تقرير: معاناة مرضى غزة بين تحويلات طبية مزيفة وانتظار قاسٍ تحت ظلال الموت البطيء

أمد/ تحقيق استقصائي- منى بكر: منذ بداية حرب السابع من أكتوبر على قطاع غزة تتفاقم معاناة المواطنين بشكلٍ لا حصر لها، حيث يُحرم سكان قطاع غزة من أبسط مقومات الحياة الأساسية من ماء وغذاء وعلاج، فتدمير الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية الطبية أصبح يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
إن فكرة العلاج بالخارج زرعها الاحتلال الإسرائيلي في عقول المواطنين في قطاع غزة؛ نتيجة عدم وجود طواقم طبية مؤهلة وقلة المستلزمات الطبية، فمنذ بداية العدوان أصبح هناك آلاف المرضى بحاجة للعلاج، بالرغم من عدم ضرورة ذلك لكنها تحت ذريعة العلاج والهجرة في آن واحد من ظروف الحرب.
فانهيار المنظومة الصحية، وتدمير المستشفيات والمراكز الطبيبة، وخروج معظمها عن الخدمة وعدم إدخال الوفود الطبية إلى قطاع غزة، وإغلاق المعابر، وعدم إدخال المستلزمات الطبية جميعها بلا استثناء قيود يفرضها الاحتلال الإسرائيلي؛ لتكون سبب في محاولة سفر المرضى لتلقي العلاج في الخارج؛ مما يعني أن الاحتلال حكم عليهم بالموت البطيء، ومارس أذى جسدياً ونفسياً من خلال عرقلة وصولهم للخدمات المنقذة للحياة.
إن القيود الإسرائيلية تأتي في مساعِ الاحتلال؛ لخنق القطاع، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، بما في ذلك الحرمان من العلاج.
العلاج بالخارج والتحويلات الطبية
يعتبر العلاج بالخارج وعملية التحويلات الطبية للجرحى والمرضى في قطاع غزة من الملفات ذات الأهمية، فانهيار المنظومة الصحية وخروج معظم المشافي والمراكز الصحية عن الخدمة؛ خلق واقعاً كارثياً وبيئةً غير إنسانية تقتل مرضى قطاع غزة بلا أي رحمة؛ نتيجة عدم وجود مستشفيات تستقبلهم فهم بأمس الحاجة للعلاج بالخارج.
سُجل وفق وزارة الصحة الفلسطينية سافر 1100مريض للعلاج بالخارج عبر معبر رفح البري منذ بداية الحرب؛ لتلقي العلاج خلال سريان وقف إطلاق النار، لكن استئناف الحرب في مارس الماضي وإغلاق معبر رفح بات معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الاسرائيلية هو الممر الوحيد لسفر المرضى من خلاله لم يغادره سوى أقل من100 مريض ومرافقيهم، رغم ذلك هناك أكثر من 16ألف مريض على كشوفات السفر وفي قوائم الانتظار جميعهم أنهوا كافة الإجراءات اللازمة للحصول على تحويلة طبية للعلاج بالخارج منهم 5100 حالة طارئة مهددة بالموت إن لم تتلقى العلاج و450مريضاً في حالة موت بطيء يحتاجون إلى إجلاء عاجل ينقذهم من الموت، وأكثر من 5000مريض سرطان بحاجة للسفر للخارج ويمتلكون تحويلة طبية عاجلة لتشخيص أو للعلاج الكيميائي والإشعاعي.
