يعتبر السنوات …!

يعتبر السنوات …!

أمد/ ترسمُ السنينُ على الجبينِ خطوطَها، …
كأنها كانتْ تختبئُ ..
في جيبِ الزمنِ البعيد،
تخرجُ واحدةً…
فواحدة،
تحاكي وجعَ الأيامِ،
وتهمسُ في سري:
أنني ما زلتُ واقفًا…
وما زال لي غدٌ جديد….
***
كلُّ خطٍّ
هو حكمةُ نَكسةٍ…
أو درسُ صمود،
هو وجعُ طريقٍ عبرناهُ
بين لُغمٍ…
وجرحٍ…
وشمسٍ تُشرقُ من فوهةِ بندقية…
***
رغمَ الضغوطِ الهائلةِ، …
ورغمَ العقودِ العابرة،
لم تنكسرْ مرآتي، …
ولا نَسيَ الطفلُ الساكنُ داخلي …
أن يعدَّ السنينَ على أصابعه،
وينقشَ فوقَ جدارِ الحنينِ
خارطةَ العودةِ المؤجلة ….!
***
عبد الرحيمُ الصغيرُ ما زال هنا، …
يحملُ حقيبةَ الحلمِ،
يخبّئُ فيها مفتاحَ البيتِ المسروق، …
وصورةَ الدربِ المؤدّي إلى حقلِ اللوزِ، …
ويهتفُ كلّما أزهرَ الربيع:
“عائدٌ… عائدٌ من بينِ السنينْ …!
***
فلا تقرأوا وجهي فقط، …
بل افتحوا خطوطَ الجبينِ، …
إنها ليستْ تجاعيدَ عُمرٍ هارب، …
بل هي خريطةُ وطنٍ …
ظلَّ حيًّا في القلب، …
ينمو رغمَ المنفى،
ويرفضُ أن يموت…..!