المنظمات غير الحكومية تدعو إلى إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية والاستمرار في توفير المساعدات للنازحين.

المنظمات غير الحكومية تدعو إلى إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية والاستمرار في توفير المساعدات للنازحين.

أمد/ رام الله:  تتفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة بشكل متسارع، مع تزايد أعداد الشهداء والجرحى واستمرار التهجير القسري للنازحين من منازلهم المدمرة، وتصاعد حرب الإبادة المفتوحة. وتشير التقارير إلى استشهاد 550 مواطنًا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ مايو الماضي، فيما أصيب أكثر من 4000 آخرين بجراح بالقرب من مراكز المساعدات، أو ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” التي تديرها الولايات المتحدة ودولة الاحتلال.

تُصنف هذه المراكز، بحسب المؤسسات والهيئات الدولية، بأنها “مصائد للموت المتعمد لطالبي الحصول على المساعدات”. وقد أكد تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قبل يومين، تأكيدات رسمية بشأن تعمد جيش الاحتلال إطلاق النار بهدف القتل.

في هذا السياق، تحذر شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من استمرار استخدام ساحات انتظار المساعدات التي تحولت إلى “ميادين للإعدام”، وتطالب بتدخل أممي لإغلاق “مؤسسة غزة الإنسانية”، وإنقاذ حياة الناس عبر توفير آلية دولية تتكفل بإدخال المساعدات وتوزيعها من خلال ممرات آمنة، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية. كما تدعو إلى العمل على تحقيق العدالة في توزيع هذه المساعدات، حيث تتحمل دولة الاحتلال كامل المسؤولية عن سياسات التجويع واستخدام الجوع كسلاح ضمن حربها المتواصلة.

أدى هذا الوضع، بحسب الإحصاءات، إلى استشهاد 66 طفلًا بسوء التغذية، فيما تستقبل مستشفيات القطاع المتبقية ما يزيد عن 5000 حالة سوء تغذية يوميًا، بينهم 112 طفلًا. ولا يعمل سوى 17 مستشفى فقط من أصل 36 كانت تعمل خلال الأشهر القليلة الماضية، مع استمرار الحصار الخانق وانهيار وشيك للقطاع الصحي بكافة مرافقه.

وتُجدد شبكة المنظمات الأهلية التأكيد على مطالبتها للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر الدولي، والمؤسسات الإنسانية، بالعمل فورًا على إنقاذ الوضع الإنساني قبل تسجيل كارثة محققة في القطاع ووقوع حالات موت جماعي لمئات المواطنين. وتطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة وفق القانون الدولي من إدخال المساعدات ووقف التجويع فورًا، وتوفير عمليات إنقاذ للفئات الهشة من نساء وأطفال وكبار السن والمرضى، الذين يواجهون خطر الموت. فـ11 ألف مصاب بالسرطان لا يتلقون العلاج بالحد الأدنى بفعل إصرار دولة الاحتلال على مواصلة الإبادة التي تُصنف، وفق تقارير دولية، بأنها الأكثر دموية في القرن الحالي.