هل نجح الكيان في تحقيق أهدافه من خلال الهجوم على إيران؟

أمد/ فجأة، بدون مقدمات، هاجم الكيان اللقيط جمهورية ايران الاسلامية بعشرات الطائرات ” الامريكية” الاكثر تطورا في العالم.
الهجوم الصهيوني ” الجوي” كان بمثابة الصدمة لايران، ترافق بهجوم ” ارضي” من خلال مئات المسيرات التي يشغلها مئات وربما الاف العملاء المزروعين في الاراضي الايرانية منذ فترة من الواضح انها ليست قصيرة.
مما لا شك فيه ان الهجوم اربك القيادة وربما اصابها ” بالشلل” قبل ان تتعافى بعد ساعات طويلة كانت كفيلة بإحداث الكثير من الضرر في مختلف ارجاء ايران وخاصة العاصمة طهران.
الهجوم ” الارضي” اثبت ان الكيان اللقيط كان يعمل على مدار سنوات طويلة لمثل هذا الهجوم، بعيدا عما جرى وما زال في غزة، وهو يذكرنا بما جرى لحزب الله في عملية ما بات يعرف بعملية البيجرات واللاسلكي التي كانت المقدمة لكل ما جرى للحزب فيما بعد.
العملية “الارضية” وادخال عشرة الاف مسيرة وحدها تعتبر ” قصة” على كل من له علاقة بصناعة القرار في إيران التوقف امامها لما لها من ابعاد خطيرة قد تتكرر مستقبلا وهي تثبت ان ايران كانت مخترقة بشكل مرعب يبعث على الاستهجان خاصة و الجميع يعلم مدى العداوة بين إيران والكيان اللقيط المؤقت.
في المقابل، فإن من غير الواضح على ماذا كانت تراهن القيادة الايرانية سوى بعد المسافة بين ايران والكيان وربما الاعتقاد بان ذلك قد يكون عاملا مهما في عدم الهجوم على إيران بالشكل الذي حدث، كما انها ربما راهنت على ما لديها من صواريخ استراتيجية بعيدة المدى وذات قدرات اثبتت انها ” مهولة” لكنها بدون غطاء جوي ايراني يكفل حمايتها من سلاح الجو الصهيوني الذي يعتبر من اقوى اسلحة الجو في المنطقة وربما العالم.
على اية حال وبعيدا عن الكثير جدا من التفاصيل التي جرت خلال ايام العدوان ال 12 فإن اهداف العدوان المعلنة للعدوان الصهيوني كانت وكما هو معروف، تدمير البرنامج النووي الايراني كما وتدمير القوة الصاروخية الايرانية، فهل تحقق اي من الهدفين او كلاهما.
في الحقيقة، لا يمكن لأي كان ان يجزم بشكل قاطع فيما اذا تم تحقيق الهدفين او اي منهما، ولن يحدث هذا الا بعد فترة قد لا تكون طويلة، وهو مرتبط بشكل اساسي بعد ان يتم الكشف عن مدى الاضرار التي لحقت اولا بالمفاعلات النووية في إيران كما وما لحق بكل ما له علاقة بصناعة الصواريخ الايرانية، كما ومصير مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب التي تتضارب الاخبار حول مصيرها وفيما اذا ما تم ” انقاذها” في اللحظة الاخيرة او تم ” طمرها” تحت دمار المفاعلات.
إضافة الى ذلك فإن ما سيجري ” بالضرورة” من مفاوضات بين إيران والراعي الامريكي للارهاب الصهيوني، وما نوعية الشروط التي سيتم وضعها على طاولة المفاوضات فيما يتعلق بالبرنامجين ” النووي والصاروخي”.
اخيرا، لا يمكن القول او الجزم ” في الوقت الحالي على الاقل” بأن الكيان اللقيط قد حقق اي من اهدافه المعلنة وان ذلك ما ستبينه الايام او الاسابيع وربما الاشهر القادمة، كما ان ذلك يعتمد على ارادة الايرانيين واصرارهم او تصميمهم على المضي في برنامجيهما وهذا بالتالي يتطلب التعلم من الكثير من الدروس التي تجلت بعد هذا العدوان الغاشم، وهذا كله ما سيتسنى معرفته مع الايام.