آثار النزاع الإيراني الإسرائيلي: التداعيات الاقتصادية والإعلامية على المنطقة

أمد/ تداعيات المواجهة الإيرانية الإسرائيلية: الآثار الاقتصادية والإعلامية على المنطقة
بين تصعيد الصواريخ وتحليل الشاشات، الشرق الأوسط يعيش مرحلة ارتجاج مزدوج: اقتصادي وإعلامي.
فما إن بدأت المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل خلال الأيام الماضية، حتى بدأت الأسواق الإقليمية تهتز، وأخذت التغطيات الإعلامية تتسابق في رسم المشهد وتضخيمه أحيانًا أو تقزيمه أحيانًا أخرى، بحسب المصالح والاصطفافات.
■ أولًا: الأثر الاقتصادي… هل بدأ النزيف؟
رغم قِصر مدة التصعيد، فإن مؤشراته الاقتصادية ظهرت بسرعة:
أسعار النفط ارتفعت بشكل مفاجئ فور الإعلان عن القصف المتبادل، مدفوعةً بمخاوف المستثمرين من توسع رقعة الحرب وتهديد إمدادات الطاقة، خصوصًا أن الخليج العربي لا يبعد كثيرًا عن دائرة النيران.
البورصات الإقليمية شهدت تراجعًا، خاصة في دول طالتها بعض الضربات ولو بشكل رمزي، ما أثار مخاوف المستثمرين من انعدام الأمان وتكرار الاستهداف.
أسعار الذهب والعملات تأثرت أيضًا، إذ شهدت ارتفاعًا في أسعار الذهب، بوصفه ملاذًا آمنًا، وانخفاضًا في بعض العملات المحلية التي تتأثر سريعًا بأي قلق سياسي أو عسكري.
الاستثمارات الأجنبية أصبحت على المحك؛ فالخوف من انفجار صراع أكبر جعل بعض الشركات تدرس إعادة تقييم خططها في المنطقة، خصوصًا مع احتمال أن تدخل الولايات المتحدة أو أطراف أخرى بشكل أوسع.
■ ثانيًا: الإعلام… بين المعلومة والاصطفاف
الآلة الإعلامية العربية والدولية اشتغلت بكامل طاقتها، لكن الفارق بين نقل الخبر وتحليله وتوجيهه كان صارخًا:
بعض القنوات العربية حاولت تقديم تغطية حيادية، لكنها لم تصمد طويلًا أمام ضغوط الانحياز للمحور الذي تمثّله دولها.
وسائل إعلام إيرانية وإسرائيلية ضخّت روايات متباينة، كلٌ منها يروّج لانتصاره ويُقلل من تأثير ضربات خصمه، في مشهد أشبه بحرب إعلامية موازية.
الإعلام الغربي، كعادته، بدا منحازًا إلى الرواية الإسرائيلية، مكرّسًا “حق الدفاع عن النفس”، بينما تجاهل السياق الأوسع للتوترات وبدء العدوان.
■ ثالثًا: هل هناك خسائر طويلة الأمد؟
الجواب يعتمد على ما إذا كانت هذه المواجهة هي نهاية التصعيد، أم مقدمة لجولات قادمة.
في حال التهدئة، ستحتاج الأسواق لبعض الوقت لاستعادة الثقة، وقد تُبقي بعض الشركات الدولية على تحفّظها.
أما إذا تجدد الصراع، فقد نكون أمام آثار اقتصادية أخطر، منها:
تراجع حركة الشحن البحري في الخليج.
ارتفاع أسعار النفط عالميًا.
توتر سوق الطيران والسياحة.
تجميد بعض المشاريع الاستراتيجية الكبرى في دول الخليج.
■ ختامًا:
المنطقة لا تعيش فقط في ظل صواريخ تتقاطع فوق سمائها، بل في ظل أرقام متقلبة وشاشات مضللة.
وما بين ضجيج المعارك وتحليل المواقف، تظل الشفافية الاقتصادية والتغطية المهنية هي الخاسر الأكبر… ما لم يتوقف هذا التصعيد، أو يتم تحجيمه عبر تفاهمات تضع استقرار المنطقة أولًا.