إصدار التحويلات الطبية
شرح د. محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي ورئيس دائرة العلاج بالخارج كيفية حصول المريض على التحويلات الطبيبة حيث يتم الأمر باتباع آلية معينة وضعتها وزارة الصحة ليتسنى له السفر لتلقي العلاج بحيث تم وضع المعايير اللازمة لسفر المرضى والحصول على التحويلات الطبية ومن ثم اختيار الحالات وفق أولوية من خلال الأكثر أهمية فالأهم نتيجة وجود أعداد كبيرة جداً من المرضى، حيث تم وضع نظام معين لكيفية اختيار الحالات المرضية تبدأ بتشخيص حالة المريض ومن ثم كتابة التحويلة الطبية من المستشفى ومن ثم تختم من رئيس القسم وتختم من مدير المستشفى وبالنهاية تعرض على لجنة استشارية في وزارة الصحة هذه اللجنة تضم أطباء ذو خبرة وكفاءة عالية، وأن كل مستشفى تستقبل المريض حسب تخصصها المحدد، وأخيراً تعتمد التحويلة الطبية على تصنيف حسب أولوياتها ضمن معايير نموذج A.B.C
“A”يحتاج لعلاج خلال أيام
“B” يعتمد على علاج خلال أشهر
“C” يعتمد على علاج خلال أشهر طويلة
فالنموذج رقم A يعطى لمرضى السرطان لعدم توفر لهم العلاج في قطاع غزة، فالمريض الذي يحتاج إلى علاج إشعاعي يتم إعطاؤه نموذج رقم 1 نتيجة عدم توفر خدمات العلاج الإشعاعي في قطاع غزة، بينما المرضى الذين بحاجة لعلاج كيماوي أو هرموني يتم تقديم له العلاج محلياً في حال توفر العلاج ، في حال عدم توفره يتم سفره لتلقي العلاج في الخارج وحصوله على نموذج رقم 1مباشرة لسفر.
مدة التحويلات الطبية
نتيجة ارتفاع أعداد الجرحى والمرضى منذ حرب السابع من أكتوبر على قطاع غزة، أصبح عدد المرضى يقدر بالآلاف، حيث يعانوا من إصابات معقدة بحاجة لسفر عاجل لتقلي العلاج خارج مستشفيات القطاع بعد انهيار المنظومة الصحية وتدمير المستشفيات والمراكز الطبية، فمدة وصول الموافقة تحتاج لأشهر طويلة، خصوصاً بعد التنسيق مع المستشفيات في الخارج والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي للحصول على الموافقة الأمنية لسفر خارج القطاع إلا أن هناك معيقات اسرائيلية تؤخر سفر المرضى.
لكن هناك بعض الحالات العاجلة التي تحتاج إلى سفر عاجل، هنا يحتاج الأمر لأيام قليلة للحصول على الموافقة للسفر بعد موافقة الطبيب المعالج ورئيس القسم ومدير دائرة العلاج في الخارج د. محمد ابو سلمية، حينها لن يستطيع عرضها على اللجنة، بل يتم الإسراع في الاتصال في المستشفيات المناسبة للحالة والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لوضعها على أولوية السفر، هنا يتم عرض الحالة على اللجنة الطبية كإجراء روتيني قانوني بأن الحالة فعلاً تحتاج اإلى التحويل العاجل.
التخصصات الغير موجودة في مستشفيات قطاع غزة
أفاد د. محمد أبو سلمية أن معظم التخصصات غير متوفر في مستشفيات قطاع غزة ، لكن أكثر التخصصات هي تخصص الأورام السرطانية نتيجة عدم توفر علاج لمرضى السرطان وعدم توفر العلاج الإشعاعي وعدم وجود مسح ذري فهم الأكثر حاجة للعلاج.
تخصص العظام وترميم العظام فمرضى ترميم العظام بحاجة لعمليات متقدمة غير متوفرة في قطاع غزة وأن كل مريض يحتاج من3-6عمليات على الأقل في شهر واحد، فالمريض الواحد بحاجة إلى 60عملبة حتى يعود لحياته الطبيعية ويمارس عمله.
تخصص مرضى وجراحة القلب نتيجة عدم توفر قسطرة قلب وجراحة قلب في قطاع غزة.
تخصص الأطفال والتشوهات الخلقية لدى الأطفال، وعدم مقدرة الأطفال على تحمل العمليات الجراحية خصوصاً من يعاني من ثقب في القلب، فهم بحاجة لعمليات جراحية عاجلة وأن أي انتظار قد يودي بحياتهم.
دور منظمة الصحة العالمية
أكد ا. عبد الناصر صبح منسق القطاع الصحي ورئيس فريق الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أن منظمة الصحة تلعب دوراً محورياً في تنسيق وتسهيل إجلاء المرضى من قطاع غزة، لتلقي العلاج بالخارج وذلك بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، وتشمل جهودها في توفير الدعم اللوجستي وجمع وتوثيق البيانات للمرضى، وتأمين الإمدادات الطبيبة وضمان نقل آمن وفعال للمرضى.
