وداع الشاعر محمد لافي: قصيدة فلسطينية عميقة بدأت مع النكبة

أمد/ هجرتان كبيرتان رسمتا حياة الشاعر الفلسطيني محمد لافي (1945–2025)، الذي رحل عن عالمنا اليوم الجمعة عن عمر يناهز 80 عاماً. الهجرة الأولى كانت مع النكبة عام 1948، حين خرج من قريته حتّا في قضاء غزة إلى الضفة الغربية، أما الهجرة الثانية فكانت مع النكسة عام 1967، حين انتقل إلى الأردن.
أتمّ الراحل تعليمه الثانوي في أريحا، ثم درس اللغة العربية في جامعة بيروت بين عامَي 1973 و1974. وعاش متنقّلاً بين بيروت ودمشق، ليستقرّ منذ التسعينيات في عمّان، حيث قدّم برنامج “شاعر وقضية” في الإذاعة الأردنية منذ عام 1996، إلى جانب عمله في التعليم. كما عمل في الصحافة السورية والأردنية، وكتب سيناريوهات لأفلام، أبرزها الفيلم الوثائقي “الحكيم… جورج حبش”.
أصدر لافي تسعة دواوين شعرية، وعكست تجربته تحوّلات في شكل القصيدة وتأثّره بالأحداث السياسية التي عاشها، مثل خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، فكتب القصيدة المطوّلة كما في “قصيدة الخروج”، ثم اتّجه إلى كتابة القصيدة القصيرة في بداية التسعينيات مع ديوانه “نقوش الولد الضال”.
رفض الراحل اتفاق أوسلو، واعتبره “خيانة لثوابت المقاومة”، فتحوّل شعره إلى هجاء وسخرية تنطويان على مرارة فلسطينية، كما في ديوانه “ويقول الرصيف”. وإلى جانب الشعر، كتب القصة القصيرة والمقالة والنصوص السياسية الساخرة.
صدر للافي أول دواوينه بعنوان “مواويل على دروب الغربة” (مطبعة عمّان، 1973)، ثم “الانحدار من كهف الرقيم” (جمعية عمّال المطابع التعاونية، 1975)، و”قصيدة الخروج” (دار الحوار، 1985)، و”نقوش الولد الضال” (اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، 1990). كما صدر له عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر “مقفّى بالرماة” (1993)، و”أفتح بابًا للغزالة” (1996). وعن وزارة الثقافة الأردنية، ضمن سلسلة إبداعات ومشروع التفرّغ الأدبي، صدر له: “لم يعد درج العمر أخضر” (2005)، و”ويقول الرصيف” (2010).
أما ديوانه الأخير، فقد صدر العام الماضي عن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب الفلسطينيين بعنوان “غيم على قافية الوحيد”. وقد جمع “بيت الشعر” في رام الله أعماله الكاملة في مجلد بعنوان “الأعمال الناجزة” عام 2011.