سيناريوهات ما بعد الهدوء: ماذا سيحدث إذا لم تنجح الاتفاقات بين إيران وإسرائيل؟

أمد/ قراءة مستقبلية في مآلات الصراع بعد الجولة الأخيرة من التصعيد
الهدوء الذي خيّم مؤقتًا بعد أيام من التصعيد بين إيران وإسرائيل ليس سوى غبار معركة خُتمت على عجل. تصريحات متفائلة هنا، وتأكيدات بنجاح التفاهمات هناك، لكن خلف هذه الواجهة الهادئة يختبئ سؤال ثقيل: ماذا لو فشلت هذه التفاهمات؟ وما الذي ينتظر المنطقة إن تهاوى هذا “الاتفاق الصامت” بين العاصمتين؟
◐ السيناريو الأول: انفجار عسكري شامل
في حال تم خرق خطوط التفاهم – سواء بضربة إسرائيلية جديدة لمنشآت إيرانية، أو رد خارج نطاق التوقع من طهران – فإن التصعيد سيتخذ منحى مختلفًا هذه المرة، لا سيما بعد أن انكشفت قواعد الاشتباك، وانكسرت الخطوط الحمراء.
المشهد المتوقع:
استهداف مباشر لمدن إسرائيلية بصواريخ دقيقة المدى.
ردود جوية إسرائيلية مركزة في عمق إيران وربما منشآتها الحيوية.
دخول لاعبين إقليميين في خط النار بشكل متدرج، من اليمن حتى العراق وسوريا.
◐ السيناريو الثاني: حروب ظل مفتوحة
هذا السيناريو يُبقي على التصعيد تحت السطح، دون انفجار مباشر. يعود الطرفان إلى ما قبل الجولة الأخيرة: اغتيالات، هجمات سيبرانية، ضربات محددة بطائرات مسيّرة، ورسائل متبادلة على مسارح متعددة من دون إعلان حرب.
دلائل هذا السيناريو:
استمرار استهداف الموانئ والسفن المرتبطة بإيران أو إسرائيل في البحر الأحمر والخليج.
عمليات غير معلنة تنفذها أذرع الجانبين في لبنان، سوريا، كردستان العراق، أو حتى دول الخليج.
حرب دعائية ومعلوماتية تتصاعد تدريجيًا عبر الإعلام والسوشال ميديا.
◐ السيناريو الثالث: انكشاف التفاهم وظهور خلافات الراعي
إذا تبيّن أن واشنطن، التي أدارت الخيوط الخلفية، لم تنجح في تثبيت معادلة التهدئة، فستنكشف هشاشة الموقف الأمريكي، وقد تفكر إيران باستثمار هذا الانكشاف لصالحها.
ما قد يحدث:
إعادة إيران النظر في ضوابط الردع.
اتساع رقعة التنسيق الإيراني مع روسيا أو الصين.
محاولة إسرائيل تثبيت ردع جديد بعملية مفاجئة.
◐ السيناريو الرابع: الانهيار الداخلي لأحد الطرفين
هذا السيناريو أقل احتمالًا، لكنه ليس مستبعدًا. أي تصعيد عنيف قد يعمّق الانقسامات داخل إسرائيل التي تعيش واقعًا سياسيًا هشًا، أو يُعجّل بصدام داخلي في إيران لو واجهت ضغوطًا اقتصادية وسياسية قاسية بعد الضربات النووية.
◐ ختاما :
الهدوء الذي نشهده الآن ليس بالضرورة نهاية للتصعيد، بل قد يكون مجرد استراحة في معركة مفتوحة العناوين. إن فشل التفاهمات بين إيران وإسرائيل لا يعني فقط عودة القتال، بل فتح الباب أمام فوضى إقليمية أعقد، يُعاد فيها رسم التحالفات، وتتبدل فيها قواعد الاشتباك.