إعادة بناء الوعي

إعادة بناء الوعي

أمد/ نكتشف انفسنا بعد كل مواجهه او صدمه او معركه او زلزال اننا بلا وعي حقيقي ولا ندري ما سنعمل حولنا ونعيش على وهم او مجموعة خرافات وهام وخراريف كانت ترويها العجائز لتسهيل النوم ..

هناك فجوه كبيره بين الاجيال جيل متحجر وجيل لم ياخذ من التطور الا بعض القشور ..

جيل القيم والمباديء والتزمت والتعصب ولو على باطل الى جيل التحلل والتفلت والانحراف ..

ساهمت جهات متعدده في معركة التجهيل وخلق اجيال بلا هويه او هويات مزيفه لا تمت للواقع وكل ذلك من اجل سهولة السيطره وخلق بيئات حاضنه لقبول الفساد والتسلط والغاء فكرة التغيير او الاصلاح او المقاومه …

ووصلنا الى مرحلة لا نعرف فيها من العدو من الصديق ومن نحن بدل ان نكون خير امة اخرجت للناس اصبحنا شعوبا وقبائل ودويلات وعصبيات وكل حزب بما لديهم فرحون ..

نختلق اعداء وهميون فيما بيننا نختلف ونقتتل وعندما يصل الامر الى العدو الاساس تجدنا نتارنب ..

الى ان جاء السابع من اكتوبر بطوفان الاقصى وخلق واقعا جديدا لم نعهده من قبل اطاح بكل الموروث وجرف في طريقه كل ما عهدناه وما تعلمناه وكان لا بد من الهدم والتكسير والتجريف لاعادة البناء لا يمكن لمعركة التحرير ان تسير دون اعادة تشكيل الوعي الجمعي للامه وانفض الغبار عن العقول ووضع القطار على السكه وتبيان الحقائق ..

وهكذا كشف الطوفان كل الحقائق وما زالت كل يوم تنكشف لنا احوال واخبار ما كنا نعرفها واناس كنا نحسبهم على خير وقيادات وقوى واحزاب وجماعات ظهر خوائهم الفكري والعملي ..

ما قبل الطوفان الذي ما زال جارفا ليس كما بعده وهذه المعركه لها اوجه متعدده واحدها هذا العدوان على غزه وما نتج عنها من تفاعلات واشعال حرائق هنا وهناك ودخول اطراف وقوى ولو جمعنا كل الخيوط لاصبحت حربا عالميه بمفاهيم الحروب ..

نحتاج الى نبذ كل ما هو زائف وتبيان الحقائق وتوضيح كل ما خفي وفضح كل المتامرين والمتاجرين والمساومين والمطبعين ..

لن تعود للامه مكانتها الا اذا اعادت قطارها على سكتها الصحيحه واعتمدت المقاومه خيارا لطرد الاحتلال واعوانه واعادة الاعتبار للانسان وحقه في حياة حره كريمه ونبذ العبوديه وحياة القطيع وعمال المزارع …

اعادة تشكيل الوعي للبناء فلا يعقل ان نبقى امه تعيش على الرصيف …