وأشار عبد الناصر صبح أن منذ بداية حرب السابع من أكتوبر على قطاع غزة قامت منظمة الصحة العالمية بإجلاء أكثر من حوالي خمسة آلاف مريض لتلقي العلاج خارج القطاع، حيث تلقّى أكثر من 80في المائة منهم الرعاية في مصر وقطر والأردن والإمارات العربية المتحدة، فيما لايزال أكثر من 16ألف مريض آخرين في غزة بحاجة إلى الإجلاء الطبي، وتأتي عملية الإجلاء هذه بعد عمليات سابقة إلى أسبانيا وبلجيكا من القاهرة بتنسيق من منظمة الصحة العالمية.
حيث قامت منظمة الصحة العالمية بإجلاء أكثر من 2634مريضاً إلى مدينة أبو ظبي بالتعاون مع الحكومة الإماراتية وشركائها الصحيين (1000من المرضى الأطفال و1000من مرضى السرطان برفقه عوائلهم)
حيث سافر أكثر من1200مريض إلى جمهورية مصر العربية، تتكفل وزارة الصحة المصرية بعلاجهم..
وأفاد “صبح” بأن منظمة الصحة العالمية قامت قبل أيام بنقل أكثر من 30طفلاً إلى مستشفيات متخصصة خارج الأراضي الفلسطينية وسط أوضاع إنسانية صعبة تهدد حياة آلاف المرضى، تم نقل 16طفلاً برفقة 48 من أفراد عائلاتهم إلى مستشفيات الأردن، ونقل17 طفلاً آخرين إلى إيطاليا برفقه52 مرافقاً من ضمنهم آدم النجار نجل الطبيبة آلاء النجار لتلقي العلاج من إصابات وأمراض مزمنة تعذر علاجها داخل غزة؛ بسبب تدمير المنظومة الصحية، وتعمل منظمة الصحة العالمية على تأمين إجلاء دفع أخرى خلال الأيام القادمة، محذرة من الإجراء البيروقراطي والمخاوف الأمنية التي قد تؤخر هذه المهمة الإنسانية.
معاناة المرضى ما بين منع أمني وواسطة ومحسوبية
يوماً بعد يوم يزداد الجدل حول ملف التحويلات الطبية للعلاج بالخارج وازدادت الشكاوي أكثر فأكثر بعد حرب السابع من أكتوبر، حيث يشتكي المواطنين المماطلة والتجاوزات والواسطة والمحسوبية، وتشير أصابع الاتهام في هذه الشبهات إلى دائرة العلاج بالخارج، حيث يتساءل المواطنين حول من هو المسؤول عن هذه التجاوزات والأزمات التي تعاني منها دائرة العلاج في الخارج.
تحدثت مع السيدة “أ.أ.ع” والتي روت لنا تفاصيل معاناة والدتها ابتداء من مرضها إلى أن توفاها الله دون سفرها للخارج لتلقي العلاج.
وتقول أن والدتها بعد إصابتها بتليف الكبد الوبائي تدهورت صحتها خلال الحرب بشكل كبير وبدأت رحلة السعي و البحث لشهور طويلة لتلقي العلاج في الخارج لإجراء عملية جراحية وصلة للكبد خارج القطاع، مما أدى إلى تدهور صحتها وتعرضها إلى نزيف في دوالي المعدة ولايوجد له علاج في غزة نتيجة قلة الإمكانيات نتيجة الحرب تم منعها من السفر للخارج، واستمرت بالمعاناة لأشهر طويلة.
وقالت:” لا استطيع أن أتهم أحد في دائرة العلاج بالخارج بتأخير سفر والدتي، لأننا نعيش وندرك حجم القيود التي يضعها الاحتلال على التحويلات وتقليص عدد المرضى المسافرين وإغلاق المعبر حيث وصلت والدتي إلى مرحلة بحاجة لتحويلة طبية عاجلة جداً لكننا لم نجد آذان صاغية لن نجد يد ممتدة لتقدم لوالدتي، كل هذا من تدبير الاحتلال الذي يحاصر آلامنا ويحاصر جوعنا ويحاصر معاناتنا حتى أنه يحاصرنا عند الموت”.
