أطلقوا النووي من أجل مصلحة إسرائيل وتركوا العدو من أجل مصالح العرب.

أمد/ دهاليز السياسة والامن والاستخبارات بُحور عميقة تكتنز، في رحمها، الاسرار والخندزات والخوازيق والاسافين واقلام الحبر والخربشات والتلوين،
كُلّ ما جرى من “هلُمّ” على مدى اسبوعين بين اسرائيل وامريكا من جهة وايران على الضفة المقابلة، تمحور تحت يافطة وبند ولوحة ضرب المنشآت النووية الايرانية ووئدها في المهد أو في مرحلة الحبي او مرحلة الايناع والتورّد واعطاء ثمرات من القنابل النووية المُفترضة،
تكاتف وتكتّل العالم الغربي كلّه وراء هذا الهدف:
“ايران لا يجوز لها حيازة سلاح نووي ولا تصنيع سلاح نووي ولا التفكير بالسلاح النووي ولا الحلم بالقدرات النووية”،
كان المطلوب على ما يبدو، اسرائيليا وامريكيا وغربيا، تقليم مخالب ايران العسكرية “وبردخة” انيابها النووية والصاروخية، وليس انهائها تماما،
لان في انهائها “نزع فتيل البُعبع الايراني” الذي يدفشونه امام لحى وذقون الحُكام والملوك والامراء العرب الغُشماء، على انه الخطر الخطير الداهم الماثل الماحق الساحق الحارق الخازق عليهم وعلى عروشهم وعلى “كوشات” كراسيهم وكنباياتهم ووسائدهم وارآئكهم وخيامهم وجلساتهم حول دلّة القهوة والمهباش والعزف على الربابة، والتحسيس على اصابع ارجلهم،
وإلا ما هو الداعي والمُبرر لترامب ان يقوم بجولة اخرى مريحة مربحة مترفة على مضارب العربان لتحصيل تريليونات من الدولارات تحت بند ويافطة وبُعبع حمايتهم من ايران!!!،
وبأي وجه سيقوم نتنياهو وترامب، فرادا ومجتمعين، بالطلب من الاصدقاء والحلفاء العرب “تمويل وتعويض” ما صُرف على الحرب ضد ايران لانها كانت، بالنهاية، من اجل الحفاظ على ذقونهم وعُروشهم!!!،
اسرائيل ضربت وقتلت ودمّرت وامريكا ضربت ودمّرت، وايران صمدت وضربت ودمّرت، والعرب تفرّجوا وبحلقوا في الطائرات المغيرة والصواريخ المارّة العابرة،
والمطلوب منهم “دفع الفاتورة ثمن الفُرجة”!!!،
في وسط مدينة باريس يوجد مطعم يُقدّم طعاما شهيّا، مرّ من امامه مُتشرّد فرنسي وشمّ رائحة الطعام، لكنه لم يجرؤ على الدخول لعدم وجود مال في جيبه، فما كان منه إلآ ان مرّ على مخبز قريب واشترى رغيفا وجلس على باب المطعم وأخذ يستمتع باكل الرغيف على رائحة الطعام المنبعث من مطبخ المطعم،
ما ان انهى وجبته الشهية حتى همّ بالمغادرة،
تنبّه له صاحب المطعم الضخم الذي يحمل سكينا طويلا في زنّار وسطه،
قبض علية ومسكه من خُناقه وقال له ادفع خمسة يوروات،
فصرخ المتشرد من الالم ومن الظلم، واجابه: “لكنني لم ادخل مطعمك ولم اطلب منك شيئا،
فقال له صاحب المطعم بحزم: “ادفع، ثمن الرائحة!!!”.