إخفاق إسرائيلي-أمريكي في الوصول إلى أهداف الحرب، وتوازن في الردع العسكري، بينما المعركة السياسية هي التي ستحدد النتائج النهائية للنزاع.

أمد/ فشلت “إسرائيل” وأمريكا في تحقيق أهداف الحرب التي تم الإعلان عنها في بداية الحرب، والمحددة بتدمير البرنامج النووي الإيراني ووالقوة الصاروخية وتغيير النظام في طهران، وهذه الأهداف لم تتحقق باعتراف كل المراقبين والخبراء على الصعيد الإقليمي والدولي، بما فيهم حكماء وكالة الطاقة الدولية، وهناك ما يشير ويؤكد هزيمة “إسرائيل”في هذه الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعم ومساندة ومشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما لا كان يتصوره ويتوقّعه ترامب وقيادته في البيت الأبيض والإتحاد الأوروبي المنافق وللأسف بعض الدول العربية المطبعة ومعهم السلطة الفلسطينية .
إن إنتصار إيران في الميدان وتوازن الردع واقعي مهما كانت خسائرها المادية في هذه الحرب، في ضوء ما حصل من خسائر عند الكيان الصهيوني وما خلفته هذه الحرب من نتائج على كل الأصعدة خلال ال 12 يوم الماضية، وآخرها الرد الإيراني أمس بتوجيه ضربة لقاعدة “العديد” وما تمثله للقوات الأمريكية، وهذا الوضع والنتائج والمعادلات الجديدة هو من أنهى الحرب وأدى إلى طلب “إسرائيلي” وتدخل أمريكي لوقف إطلاق النار،
هذه النتائج لهذه الحرب من الممكن أن تؤدي لتعزيز الموقف العربي والإسلامي وإعطائه قوة إذا أحسنوا التصرف لوقف الغطرسة الإسرائيلية وإجبارها عن التوقف عن مخططاتها تجاه القضية الفلسطينية، ومشروعها في “الشرق الأوسط الجديد” الذي يهدد دول وشعوب المنطقة، حيث كان نتنياهو يتباهى ويعلن بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط ، وبهذه النتائج التي ستفتح أفقاً ومسارات سياسية جديدة وقوية لأزمات المنطقة ستجبر فيها “إسرائيل” وأمريكا للتراجع عن مخططاتها وتهديداتها لدول وشعوب المنطقة.
وبعد وقف اطلاق النار وصمت الصواريخ وأزيز الطائرات المسيرة والغير مسيرة عند الطرفين في هذه الحرب المدمرة، فإن معركة وحرباً سياسية جديدة ستبدأ في الحراك السياسي والمفاوضات التي ستجري في المرحلة القادمة والتي بنظري لن تحقق فيها “إسرائيل” وأمريكا ما عجزت عن تحقيقه في حربها على إيران، والتي لن تقدم أي تنازلات إستتراتيجية في المفاوضات القادمة، وهذا الأمر سيفتح آفاقاً واسعة لبلورة موقف عربي وإسلامي قوي للحفاظ على مصالح شعوبها ومقدراتها وثرواتها بعيدا عن الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.