بينما يتهم والد الطفلة “ا.خ” 3 أعوام دائرة العلاج بالخارج بتأخير سفر طفلته وتقدم إصابات أخرى للسفر نتيجة الواسطة والمحسوبية رغم حصولها على تحويلة طبية ومسجلة في كشوفات منظمة الصحة العالمية، حيث أصيبت الطفلة بشظايا في العينين خلال نزوح العائلة إلى مدرسة اليرموك، فقدت على إثرها عينها اليمنى مباشرة و أُصيبت العين الأخرى بشظايا كثيرة وهي بحاجة للسفر للخارج لإجراء عملية جراحية في شبكة العين وبشكلٍ عاجل قبل فقدان عينها اليسرى وتصبح كفيفه، لا تستطيع أن تتنعم بطولتها كباقي أطفال العالم”.
تفاجأت عائلة الطفل “ي.ب” 12 عاماً والذي يعاني من سرطان الدم الليمفاوية الحاد عدم موافقة الاحتلال الاسرائيلي لسفره لتلقي العلاج بالخارج دون إبداء الأسباب من المنع، حيث تدهورت حالته الصحية ويعاني من نوبات حمى متكررة وآلام في العظام.
وأكدت عائلة الطفل أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب في قتل المرضى وتأخر سفرهم خصوصاً القاصرين، تحت مسمى المنع الأمني، دون معرفة الأسباب خلف هذا المنع، وهي بذلك تحكم بالإعدام على كافة المرضى الممنوعين من السفر ليعيش تحت مظلة الموت البطيء.
تعتبر منع القاصرين من السفر إحدى الطرق التي تسدّ بها إسرائيل سبل خروج المرضى لتلقي العلاج، بواسطة فرض موانع فردية وموانع أمنية، حيث يتم المنع بشكل تعسفي ومن دون تسويف، ولا تتراجع الدولة عن رفضها إلا بعد تدخل قانوني، فرفض الطلبات من شأنه أن يشكل حكماً بالموت.
شهادات طبية مزورة
تحدثت السيدة “ه.أ.غ” والمتواجدة الآن في جمهورية مصر العربية، أنها سافرت إلى جمهورية مصر بعد تنسيق مع عدد من الأطباء في مستشفى ناصر الطبي، وحصلت على تحويلة طبية للعلاج بالخارج رغم خلوها من الأمراض وأنها بحالة صحية ممتازة، وذلك من أجل الوصول إلى خطيبها المتواجد حاليا في دولة اليونان.
بينما تحدث السيد “م.ق” من مدينة غزة أن شقيقه يعاني من مرض السرطان ويوماً بعد يوم تتدهور حالته الصحية وتزداد سوءاً وهو على قائمة الانتظار لسفر للخارج لكن دون جدوى، مؤكداً أنه تم الكشف عن سفر عدد من المواطنين من غزة إلى مستشفيات “كارتيجي” “مارير” في فلورنسا إيطاليا، بالرغم أنهم غير مرضى مقابل مبلغ وصل 8آلاف دولار وبعد فحوصات طبية تبين عدم حاجتهم للعلاج، وعلى معرفة بهؤلاء الأشخاص حيث ينزهون الآن في إيطاليا، بينما يموت مرضى السرطان والأطفال وجرحى الحرب في غزة على أسرّة المستشفيات دون فرصة للعلاج.
معيقات اسرائيلية
هناك معيقات اسرائيلية يفرضها الاحتلال الإسرائيلي تمنع المرضى من سفرهم لتلقي العلاج بالخارج هذه القيود بمثابة حكم بالإعدام على المرضى من ضمنها: حرمان المرضى من السفر دون إبداء أسباب، وحرمان المرضى من السفر بدعوى أن أحد أفراد العائلة يخالف القوانين الاسرائيلية بالإضافة إلى المماطلة في الرد على المرضى وعدم الاكتراث بمواعيد علاجهمم، ومنع الاحتلال سفر المرضى من فئة الذكور عبر معبر كرم أبو سالم ووضع قيود مشددة على اختيار مرافقي المرضى.
قراءة في القانون الدولي
خلال حوار مع د. محمد الناطور باحث قانوني حول حق الفرد في العلاج والصحة وحرية التنقل والعلاج تحدث استناداً للقوانين والمواثيق الدولية، أن هناك حق للفرد في الصحة والعلاج وفقاً للمواثيق الدولية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة 25) والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (المادة 12)، ويحق لكل إنسان التمتع بأفضل مستوى ممكن من الصحة، والحصول على الرعاية الصحية اللازمة، بما في ذلك العلاج في الخارج عند الضرورة، وأكد على مبدأ حرية التنقل والعلاج وأن هذه الحقوق مرتبطة بحرية التنقل والسفر وتعتبر من حقوق الإنسان الأساسية، ولكنها قد تُقيّد لأسباب أمنية أو صحية، مع ضرورة أن تكون تلك القيود متوافقة مع القانون الدولي وتكفل حماية الحقوق الأساسية.
