض لـ”تعذيب وحشي”، حيث “تم كسر قدميه عمداً باستخدام حجارة كبيرة وقضبان حديدية، كما تم إطلاق النار عليه في ساقيه”.

وظهرت صور لاحقاً للمصري وهو محمول على نقالة وعيناه تعكسان نظرة “خائفة وعاجزة”.

التقرير يؤكد أن هذه الفظائع هي جزء من “موجة متصاعدة من إراقة الدماء” من قبل حماس ضد السكان العاديين.

وقال خالد أبو طعمة، المحاضر والخبير في الشؤون الفلسطينية، إن حماس “بدأت بإعدام واعتقال الناس من أجل ترهيب السكان وإرهابهم” بعد الاحتجاجات، معتقداً أن “الأمر ناجح” حيث اختفت الاحتجاجات لاحقاً.

وذكر التقرير تزايد التقارير في الأسابيع الأخيرة عن سحب الناس من خطوط المساعدة، وتعذيبهم في الأقبية، أو إعدامهم “ببساطة في وضح النهار”.

كما أظهر مقطع فيديو، نشرته حسابات تابعة لحماس، أشخاصاً ملثمين يستخدمون عموداً معدنياً لسحق ركبتي رجل معصوب العينين، ووصفت “صراخه المؤلم وتوسلاته للرحمة” بأنها “قوية للغاية بحيث لا يمكن وصفها”.

ويُرتكب الكثير من هذا العنف باسم ما يسمى بوحدة “سهم”.

استهداف المحتجين حتى داخل المستشفيات

أفاد التقرير بأن الناشطين الذين تحدثوا للصحيفة، خوفاً من الانتقام، ذكروا أن أحمد المصري اختطف واقتيد إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث تم استجوابه وتحذيره من التحدث لوسائل الإعلام.

وقال أحدهم: “لقد أطلقوا النار على شخصين أمامه، ثم أطلقوا النار على قدميه… كسروا قدميه بالحجارة الكبيرة والقضبان الحديدية وألقوه في الشمس لمدة ساعة”. ثم نُقل إلى المستشفى حيث ضُرب على قدميه داخل سيارة الإسعاف.

وفي حادثة أخرى، زُعم أن مسلحين من حماس منعوا ضحايا أُطلق عليهم النار من دخول المستشفى، تاركين إياهم يتلوون في الخارج. ويُناشد أصدقاء المصري الآن أي شخص للمساعدة في إخراجه من غزة، سواء للهروب من حماس أو للحصول على العلاج.

حملات تشويه و”قتل مزدوج”

وذكر التقرغف تفاصيل مقتل أحد منظمي الاحتجاجات في خان يونس، محمد أبو سعيد، الذي أُطلق عليه النار عدة مرات في قدميه مما استدعى بتر إحداهما.

وفي جنازته، أطلق مسلحون من حماس النار على موكب الجنازة، ما أسفر عن مقتل أفراد من عائلته.

بالإضافة إلى العنف الجسدي، تُشكل حملات التشهير ضد المتظاهرين تكتيكاً رئيسياً، حيث يُعد اتهام أي شخص بالتعاون مع إسرائيل أسوأ افتراء في غزة.

وقد بدأت حماس، وفقاً لناشطين، في محاولة إيقاع الناس في فخ عبر حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

تحديات داخلية متزايدة وتاثير ضعف إيران

التقرير يشير إلى أن حماس تواجه تحدياً هائلاً لسلطتها مع إدخال نظام توزيع المساعدات الجديد، الذي تقوم به شركة أمريكية (مؤسسة غزة الإنسانية) بتنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة.

ورغم قسوة هذا النظام، فإنه يقلق حماس التي كانت تعترض كميات هائلة من المساعدات.

كما يُذكر حادث كمين 11 يونيو، حيث نصب مسلحون كميناً لحافلة تقل عمالاً فلسطينيين يعملون في أحد مراكز صندوق التنمية الاجتماعي، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم أسامة سعدو المسحال، حيث زُعم أن حماس استهدفتهم لاعتقادها بارتباطهم بميليشيا ياسر أبو شباب المدعومة إسرائيلياً.

يزيد التقرير أن صعود قوة العائلات المسلحة، التي لا تخضع لسلطة حماس، يعود لتزايد معدلات الجوع وتشجيع السكان اليائسين على التشكيك في حكامهم.

ويخلص التقرير إلى أن حماس، رغم كل هذا، تظل أقوى جماعة فلسطينية في غزة.

وأن السكان عالقون “بين فكي آلة الحرب الإسرائيلية وأفراد حماس الذين يستخدمون معاناتهم لتبرير قضيتهم أمام العالم”.