وأشار د. الناطور أن قد تُفرض قيود على سفر المرضى لخارج مناطق النزاع لأسباب أمنية، إلا أن ذلك يتطلب نهجاً متوازناً يراعي حقوق الإنسان ويضمن عدم حرمان المرضى من العلاج الضروري.
وأشار د. الناطور إلى وضع قطاع غزة الذي يُعد من أكثر المناطق تعرضاً للنزاعات المسلحة والحصار، مما أدى إلى تدهور حاد في القطاع الصحي، بالإضافة إلى القيود المفروضة على سفر المرضى للخارج، خاصة في حالات الحالات الحرجة أو المستعصية، نتيجة للأوضاع الأمنية والسياسية، فضلاً عن قيود من قبل السلطات الإسرائيلية، وتأثير الحصار والنزاعات، حيث تسبب الحصار في نقص الأدوية، المعدات، والكفاءات الطبية، مما يزيد من الحاجة للسفر للخارج لتلقي العلاج، خاصة للأمراض المزمنة، الأورام، وجراحات القلب والأعصاب.
ومن المفترض على المجتمع الدولي ومن خلال المنظمات الإنسانية والحقوقية، أن يضمن تقديم العلاج المطلوب، ويضغط من أجل رفع القيود غير القانونية التي تعيق سفر المرضى، مع احترام الجانب الأمني.
تحديات ومخاطر
أفاد د. محمد ابو سلمية أن ملف العلاج بالخارج من الملفات الشائكة التي تواجه وزارة الصحة الفلسطينية في ظل العديد من التحديات والمعيقات التي تواجهها فمنذ حرب السابع من أكتوبر على قطاع غزة وارتفاع حالات الإصابات والجرحى وإغلاق معبر رفح تفاقمت الأزمة الصحية فمن هذه المعيقات: إدخال فئة الذكور” الشباب ” من السفر عبر معبر كرم أبو سالم، وفرض قيود إسرائيلية وتحكم الاحتلال الإسرائيلي في منع أو موافقة سفر المرضى، حيث يتم رفض الزوج أو الزوجة أو أحد الأبناء وهنا يعتبر أحد أكبر المعيقات، أيضاً عدم وجود دول خارج قطاع غزة تتكفل بعلاج عدد كبير من المرضى، فمثلاً دول أوروبية مثل إيطاليا تتكفل بعلاج 20مريض وهو عدد قليل جداً بالنسبة لعدد الإصابات والمرضى، بالنهاية يعتبر قطاع غزة منطقة منكوبة فمعظم المرضى في قطاع غزة بحاجة للعلاج في الخارج في ظل انهيار المنظومة الصحية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية وتدمير الأجهزة والمعدات الطبية.
حلول مقترحة
توصيات التحويلات الطبية للعلاج بالخارج تتطلب دراسة متأنية لضمان حصول المرضى على العلاج المناسب في الوقت المناسب مع الأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتاحة في قطاع غزة وخارجه وذلك من خلال: وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وضرورة فتح معبر رفح وإجلاء المرضى العالقين للسفر لتلقي العلاج بالخارج والسماح بدخول المستشفيات الميدانية والمختصين إلى القطاع كحلول مؤقتة، بالإضافة إلى إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة بما فيها علاج السرطان والعلاج الكيماوي، وإدخال الأجهزة والمعدات إلى مستشفيات قطاع غزة، وضرورة إدخال الوفود والكوادر الطبية لتقديم الرعاية الطبية للمرضى، ويجب أن تتكفل الدول العربية والدولية بعلاج أعداد كبيرة من المرضى والسماح للمرضى من فئة الذكور بالسفر لتلقي العلاج بالخارج بالإضافة إلى سفر المرضى وقت الحروب والنزاعات بموجب المواثيق والقوانين الدولية.
المصادر
* وزارة الصحة الفلسطينية
* د. محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي ورئيس دائرة العلاج بالخارج
* ا. عبد الناصر صبح منظمة الصحة العالمية.
* د. محمد الناطور باحث قانوني.
* مواطنين من قطاع غزة..